عرض مشاركة واحدة
  #41  
قديم 03-11-2010, 12:33 AM
 
أردوغان: العلاقات التركية ـ السعودية ساهمت في تعزيز استقرار المنطقة


سلم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، مساء أمس، جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الاسلام الى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الذي أعرب عن اعتزازه بالمستوى الذي وصلت إليه العلاقات بين بلاده والمملكة العربية السعودية، والتي ساهمت في تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
اردوغان، الذي أطلق جملة مواقف سياسية في لقاء مع الاعلاميين في العاصمة السعودية، قبل تسلمه الجائزة، افتتح مع الأمير سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، معرض "القدس الشريف وفلسطين" الذي ينظمه مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ويهدف إلى إبراز المعالم الحضارية والتاريخية والثقافية لمدينة القدس، في محاولة للتنبيه إلى الممارسات الإسرائيلية التي تحاول طمس الهوية الحضارية وتزوير التاريخ لمدينة القدس خصوصا، وفلسطين عموما.
وقال أردوغان، خلال لقائه مع الإعلاميين في مقر إقامته في قصر المؤتمرات في الرياض، إن المملكة وتركيا تعملان بجد وإخلاص من أجل ترسيخ الأمن والسلم في منطقة الشرق الأوسط والعالم، مشيرا إلى أنه دائما ما يبحث مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده سبل تحقيق ذلك والعمل ما من شأنه لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وتعزيزها في مختلف المجالات، وأنه يعتبر أن تطور العلاقات التركية السعودية سيصب في خدمة قضايا دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية وكذلك خدمة أهداف الأمم المتحدة .
ونوه رئيس الوزراء التركي بمنح مؤسسة الملك فيصل الخيرية جائزة خدمة الإسلام له، مبيناً أن المؤسسة ذات قيمة معنوية كبيرة للمملكة، وأنها من المؤسسات الخيرية الكبرى في العالم، وانه تلقى جائزتها تقديرا منها لدوره في دعم مسيرة الإصلاح السياسي والاقتصادي في تركيا وقيامه بأدوار لخدمة قضايا المنطقة والعالم من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار وإقامة السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط، وتقديرا لجهود بلاده من أجل نصرة حقوق الشعب الفلسطيني.
وتحدث أردوغان عن الجهود التركية من أجل ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، مشيرا إلى أنه يعمل مع كافة دول المنطقة من أجل تحويل مسار الحوار مع الجوار إلى جهة إقليمية مشتركة من أجل تحويل المنطقة إلى منطقة استقرار ورفاه.
وتطرق أردوغان في حديثه للإعلاميين إلى علاقات تركيا التاريخية بدول المنطقة وشعوبها، مؤكداً أن تركيا جزء من المنطقة وتعمل مع الجميع لحل مشاكلها من دون كلل، مطالبا بضرورة تعزيز التآزر بين شعوب المنطقة عن طريق تكثيف التفاعل الثقافي والاقتصادي وتدعيم الحوار السياسي بين بلدان المنطقة خاصة وأن المنطقة تمر بمرحلة حرجة.
وتناول رئيس الوزراء التركي مواضيع عدة بينها العلاقات التركية ـ العراقية، مشيرا الى أن العراق يستأثر بجزء كبير من اهتمام العالم، وأن الانتخابات العراقية الأخيرة يؤمل منها وجود حكومة جديدة في العراق تساهم في الجهد الإقليمي لتعزيز الأمن والسلام في المنطقة، مطالبا المجتمع الدولي بالعمل من أجل دعم العراق حتى يصل إلى تحقيق الأمن والاستقرار فيه.
وناشد المجتمع الدولي بالعمل من أجل حل القضية الفلسطينية والعمل من أجل تحقيق الوحدة بين الفلسطينيين والعمل كذلك من أجل إعادة بناء قطاع غزة وتضميد جراحه وإنهاء مأساته.
