نجاح عملية زراعة رئتين لمريضة تعاني من مرض مزمن في السعودية د. اسكندر القثمي لـ«الشرق الأوسط»: هذه ثالث عملية ناجحة نجريها على مستوى الشرق الأوسط جدة: سهام الصالح نجح فريق طبي سعودي في اجراء عملية زرع رئتين لمريضة سعودية تبلغ من العمر 30 عاما، بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث بجدة. وأجريت العملية الدقيقة بنجاح تام استغرقت فيها 6 ساعات بخبرة سعودية كاملة، حيث قام بإجرائها الدكتور اسكندر سليمان القثمي، رئيس الفريق الطبي واستشاري جراحة القلب والصدر بمساعدة الدكتور سالم الفيفي، استشاري الأمراض الصدرية وزراعة الرئتين وفريق طبي متكامل في التخدير وزراعة الاعضاء من اطباء وممرضين وفنيين. وفي حديث مع رئيس الفريق الطبي الدكتور اسكندر سليمان القثمي قال: العملية تعتبر الثالثة التي يجريها على مستوى الشرق الاوسط وفي مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة، فقد أجريت عملية لشاب سعودي عام 2001 وكان سبب فشل الرئتين هو التهاب صديدي مزمن، والآن المريض بصحة جيدة. وهناك مريض آخر تمت له زراعة رئة واحدة بنجاح عام 2002. أما بالنسبة للمريضة التي أجريت لها العملية، فقد كانت تعاني من فشل رئوي منذ عام 1999 وحولت عام 2004 من مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض مرفق معها كل التقارير وآراء الاطباء التي توضح فشلا في عمل الرئة ناتجا من ارتفاع ضغط الدم في الشريان الرئوي بسبب مقاومة شرايين الرئة لضغط الدم العالي جدا، مما أثر على ضعف عضلة القلب اليمنى وتوقف عمل الصمام الثلاثي الشرف ما بين (الأذين والبطين) الأيمن نتيجة للضغط العالي في الجهة اليمنى للقلب. واستطاعت المريضة ان تقاوم لمدة خمس سنوات باتخاذ علاج دوائي لتوسيع شرايين الرئة وتخفيف الضغط عن القلب، لكن المشكلة تفاقمت في السنة الأخيرة واصبحت غير قادرة على القيام بأي حركة (شبه عاجزة) نتيجة لعدم وصول الدم المؤكسج بشكل كاف لخلايا الجسم مع اجهاد كبير لعضلة القلب اليمنى التي فشلت معها أي محاولة أخرى في العلاج. وقد تقرر لها بمستشفى التخصصي بالرياض زراعة رئة وقلب كحل أمثل. ولما قدمت المريضة الى المستشفى التخصصي بجدة وبعد اجراء الفحوصات اللازمة لها حسب البروتوكول المتبع في المركز تبين ان القلب في حالة صحية معقولة الى حد ما ولا يحتاج الى زراعة ويستطيع تحمل عملية زراعة رئتين من دون أي خطورة. وتعيش المريضة حاليا حياتها الطبيعية. ومن المتوقع ان تظل المريضة تحت رعاية ومتابعة مكثفة لمدة ثلاثة اشهر، وهي اكثر الاشهر حساسية لسهولة تعرض الرئة لأي التهابات أو عدوى خارجية عن طريق الهواء الخارجي. ويجري للرئة المزروعة عادة تنظير وأخذ عينات للتحقق من عدم وجود أعراض تدل على التهابات، وبالتالي رفض الرئة المزروعة. وتجري هذه العمليات كل اسبوعين بعد زراعة الرئة وحتى سنة في فترات مختلفة يحددها الاطباء، كما من الضروري ايضا اجراء موازنة دقيقة لجرعات أدوية مثبطات المناعة (السايكلوسبورين) المساعدة على منع رفض العضو المزروع وأدوية أخرى تعطى للمريض. |