عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-31-2010, 09:42 AM
 
على طريق النصر, المقاطعة الإقتصادية , نماذج تاريخية ومعاصرة

بسم الله الرحمن الرحيم
المقــــــــــــاطعة الاقتــــــــصادية
على طـريق النصر
الجهاد الأكبر ثلاثة أنواع
الأول
حماية المسلمين من الغزو الفكري
الغربي , وحثهم على عدم الإنسلاخ من
دينهم بالابتعاد عن الشرك وكبــائر الذنوب
والنوع الثاني
نشر الدين الحق في كل الأرض , وإلى يوم الدين
"وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ"
(107)
والنوع الثالث
الوصول إلى حالة الإكتفاء
الذاتي من ضرورات الحياة الدنيا
"
وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ
يَبْتَغُونَ مِـــــــــــــنْ فَضْلِ اللَّهِ
"
******************
المقاطعة الاقتصادية تعريفها
هي عملية التوقف الطوعي عن استخدام أو شراء
أو التعامل مع سلعة أو خـــدمة لجهة كشركة أو دولة
ُتسيء أو ُتلْحق الضرر بـــــه أو بغيره كشكل من أشكال
الاعتراض والاستنكار
وأســلوب المقاطعة الاقتصادية
أسـلوب قديـــم حديث فــــــــــــــــقد
لجأت إليه شعوب عديدة عبر التاريخ
فالمشركون فــــــــــــــي صدر الإسلام
حينما أرادوا في مكة أن يحاربوا النبي
صلى الله عليه وسلم أول ما حاربوه
لم تكن حرب السلاح وإنما
كانت حرباً اقتصادية
بالمقاطعــــة ، لقد
قاطعوه وأصحابه
وأهله ممن انتصروا
له من بنــي المطلب وبني
هاشم وحــــاصروهم في شعب
أبي طالب، ولـــــــم يبيعوا لهم ، ولم
يشتروا منهم، ولـــــــــــــــــم يزوجوهم ولم
يتزوجوا منهم وذلك معناه: المقاطعة الاقتصادية.
وبإعتبار المقاطعة من أهم أسلحة الحرب الاقتصادية
فإها غالباً ما تستخدم كوسيلة كفاح سلمي ضددول محاربة
ومعادية، بغية إضعاف قوتها ، وكسر شوكتها، أو إرغامها
على كف عدوانها وتغيير سياستها.
كما تعتبر المقاطعة الاقتصادية حقاً مشروعاً في السياسة الدولية
لكل من يُمارس ضـــــــــــده عدوان كما في ميثاق الأمم المتحدة
بل جاءت المقاطعة في كثير من الأحيـــــــــان كوسيلة لتعزيز
العامل الذاتي، والاقتصاد الوطني وتطوير القدرة الإنتاجية
كما حدث في بلدان مختلفة. ولا تقتصر المقاطعة
على البعد الاقتصادي فحسب، بل تتعداه
إلى أبعاد عديدة كالبعد الثقافي
والأخلاقي , والنفسي
***********
الثوابت الشرعية
للمقاطعة الاقتصادية
1-
عقيدة الولاء و البراء:
فالله سبحانه وتعالى أمرنا
بمولاة المؤمنين ومعاداة الكافرين
المعتدين، فلا يعقل أن يوجه أعداؤنا
رصاصاتهم في صدور إخواننا ونتعامل
معهم بالبيع والشــراء وكأن شيئا لم يكن
2-
ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب:
ومن ثم فنصرة إخواننا المستضعفين توجب
علينا أن نقف إلى جوارهم ونمد لهم يد العون
لا أن نجعل عدونا وعدوهم يربح من ورائنا أموالا
طائلة يستعين بهـــــا على تقتيل إخواننا وتشريدهم.
3-
المقاطعة الاقتصادية هي نوع من الجهاد
نستعين به على نصرة الحق ونصرة إخواننا
(
وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ
وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ
انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا
عَلَى الظَّالِمِينَ
(193)
.
