عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-31-2010, 02:14 AM
 
{أَرْوَاَحْ } وَ { أَرْوَاَحْ }


هناك أرواح [ مُنتنة ] :
قبل أن تصل إليها ، تختنق من نتن روائحها ، و تعتصرك أوجاع من بشاعة مُحيطها ..

لا تستطيع الاقتراب منها .. فــ إن اقتربت .. امتلأت ثيابك المُعطرة بنتنها ..
و لما استطعت أن [ تُطهر ] نفسك أبداً من دنسها !




هناك أرواح [ مُتقلبة ] :
تشرق حيناً ، وتغيب أحياناً أخرى ..
تهديك باقات من الورد .. لكنها لا تكلف نفسها عناء انتزاع أشواكها ..
فــ ما إن تمسك بالوردة النقية حتى تجرح أناملك ، لكن طيب الرائحة يساعدك على الصبر ..
فتنظر إلى من أهداك إياها .. وتبتسم له رغم قرصة الوجع في يدك ..
تلكَ الأرواح ] ضعيفة .. فلا تبخل عليها بكفك المجروح ..
و أوصلها لنهاية الطريق ..
وكن واثقاً أنها لن تنسى جميلك أبداً ..
فبقع دمك .. التي لطخت كفوفها لن تزول مهما مرت الأيام .. أبداً ..
و ستبقى شاهداً على ] نقاوتكِ !










هناك أرواح [ طفولية ] :

كــ الأطفال تماماً .. حتى لو بلغوا الستين من العمر ..
ابتساماتهم ، ونكاتهم ، وفضولهم ..
تصرفاتهم ، وحياتهم ، وألوانهم ..
كلها سمات أطفال !
لا تملك إلا أن [ تعشقهم ] كما تعشق الأطفال ..
لأنهم .. << أعجز عن الوصف !
ربما تشعر اتجاههم بامتنان ..
لأنك معهم تستطيع إفساح المجال لـ [ طفولتك ] المكبوتة بحرية تامة ..
و لأنك معهم تترك [ هموم ] عالم الكبار ..
فتبكي بكاءً حاراً على قطعة شوكولا اختطفها منك أحدهم !
و أكثر ما يريحك .. أن إسعادهم سهل ..
فابتسامة ولعبة كفيلة بجعلهم يشعرون أن الدنيا كلها معهم : )
فما أحلى الأطفال !:







و هناك أرواح [ طاهرة ] :

تشعر بامتنان عميق نحوها ..
لأنك .. معها لا تشعر بدونية ، و في ذات الحين لا تشعر بسيادية ..
لم ينظروا إليك .. نظرة حقد ، ولا نظرة حسد أبداً ..
لم يرمقوك بغضب .. وما حاولوا أذيتك في حين ..
بل العكس .. فهم [ يحتوونك ] بكل دفء الكون ..
ومن جدب روحك .. يصنعون جنة الأمل ..
تشعر بأن [ صدق ] الدنيا كلها في أفئدتهم ..
فــ ليرضى عنهم الله في الدنيا والآخرة ..








و هناك أرواح [ مقززة ] :

فما إن تجالسهم .. حتى تعتريك رغبة في القيء ..
وما إن تبتعد عنهم ..
حتى تسابق قدميك للوصول لأقرب [ دورة مياه ] ..
وتبدأ في إفراغ قرفك ، فإن لم تَجُد معدتك بما فيها ..
اكتفيت بــ [ بصقة ] تحاول بها إزالة [ مرارتك !:







و هناك أرواح [ دافئة ] :



لا تملك أمامهم إلا [ الحب ] ..
فتُحبهم هم ، و تحب قربهم و أصواتهم و جمالهم ..
تود لو تفديهم بروحك .. و تود لو تستطيع انتزاع كل آلامهم ..
حتى [ أنانيتك ] تحبهم !
و تبقى تدعو و تدعو و تدعو أن تجتمع بهم في جنات النعيم ..
فهم [ رفاق خيرٍ ] ..











وهناك أرواح [ عادية ] :
ربما .. تسميهم هكذا .. لأنك لازلت لا تعرفهم ..
لكن .. لابد أن تكون فيهم بصمة تميزهم ..
فــ [ اكتشفها !:





هناك أرواح [ مُشفقة ] :

يجيدون فن الإشفاق .. يشاطرونك البكاء إذا بكيت ..
لكنهم في الفرح لا يستطيعون اقتسام سعادتك معك ..
فهم يُفضلون أن تحتفظ بها لوحدك ..
أولئك .. لهم [ قيمة ] بين مشاعرنا ..
فهم .. عكازنا عندما نصاب بعجز ..
فليرحمهم الرحمن ..





هناك أرواح [ ...... ] :
لا تستطيع البقاء معهم ..
ليس لأنهم سيئون .. بل على العكس .. فهم على خير ما يكون ..
لكن .. بقربهم .. تفقد كثيراً من امتيازاتك ..
وتشعر بــ [ تضاؤلك ] ..
و تموت [ شخصيتك ] وتذبل كل [ أحلامك ] ..
وتشعر بأنك [ تابع ] ..
فتضطر أن تبتعد عنهم لتعتمد على نفسك ..
رغم أن الكثير يحسدونك على صداقتهم ..
ويعتبرونك [ تدوس النعمة ] ..
قد لا يدركون مغزى فعلك ..
لكن [ و لا يهمك ] فأنت أدرى بمصلحتك منهم ..
لكن قبل اتخاذ القرار [ استخر ] و [ استشر ] ..
هناك أرواح [ مُحترمة ] :
فلا تستطيع أن تقف أمامهم إلا ببزة عسكرية ..
رافعاً يديك بالتحية ..
أنت ممتن لهم .. و أنت تحبهم ..
لكنهم .. قد لا يقدّرون ظرفك ،
و قد يُشعرونك برعب هائل ،
وحيناً و بدون قصد يُبنون بداخلك قلاع من الفشل والإحباط ..
فتخبو شمعتك ، والسبب [ هُم ] .





مما راق لي..
رد مع اقتباس