عرض مشاركة واحدة
  #202  
قديم 03-09-2010, 01:45 PM
 
سفينة نوح التركية وتغطية عرايا أثقلتهم الآثام!!
إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.


مقال الاستاذ فرج شلهوب من جريدة السبيل الاردنية

تركيا تجهز سفينة نوح لنصرة غزة وكسر حصارها، الذي زاده إحكاما وأذى وموتا جدار الفولاذ الذي يزرعه الأشقاء الأعداء، فيما عرب التفاوض يمطون شفاههم للمزيد من تبادل القبلات والتفاوض، مع حكومة اليمين الإسرائيلي. ربما للجولة الأولى بعد الألف، ولكن هذه المرة عبر مفاوضات غير مباشرة، وتحت التجريب ولمدة أربعة أشهر فقط (!!) أراهن من الآن أنها لن تكون إلا وسيلة لعودة سدنة التنسيق الأمني إلى أحضان الاحتلال، بغطاء عربي يحتاج لمن يغطيه ويستر عليه، بعد التمنع اليائس والمخادع لكسب بعض الشعبية بين البسطاء!!

ذلك أن سلطة رام الله مثلما هم رعاتها العرب، لا ينتمون للقضية إلا بقدر خدمتها لهم، أنظمة وزعامات، وأن الولاء لأمريكا وبرنامجها -عند هؤلاء- له الأولوية على كل ما سواهما، وما الغضب المصطنع، أو اعوجاج الأفواه بانتقاد تل أبيب إلا ذر للرماد في العيون، للتغطية على عمق التوحد "الفلسطيني اليعربي المعتدل" مع الأهداف الإسرائيلية والأمريكية!!

فليذهب العربان للمفاوضات أربعين عاما وليس أربعة أشهر، ولن يحصدوا إلا العار، لأنهم ابتداء ليسوا إلا أبناءه، ولا غاية لهم إلا البقاء في المشهد، وليس مهما عندهم كيف يكون حالهم آنئذ (!!) ولا على أي حال يكونون!!


من جهته، بولند يلدرم، رئيس هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية التركية "ihh" ، أعلن أن هيئته ستطلق خلال ربيع العام الجاري حملة مساعدات جديدة إلى غزة، لكنها هذه المرة ستأتي من البحر. وكشف يلدرم خلال اجتماع ضم عددا من المشاركين في قافلة شريان الحياة 3 في مقر الـ"ihh" بمدينة إسطنبول التركية، أن سفينة يطلق عليها اسم "سفينة نوح" ستنطلق إلى غزة في شهر نيسان/أبريل القادم لرفع الحصار عنها بحراً على رأس خمس سفن تركية أخرى، وذلك لمزيد من تسليط الأضواء على أهمية إنهاء الحصار".

ويتوقع يلدرم أن يضم الأسطول نحو عشرين سفينة، مؤكدا "أن هذه السفن لن تتوقف حتى بلوغ غزة... وأن سفن الشحن ستكون معبأة بمواد تحظر "إسرائيل" إدخالها إلى غزة، كمواد البناء ومولدات الكهرباء والأدوية والمعدات الطبية، إضافة إلى أدوات التعليم". وكشف يلدرم "عن وجود مجموعة من الصحفيين والمدافعين والنشطاء في مجال حقوق الإنسان وبرلمانيين من مختلف الدول ضمن القافلة البحرية".

ومن المنتظر أن يشارك في هذه الحملة "حركة غزة الحرة" الإنجليزية، ومؤسسات المجتمع المدني من عدة دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وماليزيا، وستبحر هذه السفن إلى غزة في العشرين من شهر نيسان المقبل لتدخل غزة من البحر المتوسط، دون المرور ببوابات الموت المصرية كما يقول المنظمون!!


كما يتوقع أن تشهد الحملة البحرية عددا من المفاجآت من العيار الثقيل، من بينها احتمال مرافقة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للمتضامنين شخصيا، وفي صحبة عدد من الزعامات السياسية العالمية، على شاكلة، شافيز، ومهاتير محمد، ونلسون مانديلا وآخرين، وفي ظل مرافقة وحراسة من البحرية التركية، التي تعد من أقوى أسلحة البحرية عالميا، في خطوة كبيرة تسعى لكسر الحصار للأبد بعد إحكامه بجدار الموت الفولاذي، عبر تدشين خط بحري متواصل ومستمر، إلى أن يجري فتح المعابر، وإنهاء الحصار الظالم على غزة!!

هكذا تفكر تركيا، وهذا ما يرشح من إعداداتها للشهر القادم، بينما الساسة من العربان مشغولون بتوفير الغطاء لأبي مازن كيف يذهب لعناق نتنياهو، وكيف يستأنف ما انقطع من "بوس" الأحذية الإسرائيلية بعد مسرحية الصعود على الشجرة؟! فيما الأخير يصرح أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي.. أنه في أي مفاوضات لن تتخلى "إسرائيل" عن سيطرتها العسكرية على وادي الأردن، وحين اعترضته ليفني بالقول: إنه مع شرط كهذا لن يكون بالإمكان التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، وأن حكومتها لحل هذا الإشكال طلبت ترتيبات أمنية، أجابها نتنياهو، "لقد رأينا النتائج بعد حرب لبنان الثانية، وما يسمى ترتيبات أمنية مكنت حزب الله من التسلح أكثر مما كان قبل العام 2006". قبل أن يضيف "كما يبدو أنه تكفيك ورقة عندما تطلبين ترتيبات أمنية، أما أنا فأطلب ترتيبات ميدانية، ولن أتنازل عن ذلك".

عالمان مختلفان كل يسير باتجاه، عالم تركي يصعد للمستقبل عبر بوابة فلسطين، والانفتاح شرقا، والتنمية الاقتصادية، واحترام الذات، وعالم رسمي عربي صغير تابع، بدون رسالة ولا مشروع، ما يزال محشورا في زاوية الحفاظ على مكانة "السدنة" واستمرار ولايتهم وتمتعهم بعطايا الأمريكي وحمايته!!

الأول يسجل كل يوم هدفا جديدا في طريق صعوده، والثاني يسجل كل يوم فضيحة جديدة، والمزيد من السقوط والاغتراب عن ناسه وأهله، بعدما تحول قادته إلى راقصين في أعراس الجيران، وحاطبين في حبال الأعداء!!!
__________________
رد مع اقتباس