عرض مشاركة واحدة
  #200  
قديم 03-08-2010, 11:05 PM
 
ملاحقة واعتقال وإهانة وإذلال
اليوم العالمي للمرأة في ظل مليشيا عباس (تقرير)
[ 08/03/2010 - 07:26 م ]



"انصرفي الآن إلى منزلك، وراجعينا صباح الغد"؛ تعود أم عبد الله (اسم مستعار) باكيةً إلى بيتها، واحتفال العالم بيوم المرأة العالمي عاجزٌ تماماً دون دموعها الحرّى، ففي الضفة الغربية فقط تتعرّض المرأة الفلسطينية للإهانة بأيدٍ فلسطينيةٍ، والتهمة هي المقاومة، مباشرةً كانت أم غير مباشرة.
"كانوا يحققون معي من الصباح وحتى وقت متأخر من الليل، ثم يسمحون لي بالعودة إلى المنزل على أن أرجع في اليوم التالي"، قالت أم عبد الله الطالبة في جامعة النجاح الوطنية والتي تعرضت للاستجواب على مدار ثلاثة أيام لدى جهاز الأمن الوقائي في الضفة الغربية المحتلة.
تكرّر استدعاء أم عبد الله بشكل يومي لـ "المقابلة"؛ وفي التفاصيل تقول "كانوا يتعمدون إهانتي بشكل يقصد منه كسر النفوس وإذلالها، إضافة إلى الكلمات النابية التي كانت المحققات يتلفظن بها، كانوا يقصدون من اعتقالنا توجيه رسالة أننا لن نرحم أحداً في "حماس" وأن النساء لسنَ في مأمن من الحملة التي لن تسمح للمقاومة أو ما يمتّ إليها من قريب أو بعيد بالعودة إلى الشارع الفلسطيني في الضفة".
أم عبد الله، واحدة من مئات النساء اللاتي استدعين للتحقيق والاستجواب لدى مليشيا رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس، الاستدعاءات شملت كل حاملة لفكر المقاومة، أو المتستّرات على هذا الفكر، أمّا إن كانت "المتّهمة" زوجة مقاومٍ أو أسير في سجون الاحتلال فالاستدعاء لا يكفي ولا بدّ من اعتقالها!.
في يوم المرأة العالمي، وفي الضفة الغربية المحتلة فقط؛ تجد الأب والأم في سجون السلطة والأبناء لوحدهم في البيت كما حدث مع المهندس وجيه أبو عيدة وزوجته أم عبد الرحمن، أو تجد الأب في سجون الاحتلال والأم في سجون السلطة، كما حدث مع زوجة الأسير رياض النادي وأحمد أبو العز في نابلس، وجمال حدايدة في طولكرم وغيرهم الكثير.
في يوم المرأة العالمي، وفي الضفة الغربية المحتلة فقط؛ تعتقل السيدة آلاء حسين حسنين زوجة الأسير لدى الاحتلال عبد الفتاح داود رغم أنها مرضعة؛ وبعد جهود ووساطات مضنية، سمح لها بالذهاب ليلاً لإرضاع رضيعها، ثم تعود للاعتقال.
في يوم المرأة العالمي، وفي الضفة الغربية المحتلة فقط؛ تعتقل السيدة هدى مراعبة زوجة الشهيد عبد الناصر الباشا، صاحب المنزل الذي استشهد فيه محمد السمان ومحمد الياسين برصاص أجهزة السلطة، دون أن تشفع لها يدها المبتورة ولا إصابتها بالسرطان.
في يوم المرأة العالمي، وفي الضفة الغربية المحتلة فقط؛ لم تسلم زوجات نواب الشعب الفلسطيني المنتخبين من الاعتداء عليهن من قبل أجهزة السلطة، كما حدث مع زوجة النائب عن محافظة أريحا علي الرومانين؛ حيث اختطفت من سيارتها وأخضعت للتحقيق ثلاث ساعات لدى جهاز الأمن الوقائي في تحدٍّ لكل المعايير المتبعة.
في يوم المرأة العالمي، وفي الضفة الغربية المحتلة فقط؛ تقول أم أحمد (اسم مستعار) "استطعت زيارة زوجي المعتقل في سجون الوقائي بعد ستة أشهر من اعتقاله، وبحضور ضابط وقف بيننا، ولم يقطع عنّا نظراته وكلماته التي تنمّ على حقد دفين، لقد زرت زوجي مراراً في سجون الاحتلال، وبالرغم من حجم المعاناة التي كنا نعانيها، لم نكن نتجرّع من الإهانة ما تجرّعناه في أقبية أمن عبّاس".
__________________
رد مع اقتباس