عرض مشاركة واحدة
  #287  
قديم 03-25-2010, 11:53 PM
 
كسل العرب وهمة العجم 3

عندما أرى كسل العرب وهمة العجم تتردد في أعماقي كلمة نزار قباني: (أنا يا صديقة متعبٌ بعروبتي)، لكن آلامي لم تقهر آمالي، وقلمي يصرخ من هول أحوالنا لعله أن يرُدَّ الحيران وأن يفيق السكران، وهذه أمثلة جديدة لعلها توقظ الوسنان وتحرك كل «حي بن يقظان».
رأيت طالبا في دولة عربية يتكلم في التليفون العمومي قبل صلاة العشاء، وصلينا ورجعنا وهو يتكلم في التليفون واقفاً، وعدت الساعة 11 ليلاً أتريض ووجدته أيضاً واقفاً، وأيقنت أنه لايكلم أمه ولا أخته، ولا خالته ولا عمته، وإنما يحكي بطولاته مع عشيقته، وعدت ونمت وقمت لصلاة الفجر، وإذا به مايزال يقف في محراب عشيقته، وقد أنساه الحب الأعمى وقفته الطويلة، على حين يجلس أبناء العجم في المكتبات حتى الصباح وتفتح المكتبات أكثر من 18 ساعة وهي ملأى بالباحثين والباحثات، الجادين والجادات، فتفوقوا وسحبوا منا البساط، وصرنا نستجدي العجم أن يعطونا من الإبرة إلى الصاروخ.
ولقد أثبتت أحداث غزة بكل آلامها الكسل الأخلاقي والفشل السياسي لأبناء عروبتي أن يقفوا موقفاً واحداً أمام المعتدي، وها هم اليوم يتفرجون بل يشاركون في حصارٍ يقتل قتلاً بطيئاً ويصنع الموت صبراً لأطفالنا ونسائنا وأولادنا، وانتهت القمة بمزيد من الغمة! أما رؤساء العجم فآثروا الفعل على القول، فطرد «شافيز» السفير الإسرائيلي، وتحاورت بريطانيا مع حماس، ووقف العملاق أردوغان في دافوس غاضبا شامخاً رافضاً أن يكون جزءاً من مهزلة العالم في تزييف الحقائق وتزيين المفاسد، وأصر حلف الناتو على رفض ترشيح أمينه العام الجديد حتى اعتذر للمسلمين ووعد باحترام الدول الإسلامية، وأن يختار نواباً له من الضباط الأتراك المسلمين.
وأخيراً فليذكر الجميع أن للتقدم والتخلف سننًا لاتفرق بين العرب والعجم والمسلمين والكافرين، فالله تعالى يمنح الأرزاق سواء للسائلين، ولايضيع أجر من أحسن عملاً لا قولاً، والجنة لمن أطاع النبي صلى الله عليه وسلم ولو كان عبداً حبشياً، والنار لمن عصاه ولو كان شريفاً قرشياً. وقال ابن خلدون: «دولة الإسلام مع الظلم تزول، ودولة الكفر مع العدل تطول»، فمتى نجد العدل والعمل والهمة خلقا لأمة العرب والمسلمين؟!
__________________
رد مع اقتباس