اليوم الثالث : هل أنا نادم ؟؟ سألت نفسي هذا السؤال منذ فتحت عيني هذا الصباح .. فوجئت بالاجابة .. لقد ندمت ... في اللحظة نفسها التي أطلقت فيها النار على صدر أخي .. اللحظة التي ضغطت فيها على الزناد .. هي اللحظة التي فجعت فيها وسارعت بغباء لكي أوقف الرصاصة التي انطلقت من مسدسي .. كيف كنت سأوقفها ؟ لاأعلم .. غباء .. ندم .. صحوة من كابوس .. ندمت ... وأدركت أنّي لن أجني من ندمي شيئا لأنه لن يعيد محمد .. ولن يعيد لي حب أمي .. هل تزال أمي تحبني .. ؟ أقصد هل لاتزال تكرهني ..؟ ربما .. أقول ربما .. حين أموت .. ويتدحرج راسي تحت الأقدام .... ربما حينها تعود تحبني ؟؟؟ ابتسمت للخاطرة ... وسكنت نفسي ... ربما حينها يبتسم محمد ؟؟ وتضحك أمي .. ، ويعود صوت أبي ليتردد في فضاء الصحراء مردّدا ( وان ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم ) صدق الله العظيم . اليوم .. جاءني الضابط المناوب في السجن .. سألني ان كانت لي رغبات أخيرة ؟ وجبة معيّنة أتوق لها ؟ وصية أحب أن أوصي بها أحد ..؟ شيء يحضرونه لي هنا ؟ قلت ودموعي تغالبني ... ( لاتدفنوني قرب محمد ....) كانت دموع الخجل ...... منه .. من أخي الصغير ....!
__________________ ربي لك الحمد العظيم لذاتك حمداً و ليس لواحدٍ إلاكَ ... يا مُدرك الأبصار و الأبصار لا تدري له و لِكُنههِ إدراكا إن لم تكن عيني تراكَ فإنني في كل شيءٍ أستبين عُلاكَ ... |