عرض مشاركة واحدة
  #205  
قديم 03-09-2010, 04:46 PM
 
ضمن خطة لترميم 11 أثرًا يهوديًّا
في ظل التهويد.. مصر ترمِّم كنيسًا صهيونيًّا
[ 09/03/2010 - 01:19 م ]

المعبد اليهودي موسى بن ميمون بالقاهرة

في الوقت الذي يقوم فيه الصهاينة بانتهاك المقدسات الإسلامية والمسيحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسراع عمليات التهويد وضمّ المقدسات؛ تقوم الحكومة المصرية -ممثلةً في وزارة الثقافة- بترميم كنيس يهودي وسط القاهرة بمنطقة العباسية، دون الالتفات لما يجري من تطورات ساخنة على الساحة الفلسطينية.

فقد تمَّ الانتهاء من ترميم معبد موسى بن ميمون؛ حيث احتفل العشرات من اليهود المصريين ومن مختلف دول العالم أمس الأول الأحد (7-3) بافتتاح معبد الحاخام موسى بن ميمون في حارة اليهود بالقاهرة بعد ترميمه.

وحضر الاحتفال السفير الصهيوني الجديد بالقاهرة إسحق ليفانون، والسفيرة الأمريكية بالقاهرة مارجريت سكوبي، والسفير الكندي، ومسؤولون من السفارة الفرنسية، في ظل غياب مسؤولي هيئة الآثار -التي تكفَّلت بمصاريف الترميم- في محاولةٍ لحفظ ماء الوجه.

وشهد الاحتفال إجراءاتٍ أمنيةً مكثفةً، أشرفت عليها قوات الأمن المصرية من الخارج فقط؛ حيث فرضت طوقًا أمنيًّا محيطًا بالمعبد لمسافة ٥٠٠ متر، ومنعت سكان المنطقة من الدخول من منازلهم أو الخروج منها، ونشرت أفرادًا على أسطح المنازل ومآذن المساجد المحيطة بالمعبد، فيما تولَّى عمال محافظة القاهرة حتى أمس الأول مهمة رصف الشوارع المؤدية إلى المعبد، ودهان واجهات البيوت والمحال المجاورة.

وأصدرت قوات الأمن أوامر للسكان بإغلاق النوافذ والتزام منازلهم، وأجبرت أصحاب المحالِّ التجارية بالمنطقة على غلقها، فيما تولَّى أمن السفارة الصهيونية مسؤولية تأمين المعبد من الداخل، وحرم المعبد من خارجه لمسافة ١٠ أمتار، ورفضوا دخول الصحفيين المصريين لتغطية الاحتفالية.

وشارك في الاحتفال عدد من الحاخامات الذين أقاموا صلاة الشماع، وأضاءوا شموعًا، وردَّدوا الأدعية والصلوات الدينية اليهودية، صاحبها العزف بالآلات الموسيقية والرقصات الدينية؛ احتفالاً بإعادة افتتاح المعبد.

وشهد الاحتفال إلقاء ٧ كلمات، بدأت بكلمة كارمن واينشتين رئيسة الطائفة اليهودية بالقاهرة، ثم كلمة السفير الصهيوني بالقاهرة، وأخرى للسفير الأسبق بالقاهرة، ثم كلمة ممثل الطائفة اليهودية بفرنسا.

وركَّزت معظم الكلمات على توجيه الشكر للحكومة المصرية على دورها في ترميم المعبد، وبعد انتهاء الاحتفال رافقت واينشتين الوفود المشاركة إلى المعبد اليهودي بشارع عدلي وسط القاهرة.

جديرٌ بالذكر أن الافتتاح الرسمي للمعبد سيتم ١٤ آذار (مارس) الجاري في ذكرى مولد الحاخام موسى بن ميمون، تحت إشراف وزارة الثقافة المصرية.

وكانت أزمة نشبت مؤخرًا بين الدكتور زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وكارمن واينشتين رئيس الطائفة اليهودية بالقاهرة؛ بسبب رفض الأول دعوة مسؤولين صهاينة في احتفال افتتاح المعبد باعتباره أثرًا مصريًّا لا يخضع للوصاية الصهيونية؛ الأمر الذي دفع مسؤولي الطائفة اليهودية بالقاهرة إلى تنظيم احتفالية خاصة باليهود فقط تستمر ٣ أيام.

