عرض مشاركة واحدة
  #193  
قديم 03-18-2010, 11:11 PM
 
القدس صدر مكشوف لخناجر التهويد





.......
هكذا قال شعبنا في القدس" لا يحرث الأرض غيرعجولها"،بعد أن بلغ السيل الزبا،وبعدما لم يترك المحتل لهم أي خيار،سوى خيارالمقاومة والمواجهة،دفاعا عن وجودهم وأرضهم وقدسهم ومقدساتهم،وبعدما أيقنواأيضاً،بأن مدينتهم خارج أجندة دعاة نهج التفاوض من أجل التفاوض،والذين يلهثون خلفمفاوضات مارثونية عبثية،مفاوضات لا تشترط وقف الأنشطة الاستيطانية في القدس،وحتىوهم يعودون إليها،أصر نتنياهو وحكومته أن يوجهوا لهم صفعة قوية، من خلال المصادقةعلى إقامة 1600 وحدة سكنية في شمال شرق المدينة من أجل توسيع مستعمرة "رماتشلومو"،وأيضاً في كلمته التي ألقاها في افتتاح ما يسمى كنيس الخراب اليهودي فيالخامس عشر من الشهر الجاري،قال لهم بشكل واضح أن البناء في القدس سيتواصل ولا قيودعليه،أي بمعنى آخر أن المفاوضات ستستأنف وفق شروطه وبدون أفق سياسي،وأن مسألة هدمالأقصى هي مسألة وقت،وكل ما يجري ويقومون به من بروفات واقتحامات مستمرة للأقصى،هيلجس النبض ومعرفة رد الفعل عند المقدسيين أولاً،فحال العرب والمسلمين يعرف ويقرؤهنتنياهو جيداً،انهيار شمولي على المستوى الرسمي العربي،وصل حد عدم القدرة على إصداربيانات الإنشاء من الشجب والاستنكار،بل وأبعد من ذلك هناك من يتآمر على القدسوالفلسطينيين علناً وجهراً،حتى في ذروة الممارسات الإسرائيلية في القدسوالاستعدادات لإقامة ما يسمى بالهيكل الثالث المزعوم،هناك من العرب الرسميين منينصح دعاة نهج التفاوض في الساحة الفلسطينية بعدم الصعود على الشجرة ثانية،فهمسينزلون عنها صاغرين،وخصوصاً أن خطواتهم الاحتجاجية وحردهم، لا يدخل ولا يندرج فيإطار بناء إستراتيجية بديلة شاملة،تعيد الاعتبار للبرنامج الوطني الفلسطيني وقطعحبل قنوات الاتصال السرية والعلنية مع هذا النهج والخيار،بل هي خطوات تكتيكية،تراهنعلى عدة جمل إنشائية من الإدانة والشجب لهذا المسؤول الأمريكي أو الأوروبي الغربيلممارسات إسرائيل،وهي تعي تماماً أن تلك الجمل الإنشائية،لا ولن تزحزح بوصة أو إنشواحد،في إستراتيجية العلاقة بين تلك الأطراف الإسرائيلية والأمريكيةوالأوروبية،بدون وجود خطر جدي وحقيقي على المصالح الأمريكية في المنطقة،فما دامتإدارة الأزمة والصراع تجري وفق الإيقاعات الأمريكية-الإسرائيلية،فستبقى مواقفهم علىحالها،وعلينا أن نقرأ السياسة جيداً،وأن لا ننجر الى العواطف والأقوال غير المقرونةبالأفعال،بل والأفعال التي تناقضها،فالعرب العاربة والمستعربة من محيطهالخليجها،هللت وطبلت في حزيران/ 2009 للخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي من على منصةجامعة القاهرة،والذي أعلن فيه خطته لإقامة دولة فلسطينية خلال أربعة أعوام،بلالكثير من قادرة العرب وصناع الرأي والقرار،اعتبروا هذا الخطاب تاريخي،ويمثل تحولاستراتيجي للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط،وليكتشفوا لاحقاً أن"الجبل تمخض فولدليس فأراً بل ما دون الفأر"،واليوم يهلل ويطبل دعاة نهج المفاوضات والاعتدال العربيوالفلسطيني،لوجود خلافات أمريكية- إسرائيلية هي الأخطر منذ 35 عاماً،وكأن الخلافالذي جرى أثناء وجود نائب الرئيس الأمريكي في المنطقة،له علاقة بالإستراتيجية وليسبالتكتيك والتوقيت،فوزيرة الخارجية الأمريكية "كلينتون التي وصفت التصرف