اليوم الأول ( لحظة الصفر ) فجر اليوم .. بعد أن أنهيت صلاتي .. أخبرني الحارس .. أن الرحيل سيكون في التاسعة من صباح هذا اليوم الممطر .. البارد .. يوم الجمعة التاسع والعشرون من شهر شعبان .. رمضان قريب .. ترى مع من ..وكيف ستقضيه أمي ؟ ترى هل ستدعو لي حين تزور مكة في العشر الأواخر ؟ أم ستدعو لمحمد فقط ؟ أم أنها ستدعو عليّ ؟؟؟ استطعت أن أختم المصحف خلال الأيام الماضية .. قرأته .. كما لم أقرأه في عمري .. سافرت معه الى عوالم النقاء والصدق والايمان .. قرأته .. بقلب وعين وروح من يعلم أنه لن يقرأه مرة أخرى .... وأنه سيشتاق لنوره وأمانه وكلماته في قبره الموحش .. لن يتخيّل أحد ... كيف كان طعم ماقرأت ...... ونادرا ما سيعيش أحد هذا النوع من التدبّر مع القرآن ... لأنه نادرا ما يعلم أحدكم متى سيموت .. كما حدث معي .. عموما ... لم يبقى شيء ... يقال .. أرفق مع مذكراتي القصيرة ... قصاصة ورق أخيرة .. لاأعلم لمن هي ... اتركوها تطير مع نسائم هذا اليوم البارد الجميل .. القصاصة الأخيرة .. (( ظننتم وظننت أنّي مت , حين نزع ذلك السيف رأسي وسالت دمائي لتروي أودية الطرقات وحقد بعض النفوس الشامتة ، ولكم ولنفسي أقول ... ( ولكم في القصاص حياة ياأولي الألباب ) صدق تعالى . اذا هي الخلاصة .. منذ هذة اللحظة .. أنا حيّ ..حرّ .. طليق .. في ملكوت رب غفور رحيم .... خالص احترامى وتقديرى
__________________ ربي لك الحمد العظيم لذاتك حمداً و ليس لواحدٍ إلاكَ ... يا مُدرك الأبصار و الأبصار لا تدري له و لِكُنههِ إدراكا إن لم تكن عيني تراكَ فإنني في كل شيءٍ أستبين عُلاكَ ... |