بعنوان "دراسات في التراث الثقافي لمدينة القدس"
"الزيتونة" تبحث تراث القدس الثقافي بإصدار جديد [ 30/03/2010 - 04:00 م ] غلاف الكتاب صدر عن مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت مؤخراً كتاب بعنوان "دراسات في التراث الثقافي لمدينة القدس"، وذلك ضمن مشاركة المركز في فعاليات الحملة الأهلية لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009، والتي اختتمت الأسبوع الماضي في بيروت. ويقع الكتاب، الذي استغرق إعداده نحو عام من الجهد المتواصل، في 637 صفحة من القطع المتوسط. وهو كتاب موسوعي، يقدم منظومة متكاملة من الأبحاث والدراسات التي يمكن أن تشكّل مرجعاً مهماً لكافة الباحثين والمهتمين بالقدس وتراثها، وإضافة نوعية لمكتبات الجامعات ومؤسسات الدراسات وطلبة العلم. ويُعدّ هذا الكتاب العلمي المتخصص أحد أبرز إصدارات الحملة الأهلية للاحتفالية، وقد حرره د. محسن صالح، وشارك في إعداده نخبة متميزة من أبرز الأساتذة والخبراء المتخصصين والمهتمين بالتراث الثقافي للقدس، هم: د. إبراهيم أبو جابر، وإبراهيم عبد الكريم، ود. بديع العابد، ود. رياض ياسين، ود. سامي الصلاحات، ود. سلامة الهرفي البلوي، ود. عبد الجبار سعيد، وعبد الله كنعان، وفادي شامية، ود. محمد أكرم العدلوني، ود. محمد عمارة، ود. محمد عيسى صالحية، ومحمود عواد، ود. ناجح بكيرات، الذين قدموا أبحاثاً تراثية وتاريخية ومعمارية وشرعية وتعليمية وقانونية، تثري الجوانب العلمية المختلفة المتعلقة بالمدينة. ويسلّط الكتاب الضوء على مدينة القدس بهويتها المعمارية، وأوقافها وممتلكاتها الإسلامية والمسيحية، ومكتباتها ومؤسساتها التعليمية، والدور الحضاري لعدد من أبرز علمائها، وموقعها في الموسوعات العالمية، ويدرس دور العثمانيين في الحفاظ على التراث الثقافي للمدينة، وموقف المعاهدات والقرارات الدولية من هذا التراث. ويوضح الكتاب ما تتعرض له المدينة تحت الاحتلال الصهيوني من معاناة ومن إجراءات تهويد، كما يعرض للأدوار المأمولة لحماية التراث الثقافي للقدس من العالمين العربي والإسلامي، ومن العلماء والأكاديميين ومن مؤسسات المجتمع المدني. ويشير الكتاب إلى إدراك الحكومات الصهيونية المتعاقبة لأهمية طمس العالم الثقافية للسكان العرب، وتغيير هوية الأرض، والعبث بشخصية المدن والقرى الفلسطينية وتزييفها لصالح تراث آخر، في استكمال حلقات مشروعها التهويدي لاستبدال روح المكان وأصالته لصالح هوية أخرى، موضحاً أن سلطات الاحتلال الصهيوني اقترفت العديد من الجرائم بحق الممتلكات الثقافية والتاريخية والدينية للقدس، مخترقة بذلك الحماية الخاصة المكرسة لهذه الأماكن بموجب الأحكام والاتفاقات الدولية، في اعتداءات تعدّ بمثابة جرائم حرب. ويذكر الكتاب أن إجراءات الاحتلال إزاء القدس، بما فيها عمليات التدمير التي تتعرض لها المعالم العربية والإسلامية، ومحاولات الطمس والتهويد للأسماء العربية المقدسية، وانتهاج سياسة مبرمجة إزاء المسجد الأقصى، والقيام بحفريات مغرضة في القدس، إنما تهدف لتشويه هوية المدينة وتشكيل تاريخ يهودي لها. ولكن شهادات العديد من العلماء "الإسرائيليين" أنفسهم تثبت سقوط المزاعم الصهيونية، فضلاً عن إثبات حقائق الوجود العربي الإسلامي العريق للقدس وصمودها الذي يتحدى التهويد، بانتظار تحريرها من الأسر.