03-11-2010, 12:43 AM
|
|
مكتب نتنياهو ينفي ... وباراك «يبارك» أردوغان: إسرائيل بعثت بإشارات إيجابية
لاسـتئناف الوسـاطة التركيـة مع سـوريا أبلغ رئيس الحكومة التركية طيب رجب أردوغان، صحافيين يرافقونه في زيارته إلى الرياض أمس، أن إسرائيل وافقت على استئناف المفاوضات مع سوريا بوساطة تركية. لكن سرعان ما رد ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية على ذلك بنوع من العصبية قائلا أن أي قرار لم يتخذ بعد بشأن الوساطة التركية. غير أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أبلغ الجنود أثناء جولة ميدانية له أمس بأن كل استئناف للمفاوضات مع سوريا أمر مبارك.
ونقلت شبكة «ان تي في» التركية عن أردوغان قوله للصحافيين في الرياض، إن هناك موافقة إسرائيلية على استئناف المباحثات مع سوريا، وإنه يتوقع أن تستأنف في كل لحظة. ونقلت وكالة «الأناضول» التركية عن أردوغان قوله ان الوساطة التركية يمكن أن تستأنف إذ ان «هناك مصلحة جديدة الآن. ليست لسوريا أي تحفظات إزاء الوساطة التركية وهي تريد هذه الوساطة. كما أن إسرائيل أرسلت الآن وسابقا إشارات إيجابية حول هذا الموضوع. لذلك، فإننا سنجري تقييمنا وإذا توصلنا إلى استخلاصات إيجابية فسيكون بوسعنا البدء بعملية جديدة».
ورد مصدر رفيع المستوى في رئاسة الحكومة الإسرائيلية على ذلك بالإعلان أنه «لم يتخذ أي قرار باستئناف الوساطة التركية. لكن إذا كانت هذه الأقوال تعبر عن رغبة تركيا في تعزيز علاقاتها مع إسرائيل والمساهمة في تقدم السلام في المنطقة فإن هذا توجه مبارك».
أما وزير الدفاع الإسرائيلي فرد على هذه الأنباء بقوله ان «كل خطوة في أي مكان ترمي لتحقيق تسوية سياسية تغدو خطوة مباركة. ودولة إسرائيل قوية، رادعة، وهي الأقوى في المنطقة لكنها لا تزال معنية بالسلام. وهذه الحكومة ترى في المساعي للتوصل إلى تسويات أولا مع الفلسطينيين وأيضا مع السوريين، أمرا مهما». وأضاف باراك، خلال جولة له في لواء الخليل من دون أن يؤكد كلام أردوغان، ان استئناف المفاوضات مع سوريا أمر مبارك.
كما أن السفير الإسرائيلي لدى واشنطن مايكل أورن علق على التقارير. وقال، للإذاعة العبرية، «اننا مستعدون لمباحثات مباشرة مع السوريين، وجاهزون للبدء بها اليوم».
وأبدت إسرائيل في عهد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو امتعاضا متزايدا من الدور التركي. وعبر عن ذلك صراحة ناطقون بلسان حزبي «إسرائيل بيتنا» و«الليكود». غير أن حزبا مثل «العمل» ممن قاد علاقات تاريخية مع أنقرة ظل يجادل من أجل بقاء هذه العلاقات. وتجلى ذلك في المواقف التي أعرب عنها وزيرا الدفاع والصناعة الإسرائيليان إيهود باراك وبنيامين بن أليعزر. وثمة من يعتقد أن تصريحات أردوغان المتفائلة تستند، ربما، إلى ما سمعه من هذين الوزيرين. واعتبر معلقون إسرائيليون أن الإعلان مفاجئ بسبب الأجواء المتوترة القائمة حاليا مع سوريا.
وكان وزير الخارجية التركي داوود أحمد أوغلو أعلن أن أنقرة مصممة على استئناف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وسوريا. وأشار إلى أن الظروف باتت ناضجة لذلك. وجاء ذلك الإعلان بعد اجتماعات عقدها في دمشق قبل يومين مع كبار المسؤولين السوريين للبحث في قضايا بينها استئناف المحادثات مع إسرائيل بوساطة تركية.
كما أن باحثة كبيرة في جامعة أوكسفورد نقلت في مقالة لها عن وزير الخارجية السوري وليد المعلم موقف سوريا حول السلام التدريجي. ونقلت عن المعلم قوله «ان السلام يتطلب أن تبدي إسرائيل استعدادها للإقرار بحق سوريا الكامل على كل شبر من هضبة الجولان».
تجدر الإشارة إلى أن العلاقات التركية الإسرائيلية شهدت قدرا كبيرا من التدهور السياسي والدبلوماسي والإعلامي في العامين الأخيرين. وهذا ما دعا وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان قبل حوالى شهرين للإعلان «أنني ما دمت وزيرا للخارجية وحزب «إسرائيل بيتنا» في الائتلاف الحكومي، فإنه إذا أراد السوريون اللقاء معنا فينبغي أن يتم ذلك في لقاءات مباشرة ومن دون وسطاء».
وكانت تركيا قد أدارت جولات عديدة من الاتصالات بين مسؤولين إسرائيليين وسوريين في العام 2008. وقد أوقف العدوان الإسرائيلي على غزة هذه الاتصالات من الجانب السوري، في حين أن الحرب نفسها زادت من تدهور العلاقات الإسرائيلية مع تركيا.
__________________ |