4-
المقاطعة لها جوانب إيمانية وتربوية
فهي وقفة مع الله
ووقفة مع النفس ووقفة مع إخواننا.
*******************
صور متميزة للمقاطعة
في العصر الحديث
وفي التاريخ المعاصر
نماذج متميزة لفعالية سلاح المقاطعة
كأحد الوسائل لتحرير البلاد من المحتلين الظالمين
المعتدين , نذكر منهـــــــــا على سبيــــــل المثال ما يلي
نموذج الزعيم الهندي غاندي
في مقاطعة السلع الإنجليزية ومقاومة الاحتلال الإنجليزي
الغاشم، لقد نجح في تحقيق مقاصده بتفاعل شعبه معه.
نموذج الزعيم المصري سعد زغلول
في مقاطعة البضائع الإنجليزية بعد ثورة 19 وكانت
بداية خير ولقد حققت النماذج السابقة مقاصدها
المشروعة ضد المعتدين ومنها التحرر
والمحافظة علي الهوية الوطنية
بالرغم من الخسائر الاقتصادية
الموقوتة والي أعقبها مكاسب عظيمة
و لدينا أيضا النموذج ألياباني فلقد خرجت
اليابان من الحرب العالمية الثانية و هي مدمرة
بشكل كامل لا اقتصاد لا موارد لا بنية نحتية بمعنى
آخر لم تبقى لهم الجرب أي شيء,ولكن الشعب ألياباني
سطر أحرف مـــن نور في تاريخه فلقد رفض اليابانيون
مع ما هم فيه من بؤس و دمار في ذلك الوقت شراء السلع
الأمريكية و هي الدولة المنتصرة في الحرب ورفض الوقوع
في براثن الاحتلال الأمريكي الجديد وهو الاحتلال الاقتصادي
ورفض سيطرة الولايات المتحدة الأمــــــــريكية على مقدراته
الاقتصادية و تم تحجيم الاستيراد مـــــــــن الخارج و تشجيع
الاستثمار و الإنتاج الصناعي و الزراعي و الخدمي الياباني
ووصلت حدود هذه المقاطعة إلــــــــى مستوى جعل المنتج
الياباني يفرض نفسـه عالميا حتى في الأسواق الأمريكية
نفسها و أن تحقق فائض في الميزان التجاري الياباني
مع الولايات المتحدة و وصل إلى حدود إثارة القلق
و النزاعات التجارية الشديدة بين البلدين.
و لدينا أيضا النموذج الأمريكي نفسـه
فالولايات المتحدة الأمريكية تصدر قرارات
من تلقاء نفسها تمنع فيها الشركات و المؤسسات
الأمريكية المختلفة من التعامل مع مجموعة من الدول
التي تعتبرها مارقة , أو دول تدعــــــم أو ترعى الإرهاب
أي أنها تمنع كافة اشكــــال التعاون بين الشركات الأمريكية
وهذه الدول , وهي لم تتخذ هذا الإجراء إلا عندما شعرت أن
أمنها القومي في حالة تهديد مع الأخذ في الاعتبار أن بعض
هذه الدول أو قل معظمها يبعد عنــــــها آلاف الكيلو مترات
و معظمها أيضا دول عربية و لكن أكثر الأمثال شهرة في
التاريخ الأمريكي هو المثال الكوبي وهى الدولة التي لا
تبعد عن الولايات المتحدة أكثر من بضعة كيلومترات
من اقرب سواحلها و هي منذ أكثر من أربعين عاما
ترفض إقامة علاقات طبيعية معها وكذلك تمنع
الشركات الأمريكية من التعامل معها , مع
ملاحظة شيء مهم للغاية وهو أن معظم
الشركات الأمريكية قدمت شكاوى
للحكومة الأمريكية أكثر مـن مرة
مفادها أن الحكومة الأمريكية بهـذه
الطريقة تجعل الشركات الأمريكية تخسر
ملايين أو قل مليارات الدولارات من المكاسب
التي كانت من الممكن أن تتحقق لو أن الشركات
الأمريكية تواجدت فــــــــــــــــــــي هذه الأسواق
*********
المكاسب الاقتصادية والمعنوية للمقاطعة
ومن المنظور الاقتصــــــادي يجب النظر إلي المقاطعة
الاقتصادية علي أنها حـــرب ضد الأعداء ولا توجد حرب
بدون تضحيات ، ولقد قيل: إن النصر يحتاج إلي جهاد ، ولا
جهاد بدون تضحية عزيزة ، بالتأكيد ستكون هنـــــــاك خسائر
اقتصادية تلحق بالدول العربية والإســــلامية بســبب المقاطعة
منها علي سبيل المثال: انخفاض حجم الاستثمارات وحجم
السياحة وانقطاع المنح والمساعدات .. ولكن مقابل ذلك
سوف تتحقق مكاسب اقتصادية ومعنوية منها:
الحرية في اتخاذ القرار
وتقوية الإرادة والمحافظة
علي الحيوية العربية والإسلامية.
