دعوني ولا تفعلوا بي مثل الوطن بعدَ احتضارٍ ، توفـّى
قرأنا الوصية : لا تغلسوني
دعولي ثيابي
نظرنا إليهِ مُسجّى بدون الثياب
ورغم العجب ، قُلنا : شهيد
وأكملَ فيها : لا تُصلّوا عليّ ..
ثارَ الجميع
وهدأوا على صوت طفلي الصغير :
دعوهُ وشأنه ..
وتابَع :
ولا تحملوني على أي نعشٍ
وأرفض مواراتي في التراب
ولا تقرأوا فاتحة الكتاب
ولا تحـــزنوا
دعوني وحيداً مكاني
فقلنا : هذا جنون
وقمنا بدفنهِ رغماً عنه
وصوت صغيري يُنادي:
دعوهُ وشأنه
***
وعدنا جميعاً من المقبرة
دخلتُ لبيتي
وجدتُ صغيري يُعاتب أمه
ويبكي
وعند سؤالي إليهِ ، أجاب:
حينَ أموت
دعوني وشأني
ولا تفعلوا بي مثل الـوطن
قلب إنسان
__________________
جِئتُ من أينَ ؟
" لا أدري "
ولَكنّي أتَيت
|