لا مجال أمام تل أبيب سوى التحدث مع حماس الآن [ 10/03/2010 - 06:09 م ] دافيد زونشاين - مؤسس جمعية مدنية هدفها المفاوضات المباشرة مع حماس
على اسرائيل ان تتحدث مع حماس على الفور لانه لا يمكن عقد اي مصالحة او سلام مع الفلسطينيين دون ذلك. على اسرائيل ان تتحدث مع حماس. ليس سرا. ليس بشكل غير مباشر. ليس لتحقيق اعادة اعتبار شخصية في الطريق الى احتلال قيادة حزب، كما حاول عمله شاؤول موفاز – بل علنا وبجدية. مثلما تتحدث الولايات المتحدة مع المعارضة الاسرائيلية بشكل جار، هكذا ينبغي لاسرائيل ان تجري حوارا جاريا مع المعارضة الفلسطينية. على الحوار ان يتضمن التسوية الدائمة وعموم مسائل اللباب. هذا بالطبع ليس بسيطا. فالاجماع السياسي الذي يغطي الاحزاب يهبط بالبحث الى التشهير بالمنظمة كمصدر للشر ويعنى بالمظاهر الخارجية كما ترى في اسرائيل دينية، متطرفة، تريد كل الارض بين البحر والنهر. ولا يركز على المصلحة الاسرائيلية فهل من المجدي لنا ان نتحدث مع حماس؟ ما هي الاسباب التي تمنعنا من الحديث معها؟ هل ترتبط مقاطعتها بمفهوم مغلوط؟ اسرائيل تحرص على القول بأن حماس ليست شريكة. الشريك بالنسبة لها هو فتح برئاسة محمود عباس. المفاوضات مع فتح تديرها اسرائيل منذ قرابة عقدين من الزمان. واعلان بنيامين نتنياهو، عن قبول مبدأ الدولتين للشعبين، يبدو كحيلة اخرى ترمي الى تأجيل نهاية هذه المفاوضات. في 2004 قررت حكومة اسرائيل بأن ياسر عرفات غير ذي صلة. عن عباس قال زعماء اسرائيل انه ضعيف. بالتوازي تقوم اسرائيل على مدى السنين بكل ما في وسعها كي تضعف السلطة الفلسطينية. وهكذا يمكن الاثبات مرة اخرى بأنه "ينبغي الحديث"، ولكن "لا يوجد مع من يمكن الاتفاق". وحتى اذا ما وقع اتفاق بضغط من الولايات المتحدة، فلن تتمكن السلطة الفلسطينية من تحقيقه، حين يكون اكثر من نصف ابناء الشعب الفلسطيني لا يقبلون امرتها. وعليه فان رفض الحديث مع حماس ليس موضوعيا. فهو ليس سوى استمرار للتملص من الحديث مع الفلسطينيين، بوسائل اخرى. سيطرة حماس في غزة هي نتيجة يأس من قيادة فتح. تفاقم الوضع في غزة عقب فشل متواصل للمفاوضات، والتعلق المطلق باسرائيل في تزويد احتياجات المعيشة الاساسية (حول الحق في الحركة، السفر الى الخارج، التعليم، لا يتحدث احد) يعمق اليأس والتطرف في المواقف. ومنذ اليوم يمكن ايجاد جيوب معارضة لحماس، ذات مزايا تقترب من القاعدة. يمكن تسويف الوقت قدر ما يشاؤون، ولكن يجب الاعتراف بأن المفهوم الذي يقول ان الزمن يلعب في صالحنا لا أساس له من الصحة. من دفع ابو مازن الى النظر في الاستقالة ويرفض اليوم الحديث مع حماس سيجد نفسه بعد خمس سنوات مع شريك يرفع التقارير الى أسامة بن لادن. لا يمكن بدون جلعاد شليت. هناك من سيقول انه لا ينبغي ربط مصير الدولة بمصير جندي مخطوف واحد. لا يوجد خطأ اكبر من هذا.
ترك شليت لمصيره يرمز الى انهيار الصهيونية، تفضيل الكبرياء على الحكمة، التكتيك على الاستراتيجية، التنكر لقيم قدسية الحياة وفداء الاسرى، والتي هي في روح الامة. هنا بالذات في البطن الطرية للرأي العام، نشأت الفرصة لتغيير النهج في موضوع حساس مثل الاتصالات مع حماس. في اسرائيل يوجد قيد السجن اكثر من 7000 فلسطيني. في غزة اسير اسرائيلي واحد. معاناة الطرفين، والى جانبها الفرح الهائل الذي سيحدثه اتفاق تبادل الاسرى، يمكنهما ويجب ان يشكلان رافعة لعملية حثيثة من المصالحة. ثمن اختيار حل يتطابق والحرب السابقة تدفعه دولة اسرائيل ومواطنوها منذ سنوات عديدة. اما دس الرأس في الرمال في مرحلة حرجة فهو خطير. يجب الاعلان على الفور عن الاستعداد للحديث مع المعارضة الفلسطينية.