الخروج من طوق التبعية الاقتصادية
الذليلة التي تقود إلي السلبية السياسية.
الاعتماد علـــــى الذات وتنمية القدرات
وحسن استخدام الإمكانيات والطاقات.
الحث علي الإبأأداع والابتكار
فالحاجة تفتق الحيلة.
التقشف والتربية علي الخشونة
وعلي روح الجهاد بكل عزيز.
حتمية التعاون والتكامل الاقتصادي
بين الدول العربية والإسلامية.
إثبات قدرتنا علي التضحية
من أجل تطهير مقدساتنا.
وسوف تقل الخســـائر الاقتصـــادية
للدول العربية والإســـلامية إذا ما خططت
ونظمت المقاطعـــــة ووضعت لهــــــا البرامج
الموضوعية فــــــي إطار مجموعة مــن السياسات
الإستراتيجية علي المستوي الشعبي والحكومي وعلي
مستوي الأمة العربية والإسـلامية ، بحيث تتم وفق سلم
الأولويات: حيث نبدأ بمقــــــاطعة الكماليات والتحسينات
يلي ذلك مقاطــعة الحاجيـات وهــكذا .... وأن يتـم ذلك
وفق مخطط لإيجـــاد البديــــل الوطنـــــي وإن لم يوجد
فالبديل مــن الدول العربية والإســــــــــلامية ، وإن لم
يوجد فالبديل من البلاد الأجنبية غير المحاربة وهكذا.
قاعدة دعوية هامة
إن المطلوب من الأمة العمل الصحيح وفق الكتاب
والسنة وليس النتائج لأن النتائج بيد الله عز وجل ولا
يجوز بأي حال من الأحوال مخــــالفة الكتاب والسنة
إستعجالا لتحــقيق النتـائج ولنـــــــــا في رسول الله
صلى الله عليه وســـــــلم القدوة الحسنة يوم كان
يرى الضرر الواقع على المسلمين في مكة
ولم يخالف أوامر الله حينها بل إتبع ما
يوحى إليه صلى الله عليه وسلم إلى
أن حقق الله له انتشار الدين
وتأسيس الدولة
معادلة الإنتصار
يقول الله عز وجل
("
إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
وَإِن يَخْذُلْكُمْ فمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم
مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ
(160) "
آل عمران
ويقول فاروق الأمة
("
إنكم لا تنتصرون علــــــــى عدوكم
بعددٍ ولا عدة وإنما تنتصرون بطاعتكم
لله ومعصيته لـــــه ، فإذ تساويتم في
المعصية غلبوكم بالـــــعدد والعدة
".)
إعلان وتطبيق الجهاد الأكبر و
إعداد العدد والعدة قدر الإستطاعة و
السلم أو الحرب
= نصر من الله
***************
م,ن
بتصرف
رد مع اقتباس