"سلطة رام الله غير مؤتمنةٍ على مصالح شعبنا"
الغول: تأجيل "غولدستون" و"فولك" خدمةٌ للاحتلال [ 08/03/2010 - 02:18 م ] الغول أثناء المؤتمر الصحفي اعتبرت الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة إزاحة تقرير المقرِّر الخاص بشأن حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة ريتشارد فولك عن أجندة جلسة مجلس حقوق الإنسان التي ستنعقد خلال شهر آذار (مارس) الجاري، أو تأجيل مناقشته؛ يعني إعدام التقرير وإقصاء صاحبه. وكانت سلطة رام الله قد طلبت تأجيل مناقشة تقرير فولك؛ وذلك بدعوى حرصها على المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني!. وأكد المستشار محمد فرج الغول وزير العدل في غزة، خلال مؤتمرٍ صحفيٍّ عقده اليوم الإثنين (8-3) بغزة؛ أن تقرير فولك لا يقل قيمة عن "توصيات غولدستون"، خاصة أن التقرير لا يؤكد فقط "تقرير غولدستون"، بل وما توصلت إليه بعثة الجامعة العربية لتقصِّي الحقائق أن استهداف المدنيين والمنشآت المدنية لم يكن عرضًا، بل كان متعمَّدًا وأنه سياسة صهيونية ممنهجة منذ قيام الكيان الصهيوني. وتساءل الغول: "ترى هل دعوة فولك المجتمع الدولي إلى تبنِّي حملة المجتمع المدني بمقاطعة "إسرائيل" وسحب الاستثمارات منها، وفرض العقوبات عليها؛ يتعارض مع المصلحة الوطنية العليا؟!". وقال مضيفًا: "لا نعرف لماذا يؤجَّل تقرير فولك بقرارٍ فلسطينيٍّ في وقت تتم فيه الموافقة على بدء مفاوضات غير مباشرة مع سلطات الاحتلال "الإسرائيلي"، دون الوقف الكامل لـ"الاستيطان"، وبعدما أعلنت سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" ضمَّ الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح إلى "قائمة المقدسات اليهودية"، لا نعرف كيف تتحقَّق المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني عبر تماثل الموقف الفلسطيني الرسمي مع موقف "إسرائيل" حيال فولك وتقريره". وأشار الغول إلى تبنِّي الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي قرارًا بتمديد المهلة الممنوحة لـ"إسرائيل" والفلسطينيين لإجراء تحقيقاتٍ في الجرائم التي شملها "تقرير غولدستون" أربعة أشهر أخرى، معربًا عن استغرابه أن يُصاغ ويُقدَّم مشروعُ هذا القرار بمبادرةٍ فلسطينيةٍ؛ "الأمر الذي دعا الصحافة الغربية وبعض الصحف العربية إلى وصف "إسرائيل" بأنها "الدولة" الوحيدة التي تتمتَّع بممثلَيْن دائمَيْن في الجمعية العامة: واحد "إسرائيلي"، وآخر فلسطيني"!. وتساءل الغول: "أين المصلحة الوطنية في تمديد المهلة الممنوحة لـ"إسرائيل" بإجراء تحقيقات في الجرائم؟! أفي إطالة أمد حالة الحصانة لقوات الاحتلال "الإسرائيلي" وقادته؟! أم في حرمان الضحايا الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة والأساسية، وإلقاء "تقرير غولدستون" في سلة المهملات؟!"، مضيفًا: "إننا في الحكومة الفلسطينية ننظر إلى هذه التصرُّفات غير المسؤولة والمتساوقة مع مطالب الاحتلال ومصالحه نظر الريبة والشك في القائمين عليها، وإن تكرار مثل هذه التصرُّفات يدل بما لا يدع مجالاً للشك أن الذي يطلب هذه التأجيلات ومَن وراءه قد فقد البوصلة، وأنه غير مؤتمن على مصالح أبناء شعبنا، بل ويظهر جليًّا مدى تساوق مصالح هذه الفئة مع مصالح الاحتلال من خلال تماثل مواقفها مع مواقفه، وإننا إذ نحذر من مغبَّة الاستمرار في تلك التصرفُّات اللا مسؤولة، فإننا ندعو إخواننا في المجموعة العربية في مجلس حقوق الإنسان وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى عدم التجاوب مع هذه التوجُّهات المشبوهة والمُدانة التي يطلقها مندوبو سلطة رام الله في المحافل الدولية، وإلى استقراء المصلحة الفلسطينية والتجاوب معها". ودعا المتحدثُ العربَ في مؤتمر القمة المزمع عقدها في ليبيا نهاية هذا الشهر إلى أن يضعوا حدًّا لهذه التنازلات المجانية التي تقدِّمها السلطة في رام الله إلى الاحتلال "الإسرائيلي"، وألا يشكِّلوا غطاءً لهذه الجرائم النكراء. كما دعا المؤسَّسات الدولية والحقوقية وأصحاب الضمائر الحية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والحكومات والبرلمانات العربية والإسلامية والأوروبية وأحرار العالم والاتحادات الحقوقية والقانونية الدولية، واتحاد المحامين العرب؛ إلى أن يشكِّلوا جماعات ضغط حقيقية على الاحتلال، وإلى المطالبة بمحاكمتهم كمجرمي حرب، وألا يسمحوا لهم بالإفلات من العقاب، مطالبًا برلمانات الدول التي يسمح قانونها بمحاكمة مجرمي الحرب، وبالذات بريطانيا، بعدم السماح بتعديل قوانينها لمصلحة مجرمي الحرب "الإسرائيليين"؛ حتى لا يفلتوا من العقاب وإلا اعتبروا شركاء لهم. وناشد الغول الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم أن يتوحَّدوا ويوحِّدوا جهودهم، وأن يثوروا وينتفضوا ضد مجرمي الحرب الصهاينة، وألا يسمحوا بالمحاولات المشبوهة التي تعطي مجرمي الحرب الصهاينة مزيدًا من الوقت والفرصة ليفلتوا من العقاب. وأضاف: "إننا نؤكد للعالم أجمع أن حقوق الشعب الفلسطيني حقوق ثابتة غير قابلة للتصرُّف ولا تسقط بالتقادم، وأن الشعب الفلسطيني مُصمِّمٌ على نَيْل حقوقه كاملة غير منقوصة، وأن أي مؤامرات تستهدف حقوق الشعب الفلسطيني ستتحطَّم أمام صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته وإصراره وجهاده، ومعنا كل أحرار العالم".