اليوم الثاني : الموت .. لماذا نجهله ..؟ ونخافه ؟ لأنه التجربة الانسانية الوحيدة التي لم يتمكّن أحد مجرّبيها من نقلها الى الآخرين .... والانسان .. مفطور على الخوف من المجهول .. نعلم بوجود الجنة والنار .. والبرزخ .. وعذاب القبر وسؤاله .. ولكن ... نبقى لانعلم .. كيف هي سكرات الموت ؟؟ ماطعمها ؟ هل سنشعر ونرى موقف دفننا ولحظات غسلنا وتكفيننا ؟ ماهو احساس اللحظة التي ننزل بها في القبر .... في وحدة ..وغربة ... وخوف ... اللحظة المرعبة التي تبتعد معها أصوات أقدامهم .. ويسود صمت المقابر حولنا .. في ذلك الضيق .. والسكون .. والظلام .. والدود ..؟ أشعر بأنّه ... لا مفرّ لي ، ولا وسيلة لنجاتي من هذة الفكرة المرعبة ..التي تلاشى الى جوارها رعبي من السيف .. الا بأن ألجأ اليه ... بكل قواي ومشاعري وطاقتي .. لينقذني ...كيفما يشاء سبحانه .. فقد أمسيت بين يديه .. لاحول ولاقوة لي .. ان شاء رحمني .. وان شاء ..... أهلكني .. وعذابه عدل .. ورحمته عدل .. وكل أمر يريده بي سبحانه .. فهو الى قلبي حبيب .. طال بي المقام هنا .. هذة الزنزانة الحزينة ... وهم لايجيبونني عندما أسألهم متى ؟ كان لدي أمل أن يطل وجه أمي عليّ يوما .. لكنها لم تأتي .. أعذرها .. سابقى أعذرها .. وان قرأت هذة الكلمات يوما .. اخبروها أنّي اقبّل قدميها وأغسلها بدموع ندمي ..كل ليلة .. في كل منام .. في كل صحو ... الى أن ألقى ربي ..
__________________ ربي لك الحمد العظيم لذاتك حمداً و ليس لواحدٍ إلاكَ ... يا مُدرك الأبصار و الأبصار لا تدري له و لِكُنههِ إدراكا إن لم تكن عيني تراكَ فإنني في كل شيءٍ أستبين عُلاكَ ... |