ردود الأفعال بعد إعدام صدام بأقلام الصحف الأمريكية تغطية واسعة اهتمت وسائل الإعلام الأمريكية منذ الإعلان عن موعد إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين اهتماما وعرضت معظم الشبكات الإخبارية الرئيسية والمحلية لقطات من وقائع إعدام صدام نقلا عن قناة العراقية. كما طلعت معظم الصحف في اليوم التالي لتنفيذ عملية الإعدام بعناوين كبيرة لا تخفي معنى الابتهاج. ولكن هذه البهجة في التغطية سرعان ما تلاشت وحلت محلها عناوين الغضب والانتقاد في أعقاب تسريب الفيديو الكامل لعملية الإعدام وما أحاط بها من تجاوزات قانونية وأخلاقية. إلقاء اللوم على الولايات المتحدة
انتقد بيل أوريلي على شبكة أخبار فوكس يوم الخميس 4 يناير وسائل الإعلام التي ألقت باللوم في الطريقة التي أعدم بها صدام حسين على الولايات المتحدة، وقال أوريلي إن إدارة الرئيس بوش لم ترد تنفيذ إعدام صدام حسين على هذا النحو المتسرع، ولكنها تركت المجال للحكومة العراقية لكي تتخذ ما تراه ملائما من قرارات بناء على القواعد والنظام القانوني الخاص بها. والحقيقة، كما يقول أوريلي أن العالم أصبح أفضل بدون بعد نهاية صدام. والحقيقة أيضا أن الإدارة الأمريكية حاولت أن تقوم بأفعال نبيلة عندما أزاحت صدام ومنحت الحرية للشعب العراقي. وتعليقا على ما أوردته شبكة أخبار NBC باعتبار أن إعدام صدام حسين يمثل كارثة للولايات المتحدة، قال أوريلي إنه لا يرى هذه الكارثة ،وأضاف أن المسألة ببساطة أن مجرم قاتل قد نال ما يستحق. إعدام يشوبه الطائفية
شن الإعلامي كريس ماثيوس مقدم برنامج "هاردبول" هجوما شديدا على الإدارة الأمريكية والحكومة العراقية عندما حل ضيفا على احد برامج شبكة NBC في سياق تعليقه على إعدام الرئيس العراقي على النحو الذي أثار انتقادات واسعة، قائلا إننا أردنا أن يخسر صدام لا أن يكسب مقتدى الصدر ، ووصف ماثيوس الملابسات التي أحاطت بتنفيذ حكم الإعدام في صدام حسين بالطائفية.
وعلى نفس الشبكة في فترة الأخبار الرئيسية يوم الأربعاء 3 يناير أذاعت الشبكة تقريرا لريتشارد أنجل بعنوان "موت بدون كرامة" أبرز فيه أول رد فعل لمسؤول عسكري أمريكي عن الأحداث التي أحاطت بإعدام صدام وهو اللواء وليام كاولديل الذي نفي أن يكون للقوات الأمريكية في العراق أي دور فيما حدث. وقال إن علاقتهم بصدام قد انتهت عند تسليمه إلى المسؤوليين العراقيين قبل تنفيذ حكم الإعدام بساعة . وأكد القائد العسكري لو أن القوات الأمريكية كانت مسؤولة عن تنفيذ حكم الإعدام في صدام لعاملته بطريقة مختلفة تماما. وفي نفس السياق وفي نفس اليوم تناول تقرير لجيمي تراباي على أثير إذاعة NPR الساعات الأخيرة في حياة صدام ، والتجاوزات التي أحاطت بتنفيذ حكم الإعدام. أسئلة تبحث عن إجابة
قدم تيري مكارثي مراسل شبكة أخبار ABC في بغداد تقريرا عن حالة الغضب التي عمت مناطق السنة العرب في أعقاب إعدام صدام والتسريبات التي بثتها قناة الشرقية العراقية المستقلة وتبادلها العراقيون عبر أجهزة هواتفهم المحمولة. وأشار التقرير إلى مظاهر ازدياد الاستفزاز والاحتقان الطائفي في أعقاب بث هذه المشاهد. ونقل التقرير تساؤلات السنة العراقيين عن الأسباب التي عجلت بتنفيذ حكم الإعدام بعد أيام قليلة من التصديق على الحكم. وانتقادهم لتوقيت تنفيذ الإعدام في أول أيام عيد الأضحى. وأكد التقرير على أن ما حدث كان ضد نصائح السفير الأمريكي في بغداد. وأضاف مكارثي في تقريره أن أكثر ملابسات ما حدث في غرفة إعدام صدام استفزاز هي مجموعة من الأسئلة يبحث المحققين الآن للإجابة عليها مثل كيف تم السماح لبعض شهود عملية لإعدام تصوير المشهد والتقاط صور بكاميرات هواتفهم؟ وكيف تم السماح للحراس بامتهان والسخرية من صدام؟ انتقادات وغضب
على الرغم من الشعور بالارتياح الذي ظهر في عناوين ومقالات الصحف الأمريكية في اليوم التالي لإعدام صدام باعتباره دكتاتور يتحمل مسؤولية مقتل الآلاف من أبناء الشعب العراقي، فصحيفة مثل فلادلفيا ديلي عبرت عن فرحتها الغامرة بإعدام صدام من خلال تشبيه بهتلر ، حيث كان عنوانها "يا صدام، أبلغ هتلر السلام"، إلا أن الصورة تغيرت كثيرا في أعقاب الكشف عن الفيديو الذي تم تسريبه للعملية الإعدام كاملة. صحيفة صحيفة بوسطن غلوب في افتتاحيتها يوم الأربعاء 3 يناير تحدثت عن الفيديو قائلة إن هذه اللقطات قد أوضحت كيف سيطرت الطائفية على العقلية العراقية ، وقدمت الجريدة نصحا إلى العراقيين مفاده أن الطرق الوحيد لكسر دائرة الانتقام الطائفي واستبدالها بقواعد ومبادئ القانون.
أما صحيفة نيويورك تايمز فمنذ الكشف عن التجاوزات التي أحاطت بعملية الإعدام وهي تنتقد حكومة المالكي والتيار الصدري وتحذر من خطورة ما حدث ففي عددها يوم الثلاثاء عبرت الصحيفة عن مخاوف وغضب السنة العرب ونقلت مظاهر الاحتجاجات في الدن السنية. وحذرت الصحيفة من أن التطورات الأخيرة يمكن أن تدفع بالمزيد من السنة إلى العمل المسلح. وأسفت الصحيفة في افتتاحيها ليوم الأربعاء بما حدث معتبرة أن بث فيديو الإعدام على نطاق واسع سبب حرجا شديدا للإدارة الأمريكية، وأبرز واقعا كئيبا يغذيه الانتقام الطائفي.
|