صيحة نادى بها أنصاري: يا للأنصار، وردَّ مهاجري: يا للمهاجرين فسمعها رسول الله فقال: (ما بالُ دعوى جاهلية؟) قالوا: يا رسول الله كسَعَ (ضرب...) رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار، فقال صلى الله عليه وسلم: (دعوها فإنها منتنة). همت نفوسهم للتشاحن والنعرة القبلية..حقاً إنها منتنة..حقاً أنها خبيثة.
أخواني الأعزاء الموضوع الذي سأضعه أمامكم أنا أراه في غاية الأهمية لأنه في اعتقادي من ضمن أسباب تأخر الأمة وتخلفها.. هو موضوع النعرات القبلية والقومية والتعصب الأعمى .
زادت العصبيات بين أصحاب الأمة الواحدة عصبية القبلية ..الجنس..الأرض وغيرها...
فنجد صراعات من أجل اللون ومن أجل كرة القدم ومن أجل الجنسية وحتى داخل الجنسية الواحدة ممكن أن تجد في بعض الدول عصبيات بين البدو والحضر وبين البدو والبدو وبين الحضر والحضر حتى في بعض الدول يميزون الناس حسب قوة الفولت الكهربائي فيقال هذا 110 وهذا 220
أليس الإسلام الذي جمع بين صهيب الرومي وبلال الحبشي وسلمان الفارسي وأبا بكر العربي القرشي تحت راية واحدة هي راية الإسلام؟
قال صلى الله عليه وسلم: (ليس منَّا من دعا إلى عصبية، وليس منَّا من قاتل على عصبية، وليس منَّا من مات على عصبية)وقال (من قاتل تحت راية عُمِّيَّة يغضب لعصَبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقُتل فقِتْلةٌ جاهليةٌ)
إذن ما هي الأسباب المؤدية لهذا النتن والخبث..
أذكر منها .. بعض المواقع والمتديات.. الصحف والمجلات .. القنوات الفضائية.. المسابقات والبرامج والمسابقات الشعرية وغيرها.
وعلى سبيل المثال أذكر ما حدث بالأمس القريب بين مصر والجزائر في مبارة كرة القدم
فالإعلام الوضيع القذر تاجر بدمائهم وبوحدتهم تبعاً للأنظمة السياسية التي رغبت في إلهاء الشعوب عن قضاياهم الحقيقية ودائما تسعى للفتن وإشعال النيران بين روابط الأمة الواحدة .
قال الله تعالى{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}سورة الحجرات: (13).
وما هي مظاهر العصبية النتنة
أقول منها .. التفاخر بالأنساب والأحساب.. الزواج .. الثأر والاجتماع على الشر.. القبيلة والعائلة .. العمل والموظفين.. التعصب لرأي معين لشخص محدد ولو خالف الشرع وغيرها وغيرها..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس: ألا إنَّ ربكم واحد، وإنَّ أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى).
أخوتي الأحباء أحيانا ادخل لقراءة بعض المواضيع في بعض المنتديات فأشم منها رائحة النتن نتيجة لعصبيات ونعرات قبلية....أخي الكريم دعنا أنا وأنت والجميع فكلنا مخطأ أن نقتل نعرة الجنس واللون والقوم والأرض ..فلم يعد وطن المسلم أرض بعينها بل أصبح وطنه الإسلام
فالعقيدة أذابت العصبية وقضت على خصال الجاهلية ..
فقد قال النبي-عليه الصلاة والسلام- لأبي ذر الغفاري-رضي الله عنه- لما بلغه أنه عير بلالاً بأمه: (إنك امرؤٌ فيك جاهلية) أي ما زال فيك خصلة من خصال الجاهلية؛ لأنهم كانوا يتفاخرون بالأحساب، ويطعنون في الأنساب.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة)
أخي الكريم
أحذر
أن يكون في قولك وردودك خصلة من خصال الجاهلية
انتبه
فهذا ما يريده الغرب لأمتنا
توقف
إنها منتنة
أخواني الأعزاء
نجد في حياتنا الكثير والكثير مما بها خصال الجاهلية ..أردت أولا بقولي النصح والإفادة وأرحب بكم دائما لتشاركوني أرائكم ومناقشتكم التي استفيد منها وأسعد به.