الترميم تحت ضغط

وقد اضطرت الحكومة المصرية إلى إعادة ترميم معبد ميمون بعد أن أوشك هذا الأمر على تسبُّب سوء العلاقات بين مصر والكيان الصهيوني؛ حيث عقد الدكتور زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلى المصري للآثار مؤتمرًا صحفيًّا طارئًا في معبد موسى بن ميمون في حارة اليهود بالقاهرة -قبل عدة أشهر- للرد على ما أُثير مؤخرًا بشأن هذا المعبد؛ حيث تقدم الكيان الصهيوني بشكوى ضد مصر في اليونيسكو بسبب هذه الأزمة، وذلك ليؤكد أن وزارة الثقافة المصرية ماضية في ترميم المعبد.

وكانت منظمات يهودية وأمريكية وصهيونية قد تقدمت بمذكرة رسمية لمنظمة اليونيسكو، تطالب فيها بالضغط على الحكومة المصرية؛ للحفاظ على المعابد اليهودية، خاصةً في منطقة حارة اليهود، التي يقع بها معبد موسى بن ميمون، وهو واحدٌ من "أقدم" المعابد اليهودية في العالم، حسب ما جاء في المذكرة.

وكشفت إذاعة "عاروتس شيفع" الصهيونية أن الباحث الصهيوني روني كوهين عثر على مجموعة صور نُشرت في موقع يومي لصحيفة أسبوعية مصرية، تكشف الحالة المزرية التي وصل إليها المعبد، وجمع كوهين على المذكرة توقيعات عدد من المنظمات اليهودية الأمريكية والصهيونية.

وقال كوهين -في تصريحات للإذاعة الصهيونية التابعة لمجلس "المستوطنين"-: "تحوَّل المعبد إلى مقلب قمامة، وبركة مليئة بمياه الصرف الصحي، وتكاتف عدد من رجال الأعمال المصريين لتخريب المعابد اليهودية؛ في محاولة للسيطرة على أراضيها، وبيعها بأسعار تصل إلى مئات الملايين من الدولارات"، زاعمًا أن الحكومة المصرية "لا تقوم برعاية هذه المعابد وتتجاهل ترميمها".

من جانبه قال اللواء علي هلال رئيس قطاع المشروعات بالمجلس الأعلى للآثار إن هناك مشروعًا لترميم معبد ابن ميمون بتكلفة ٨.٥ ملايين جنيه مصري، بدأ منذ ٨ شهور، مشيرًا إلى أن رئيسة الطائفة اليهودية في مصر "عبَّرت عن شكرها للمجلس على اهتمامه بالآثار والمعابد اليهودية"، كما أن وفدًا من الكونجرس زار المعبد مؤخرًا "وأبدى إعجابه بالمشروع".

وأضاف: "هناك ١١ أثرًا يهوديًّا في مصر، و١٠ معابد ومقبرة، ويجري العمل في ترميمها منذ فترة، وتمَّ الانتهاء من المعبد الموجود في شارع عدلي، ومعبد بن عزرا بمصر القديمة".

بينما أعلن الدكتور مختار الكسباني مستشار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن مصر تحافظ على الآثار اليهودية الموجودة لديها؛ باعتبارها تراثًا مصريًّا دون ضغوط من أحد؛ لأنها جزءٌ من تاريخ هذا البلد.

تاريخ المعبد

جدير بالذكر أن معبد موسى بن ميمون هو كنيسٌ يهوديٌّ بُني في القرن التاسع عشر، ويقع في منطقة العباسية، بمحافظة القاهرة، وقد سمي على اسم العالم موسى بن ميمون.

وشيد المعبد في نهاية القرن الـ19 في نفس المكان الذي أقام فيه موسى بن ميمون إثر وصوله مصر هاربًا من إسبانيا، التي كان اليهود يتعرَّضون فيها للاضطهاد، وقد وُلد في قرطبة عام 1135م، وتُوفي في القاهرة عام 1204م، وهو فيلسوف وعالم في العلوم الدينية اليهودية والعلوم الطبية؛ حيث تولى طبابة صلاح الدين الأيوبي وعائلته.

وأقيم المعبد فوق ضريح موسى بن ميمون، الذي تمَّ نقل رفاته قبل بضعة قرون إلى فلسطين؛ حيث دفن في منطقة طبريا.

وبدأ العمل في ترميم المعبد في منتصف 2007م وتمَّ الانتهاء من ترميمه، ويشرف على أعمال الترميم لجنة من وزارة الثقافة والمجلس الأعلى للآثار، وتبلغ تكلفة ترميم المعبد 8.5 ملايين جنيه مصري.
__________________
رد مع اقتباس