كل قمة تأتي أسوأ من سابقاتها
أبو زهري: قرارات قمة سرت خرجت سيئة وهشة [ 29/03/2010 - 01:14 م ] د. سامي أبو زهري أثناء الندوة أكد الدكتور سامي أبو زهري الناطق الإعلامي باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن القمم العربية باتت لا تحمل إلا الأسماء فقط، وأن كل قمة تأتي أسوأ من سابقاتها، موضحًا أن قرارات قمة سرت خرجت سيئة وهشَّةً، وليس بحجم التحديات التي تتعرَّض لها القضية الفلسطينية، ومن بينها التهويد الإجرامي بحق المدينة المقدسة وحصار غزة المتواصل. جاءت تصريحات أبو زهري خلال ندوة سياسية نظَّمتها رابطة مساجد الزيتون الشرقية أمس الأحد (28-3) في مسجد الإمام حسن البنا، وذلك بعنوان: "(حماس).. بعد استشهاد الياسين والأوضاع السياسية"، بحضور حشد كبير من المواطنين، يتقدمهم عدد من قادة "حماس" في منطقة الزيتون الشرقية. وقال أبو زهري: "نحن لن نلتفت يمنةً ولا يسرةً؛ لأن المعركة مع العدو بات مؤكدًا أنها معركة عقيدة، خاصة ما دام هذا العدو وصل إلى هذا الحد من تدنيس مقدساتنا وانتهاكها، ونحن نؤكد أنه بات لزامًا علينا أن نتوكَّل على الله ونعتمد على أنفسنا نيابةً عن الأمة العربية والإسلامية التي لا تخفى أحوالها على أحد". خطر حقيقي
وفيما يتعلق بملف المدينة المقدسة التي تتعرَّض لتهويد متواصل من قبل الاحتلال الصهيوني وزادت وتيرته مؤخرًا، قال أبو زهري: "إن ما يجري في القدس والمسجد الأقصى المبارك أمرٌ خطيرٌ جدًّا، فالمسجد الأقصى جزءٌ من الدين والعقيدة، وينبغي لكلٍّ منا أن يبذل جهده ووقته في سبيل الدفاع عن المسجد الأقصى". وتابع: "إننا في "حماس" قمنا بمهمتنا في هذا السياق، وهاتفنا الأئمة والعلماء بهدف تحريك الشارع العربي والإسلامي، ونحاول بين الفينة والأخرى أن نستنهض أبناءنا في الضفة رغم تضييق أجهزة أمن عباس وملاحقتها لنا، ولكننا نقول: إننا في "حماس" سنتخذ قرارنا المناسب لأجل القدس في الزمان والمكان المناسبين". التسوية والمفاوضات
وفيما يتعلق بمفاوضات التسوية التي تقوم بها سلطة رام الله مع الاحتلال في ظلِّ إجرامه بحق الشعب الفلسطيني، أكد الناطق الإعلامي باسم "حماس" أنه كان من الطبيعي أن توقف سلطة عباس خيار التسوية مع الاحتلال، مشيرًا إلى أنهم عادوا يتحدثون عن استئنافها، سواءٌ بطريق مباشر أو غير مباشر. ومضى يقول: "إن المفاوضات مع الاحتلال ستذهب بفريق السلطة إلى ما لا نهاية، ومن يقول لنا إنه لن يجلس على طاولة المفاوضات فهو كذاب؛ لأنه يجلس على طاولة أسوأ منها؛ هي طاولة التعاون الأمني مع الاحتلال؛ بهدف قمع المجاهدين والمقاومين وملاحقتهم واعتقالهم". العلاقة مع الاحتلال
وعلى صعيد التهديدات الصهيونية المتواصلة، وبخاصةٍ ضد قطاع غزة، نفى أبو زهري أن يكون الاحتلال سيقوم بحرب مماثلة لحرب "الفرقان"، والتي قام بها بحق غزة العام الماضي. ومضى يقول: "لاحظنا مؤخرًا ارتفاعًا في وتيرة تهديدات الاحتلال بحق قطاع غزة، ونحن نعتقد أن الاحتلال مرتبكٌ في مواقفه بعد عملية خان يونس، ونؤكد أن هذه التهديدات تأتي بهدف الابتزاز السياسي لحركة (حماس)". وأضاف: "إن الأمور لا تذهب إلى تصعيد الاحتلال وقيامه بحرب كتلك التي جرت في قطاع غزة العام الماضي، ولكنَّ هذا لا يعني عدم قيام العدو بعدوان على غزة؛ ولذلك فينبغي لنا أن نكون مستعدين وجاهزين لكل الاحتمالات". نريد المصالحة.. ولكن!
وفيما يتعلق بملف المصالحة الفلسطينية المتعثرة منذ وقت طويل بين حركتي "فتح" و"حماس"، أوضح أبو زهري أن حركته قالت في وقت سابق -ولا تزال على موقفها-: "إن قناعاتها بأن شعبنا بحاجة إلى مصالحة، وهذا ما يريده المواطن الفلسطيني"، مشيرًا إلى أنهم ذاهبون في هذا الاتجاه. وقال: "نريد المصالحة، إلا أننا نؤكد أننا لو وقَّعنا الآن على الورقة المصرية فلن نجد التطبيق للورقة المصرية من الطرف الآخر، فنحن نمتلك معلوماتٍ بأن اتصالات قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية للسلطة الفلسطينية وأطراف عربية؛ تدعوهم فيها للضغط في سبيل عدم التطبيق للورقة المصرية للمصالحة". وتابع: "نحن نقول: إنه لو كان صدق في النوايا تجاه المصالحة لتمَّ الأخذ بملاحظات الحركة، ثم إن قول "فتح" تجاه المصالحة في وادٍ وفعلها في وادٍ آخر، فكل يوم نجد هناك اعتقالات بالضفة بحق أبنائنا، وتعذيبهم، وانتهاك بيوتهم، وهو الذي وصل إلى حدِّ قمع المظاهرات الداعمة للقدس ومنعها في وجه ممارسات العدو الصهيوني".