عرض مشاركة واحدة
  #40  
قديم 03-11-2010, 12:30 AM
 
أردوغان: يجب التوقف عن تقليد النعام والاعتراف باستحالة السلام دون «حماس»
الاربعاء, 10 مارس 2010





رئيس الوزراء التركي أردوغان خلال المؤتمر الصحافي.




أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس، أن من شأن الحوار والتواصل بين دول المنطقة أن يبدد أي خلاف قبل نشوبه، واستشهد في ذلك بالعلاقات التركية - السورية التي كان يسودها خلاف حاد قبل حوالى ثماني سنوات. وقال أردوغان: «قبل نحو ثماني سنوات، كنا على وشك أن نشهد حرباً حقيقية بين أنقره ودمشق، إلا أنه بعد وصولي إلى منصبي مباشرة، سعيت إلى تعزيز الحوار بين الجارة السورية، لقناعتي بأهمية الجيران، ولم تكن النتيجة وضع حد للخلافات فقط، بل أصبحت العلاقات التركية - السورية نموذجاً يُحتذى به».
وعلى رغم رفضه تسمية المرحلة التي مرّت بها العلاقات السعودية - السورية بمرحلة التوتر أو الخلاف، لكنه استشهد أيضاً بها، وقال: «لا يمكن القول إنه كان هناك خلاف أو توتر بين الرياض ودمشق، ولكن تواصل البلدين أعطى دفعة للعلاقات السعودية - السورية، توّجت بزيارة الرئيس السوري للمملكة، والزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى دمشق، وأعتقد أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيداً من الزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين». وأضاف: «نحن أشقاء لأننا نعيش في المنطقة ذاتها، والأبواب يجب أن تظل كما هي الآن مفتوحة بين بعضنا بعضاً». وثمّن أردوغان خلال حديثه إلى الصحافيين في قصر المؤتمرات في الرياض أمس، الجهود السعودية لتحقيق استقرار اليمن. وقال إن «الأحداث الأخيرة في اليمن مقلقة، ولكننا سعدنا بتوصل الحكومة اليمنية إلى اتفاق لوقف النار مع الحوثيين، ونثمّن بشدة جهود السعودية في استقرار اليمن».
وأكد رئيس الوزراء التركي أحقية إيران في الحصول على برنامج نووي سلمي، وحذّر من أي رد فعل غير محسوب قد يجعل المنطقة تعيش أزمة مشابهة لأزمة العراق. وقال إن «لدينا في العراق نموذجاً. فخلال زيارتي الأخيرة العراق، أكد لي مسؤولون أن الحرب على هذا البلد خلّفت 1.3 مليون أرملة، ولا أعلم من سيحاسب المتسببين في ذلك، وهُدمت في العراق أيضاً حضارة عريقة، وبالتالي لا نرغب في تكرار أمر مماثل في المنطقة، وبالتالي أشدّد على أن أفضل حل للملف الإيراني هو الديبلوماسية ثم الديبلوماسية».
ولفت إلى أن على المجتمع الدولي منع الدول الأخرى في المنطقة من الحصول على السلاح النووي، في إشارة إلى إسرائيل. واستبعد توجيه إسرائيل ضربة عسكرية لإيران، وأن تأتي أية عقوبات دولية محتملة بنتائج تذكر.
وتوقّع أردوغان عودة المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل قريباً، وخصوصاً أن لدى الطرفين الرغبة ذاتها في العودة إلى التفاوض والحوار بوساطة تركية. وقال إن «وساطتنا في المحادثات بين سورية وإسرائيل استمرت خمس جولات، وتوقفت بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، وهناك محاولة لاستئنافها قريباً، إذا قبلت إسرائيل بتمسك سورية بالوسيط التركي». وشدّد أردوغان على أهمية إيجاد حل للقضية الفلسطينية، للتمكن من إيجاد استقرار في المنطقة، مطالباً المجتمع الدولي بضرورة الضغط على إسرائيل، لوقف ممارساتها كافة التي تعوق السلام. واعتبر ضم إسرائيل المسجد الأقصى إلى تراثها، أمراً مستفزاً. وأعرب عن قناعته التامة بعجز الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في حال عمل وحيداً، عن التوصل إلى أي اتفاق سلام يمكن ترجمته إلى أرض الواقع. وشدد على وجوب «التوقف عن تقليد النعام، والاعتراف بأن أي اجتماع مع الجانب الإسرائيلي لا تشارك فيه حماس لن يخرج بأي نتيجة، والغرب يدرك ذلك».
ووصف رئيس الوزراء التركي الوصف الأميركي لقتل الأرمن على أيدي القوات العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى بأنه «إبادة جماعية» بالمؤسف. وعلى رغم استبعاده إعادة سفير بلاده إلى واشنطن قبل تلقي إشارة واضحة أو الحصول على ضمان أميركي بعرقلة القرار، إلا أنه أكد أيضاً أن بلاده تعتبر أميركا شريكاً استراتيجياً. وشدد أردوغان على أن السعودية حققت إنجازاً مهماً في مكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أن التعاون جيد بين بلاده والمملكة في هذا الجانب، ويعتمد على الجانب الاستخباراتي. وبارك «لأجهزة الأمن السعودية إنجازاتها العظيمة، وأدعو للشهداء من رجال الأمن والمواطنين الأبرياء بالرحمة، وأعزي أسرهم أيضاً».
وكان رئيس الوزراء التركي أعلن قبل إجابته على أسئلة الصحافيين قبوله جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام باسم الشعب التركي، وأعرب عن أمله بأن تستمر العلاقات السعودية - التركية المميزة في التقدم، وقال إن «من بين الأمور التي آمل في تحقيقها في ما يتعلق بالعلاقات السعودية - التركية وتعزيزها في الجوانب كافة، إلغاء التأشيرة بين البلدين».
__________________
رد مع اقتباس