الإسرائيليالمتعلق بالإعلان عن بناء 1600 وحدة سكنية في القدس،بالإهانةة لأمريكا في نفسالحديث قالت بأن العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية قوية ودائمة،وبايدن نفسه الذيتعرض للإهانة قال"بأنه يفخر بأن يكون صهيونيا" وهو ليس باليهودي،وأيضاً فيليبكراولي وكيل وزارة الخارجية الأمريكية،قال بأن إقامة إسرائيل ل112 وحده سكنية فيمستعمرة "بيتار عليت" في بيت لحم لا تتناقض وتعهدات إسرائيل بالتجميد المؤقتللاستيطان،ورغم كل ذلك هناك في الساحتين الفلسطينية والعربية من يراهن على"طلبالدبس من قفا النمس"
والمقدسيون عندما تيقنوا من أنه لا " دبس من قفا النمس"،وأنكل ما يجري هو لكسب الزمن من أجل تهويد وأسرلة مدينتهم،حيث الهجمة الشاملة والتيتطال كل زقاق وحي وشارع وحارة وبلدة في المدينة،وهي لا توفر لا بشراً ولا حجراً ولاشجراً،وتخرج القدس من دائرة الصراع وأية تسوية سياسية محتملة من خلال عزلها بالكاملعن محيطها الفلسطيني،وتحويل أحيائها العربية إلى جزر متناثرة ومعزولة محاصرةبالمستوطنات في قلبها،بحيث يصعب على السلطة الفلسطينية المطالبة بها كعاصمة للدولةالفلسطينية المستقلة.
ومن هنا وأمام شمولية الهجمة الاستيطانية وتداعياتهاالخطرة على وجود المقدسيين ومستقبلهم ووجودهم في القدس،انتفض المقدسيون،وأثبتواأنهم رأس الحرب والعنوان في التصدي والمواجهة،وأنهم يمتلكون الإرادة ولديهم الطاقاتالعالية على العطاء والتضحية،وكانت هبتهم الجماهيرية بروفة لانتفاضة قادمة لم تختمرعوامل قيامها بعد،فكما في الانتفاضة الثانية والتي كانت عوامل تفجيرها القدس،فكلالمقدمات تشير الى أن عوامل تفجير الإنتفاضة الثالثة ستكون القدس أيضاً،وكذلك هذهالهبة الجماهيرية والتي ستخفت حيناً وتتصاعد حيناً آخر،تثبت مدى تقدم الجماهير علىالقيادة في الفعل والممارسة،وأيضاً حالة الإنفصال ما بين الجماهير والقيادة،وهذهالجماهير التي هبت في مختلف أرجاء المدينة المقدسة،تبرهن بالشكل القاطع أن شعباًيمتلك الإرادة يجترح المعجزات،وهو بحاجة إلى قيادة تمتلك الإرادة والقرار،وتتخلى عنالأوهام،وأن تحسم أمرها وخياراتها بعدم التمسك بصنمية السلطة،والتي تحولت من أداةووسيلة لتحرير الوطن،الى غاية ومصلحة وبقرة حلوب للبعض،وكذلك أن تبني إستراتيجيةبديلة وشاملة تعيد الاعتبار للبرنامج الوطني،وأن تجمع وتوحد كل ألوان الطيف السياسيالفلسطيني،خلف برنامج يقوم على المقاومة ومحاربة الاستيطان،وأن تعيد الاعتبارللمرجعية الدولية للمفاوضات بدلاً من المرجعية الثنائية،وأن تضع حداً لحالة انقسامالقائمة،والتي تجعل من أهل القدس صدراً مكشوفاً لخناجر التهويد والأسرلة،فلا حاضنةفلسطينية ولا عربية ولا إسلامية لهم،وكل ما يجري من حديث عن دعم صمودهم ووجودهم فيوعلى أرضهم لا يتعدى الصخب الإعلامي والشعارات،والدعم الذي يقدمه الملياردراليهودي"ماسكوفيتش" للاستيطان والجمعيات الاستيطانية في القدس،يفوق عشرات المرات مايقدمه العرب والمسلمين مجتمعين للمدينة المقدسة،وأهل القدس بإرادتهم وعزيمتهموصدورهم العارية سيستمرون في التصدي والمواجهة،لكي لا تنغرس خناجر والتهويد والأسرلةفي صدورهم،فهم ملوا كثرة النداءات والرسائل والاستغاثات والبيانات التي لا تجد لهاصدى وردود عند أمة عربية وإسلامية تصمت صمت القبور.


القدس- فلسطين

17/3/2010


بقلم : راسم عبيدات
__________________
رد مع اقتباس