وطالب بضرورة ضغط المجتمع الدولي على إسرائيل لإنهاء كافة الممارسات الهادفة إلى تغيير البنية السكانية وحالتها الراهنة في القدس المحتلة وكافة الممارسات التي تؤدي إلى "اختناق مسيرة السلام، والعمل من أجل الحفاظ على الهوية الإسلامية للمسجد الأقصى ومسجد بلال في بيت لحم ومسجد إبراهيم في الخليل واحترام هذه الهوية.
وشدد على "أن ضم إسرائيل لهذه المساجد إلى تراثها الثقافي هو أمر في غاية الاستفزاز".
وأعرب اردوغان عن أمله في استئناف المفاوضات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل مع وساطة تركية. واكد انه على الرغم من عدم موافقة اسرائيل على مقترح سوريا باتخاذ انقرة وسيطا في مفاوضات السلام المتوقفة بين البلدين، الا انها تتحرك في هذا الاتجاه. وقال: "هناك مصلحة في اعادة احياء هذه المفاوضات. سوريا تريد ان تكون تركيا وسيطا". واضاف "ان اسرائيل تتحرك في هذا الاتجاه وبالتالي هناك امكانية لاستئناف المفاوضات، هذا ما آمله".
وحول إيران وملفها النووي، اعتبر أردوغان أن إيران بلد متجذر في المنطقة ولها تاريخها ودولة مهمة، مؤكدا أن بلاده تؤمن بضرورة التعاون عوضا عن المجابهة في منطقتنا وأنها تدعم إيجاد حل ديبلوماسي عن طريق الحوار لملفها النووي، وانه يجب أن نقبل بحق إيران في الحصول على الطاقة النووية للأغراض السلمية "مع تأكيد رغبتنا في تخليص منطقتنا من الأسلحة النووية".
وحول لبنان، قال رئيس الوزراء التركي إن للبنان أهمية خاصة في المنطقة وإن استقراره يهم المنطقة بأكملها، مشيرا إلى أن التنسيق والتشاور بين المملكة وسوريا وتركيا ساهم في الوصول إلى نتيجة تشكيل حكومة مصالحة وطنية عام 2009، والتي اعتبرها خطوة هامة في سبيل تحقيق السلام والاستقرار في لبنان.
وعن اليمن، قال أردوغان "إن التطورات الأخيرة في اليمن سببت قلقا لبلاده"، مشيرا إلى أن استقرار اليمن يحمل أهمية بالغة لتحقيق السلام والأمن في منطقة الخليج، وإنه يجب على الجميع عدم السماح بدخول اليمن في دوامة الاضطرابات والإرهاب التي يغذيها التفريق المذهبي في المنطقة، مؤملاً أن تتوصل الحكومة اليمنية إلى اتفاق مع الحوثيين لوقف إطلاق النار.
وثمّن في هذا الصدد الجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية من أجل استقرار اليمن، وأنه لابد من زيادة الجهود الدولية والإقليمية لدعم مسيرة التنمية الاقتصادية والحفاظ على وحدة اليمن ووحدته السياسية.
واستبعد اردوغان عودة سفير تركيا الى واشنطن سريعا بعدما استدعاه احتجاجا على قرار تبنته لجنة في الكونغرس الاميركي حول "ابادة" الارمن. وقال: "لن نرسل سفيرنا الى واشنطن طالما لم يتضح الوضع. الا إذا تخلت اميركا عن حليف استراتيجي مثل تركيا في قضية كهذه"، متحدثا عن "ابادة ارمنية مزعومة".
في تل أبيب، قال مسؤول رفيع المستوى في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن اسرائيل لم تتخذ قرارا بعد بشأن استئناف الوساطة. وقال لـ"يونايتد برس انترناشونال" ردا على تصريحات اردوغان: "لم يُتخذ قرار بشأن استئناف الوساطة التركية في المحادثات مع سوريا. لكن إذا كانت الأمور (أي اقوال أردوغان) تعكس رغبة تركيا بتعزيز العلاقات مع إسرائيل والإسهام في تقدم السلام في المنطقة فإن هذا تطلع مرحب به بالتأكيد".
__________________
رد مع اقتباس