كانت ترتكن إلى تلك الشجرة
وتبتذل ..
كانت تمارس وظيفتها
فى ذلك الشارع الهام .. ليلاً
كأى ساقطة محترفة ..
تتمايل هنا وهناك
ترهف سمعها ..
لأى تعليق
كأى لعوب محترفة ..
غير أنها ..
كانت ... شديدة التبذُل
وبترهُلِها
وبسنواتها العديدة
كانت قشعريرة الإشمئزاز
تضخ وجعاً فى قلبى
لم تقف لها سيارة
ولا ..
أحد المارة
إلا .. لإلقاء سخرية ممطوطة
أو .. ممجوجة
ولم يسعنى إلا التنهيدة ..المكبوتة .
لم ألُمها ..
فهى ليست أعظم من الأوطان ..
التى تتمايل
على مسرح العُهر السياسى .
ليست أزكى من ممالك
تتقصع
للرائح والغادى .
ليست أشرف من أسلاف
أو _أجلاف_
ومعذرة يارفقائى .
كانت تستنظر
ورقة ... نجسة ...
من ... كلب ... نجس ... متعدد ألوانه
يسر أمثالها ..
من الناظرين
ومن أجله
تتفنن فى وقفة
كوقفة وطن ذبيح
يحكمه ، علج قبيح ..
كالقواد.
تجرعت كأس من مرارة الهزيمة
فى وقفتها
ثم نشب فيها بعضهم مخالبها
لم يدرِ أحد
أكانت تصرُخ
أم تستصرخ ، حينها .
ولكن دماؤها التى سالت
خلف شجرتها ..
أعلنت توبتها ..
بعد فوات الأوان .