03-29-2010, 03:18 PM
|
|
النواب الإسلاميون يستنكرون ممارسات سلطة "فتح" تجاهها بعد اقتحام بيوت القرآن بالضفة.. أي جيل سنحصد؟! [ 29/03/2010 - 12:00 م ] بلهفة يتوافدون أفرادًا وجماعاتٍ.. يملؤون الشوارع المحيطة بالمسجد.. يتراكضون مسرعين ليتحلَّقوا حول مربِّيهم.. يرتلون ما حفظوه من آيات الذكر الحكيم.. مشهد يثلج القلوب.. ومساجد تطرب على وقع الذكر.. مظاهر اختفت أو إن صح أُخفيت. إغلاقات متلاحقة دار تحفيظ القرآن في مسجد عاشور, مسجد عجعج, مركز البراء لتحفيظ القرآن "نابلس", مركز كفل حارس, مركز كفر الديك, مسجد الرحمن "الخليل", مركز عائشة "طوباس".. هي وغيرها أغلقتها سلطة "فتح" وأجهزتها في الضفة الغربية. بقلق شديد يستطلع النواب الإسلاميون واقع الحال, فيقول النائب حسني البوريني: "من خلال متابعاتنا وردتنا الكثير من الشكاوى تتعلق بإغلاق دور تحفيظ القرآن الكريم في المدن والقرى, واعتقال روَّادها ومحفِّظيها, وكانت آخر الحالات ما وردنا بتاريخ 19-2-2010م إغلاق آخر ثلاث دور للتحفيظ في قرية جماعين قضاء نابلس, والكثير من المراكز التي تم إغلاقها بذرائع واهية أو فُصل من التدريس فيها عدد من المحفظين، أو استبدل بهم غيرهم ممن هم أدنى منهم قدرةً وكفاءةً, ولا تفسير لكل ذلك إلا من باب ملاحقة الحركة الإسلامية بالاعتداء على الإسلام الذي تجتمع عليه وتبني عليه إستراتيجيتها, وهو صورة من أشدِّ صور الانقسام الفلسطيني مقتًا؛ والذي تصم الأذان والقلوب عن سماع دعوات المخلصين لإنهائه". تجفيف منابع الخير منعت الدورات في مساجد الضفة، ولم يُستثنَ من هذا المنع إلا بعض الدورات التابعة لوزارة الأوقاف، والتي تقتصر على المنتسبين القدامى، ولا يحق لأحد الانتساب من جديد, يقول النائب محمود الخطيب: "أغلقت الكثير من المراكز، ومنها ما كان تابعًا للإناث, وللأسف الشديد لقد أفرغت مراكز تحفيظ القرآن من مضمونها وكل الأمور مرتبطة بعالم السياسة". ويعلق البوريني: "ليس المهم استيعاب طلاب دور القرآن في مراكز الأوقاف وحدها, وإنما التعبُّد إلى الله بتعليم القرآن، أما أن تصبح مهنة يتنافس عليها المدرسون بقصد الكسب؛ فهذا يقلل من فرص النجاح، خاصةً إذا كان هؤلاء المدرسون تنقصهم الرغبة والخبرة, في حين نجد المراكز التي يتم إغلاقها إنما يأتي ذلك بدوافع حزبيه ضيقة، وقد لاحظنا المصير المحزن الذي آل إليه عشرات الطلاب الذين توقفت مراكزهم أو تحوَّلت إلى مدرسين ومشرفين غير متخصصين، إن منع الانتساب الجديد لمراكز التحفيظ القائمة خارج دائرة الأوقاف؛ يعني تجفيف هذا النبع الخير؛ ما ينذر بإغلاق جميع المراكز في مرحلة قادمة". الإغلاق.. أسباب ونتائج أما عن أسباب هذه الحملة التي طالت دور التحفيظ، فأوضح البوريني قائلاً: "لا أرى أوضح ولا أفصح من قول الله تعالى في وصف نفوس الذين لا يطيقون سماع القرآن وأهل القرآن, قال تعالى: (وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون) (الزمر) إن إغلاق دور القرآن الكريم يعني الاعتداء على الله وقرآنه ودينه؛ لأن الذي يضيق بالقرآن وحفظة القرآن إنما هو شيطان مارد, ولا يندرج إلا في سياق قول الله تعالى: (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين) (البقرة).
وأوضح النائب محمود الخطيب ذلك بالقول: "أوقفت المراكز بدعوى أنها تابعة لحركة "حماس", وأنها تخرج أفرادًا ينتمون إلى هذه الحركة، وهي دعوة فاقدة للمصداقية؛ إذ إن هذه المراكز تهتم بكتاب الله وتربي الناس عليه دون النظر إلى توجهات معينة". ويقول أحد المحفظين: "القرآن الكريم يهذِّب النفس ويقوِّم السلوك وينشئ جيلا ملتزمًا، وإغلاق هذه المراكز يقطع النبع الطيب لهذا الجيل ويؤثر تأثيرًا سلبيًّا في نشأته, ونلاحظ تفشي السلوكيات المرفوضة لدى الجيل، كاللباس غير الشرعي، وقصات الشعر الغريبة، وغيرها من المؤشرات". أي جيل سنحصد؟! تميز الشعب الفلسطيني بالالتزام والتديُّن، وكان ذلك عنصر قوة كبيرة دفعته للصمود والتحدي والصبر والاحتساب، فقدم الشعب الشهداء والأسرى والجرحى بقلب مؤمن، وهذه التربية التي نحتاجها لمواجهة الاحتلال الغاشم على أرضنا, ومن العار أن تغلق منابع الخير هذه بيدٍ فلسطينيةٍ؛ فأي جيل هذا الذي سنحصد؟! ويوضح النائب الخطيب ذلك بقوله: "إذا لم يجد الجيل ما يعبئ وعيه وذاكرته بمثل هذا التوجيه فسيتوجه إلى تربية من نوع آخر بعيدًا عن توجيهات القرآن وسلوكياته, فيخرج جيلاً فاقدًا لانتمائه للقرآن ومهيأً لاستقبال مناهج أخرى، وهذه كارثة بكل تأكيد". وقدَّم النائب البوريني نصيحته لأبناء الجيل ممن يطمحون في حفظ كتاب الله: "نصيحتي لمن يحرص على حفظ كتاب الله تعالى في ظل إغلاق مراكز التحفيظ؛ أن يستعين بأحد أفراد أسرته ممن يجيد تلاوة القرآن حتى بتعاهده بالتلاوة والحفظ, وأن يستعين بمدرس التربية الإسلامية أو إمام المسجد ولو بشكل جزئي, وأن يسمِّع ما حفظه ولو بجهد فردي على من هو أقدر منه ولو كان أحد الطلاب الخرِّيجين أو السابقين له في مستوى متقدم في دورات قرآنية سابقة. وأضاف الخطيب: "عليه أن يهتم بنفسه، وأن يجعل له قسطًا من الحفظ اليومي، ولا يعسر على نفسه، وليكثر من الاستماع إلى مشايخ مجيدين في التلاوة ويستعين بالله تعالى".
__________________ |