بسم الله الرحمن الرحيم
تعرف إلى الله في الرخاء , يعرفك في الشدة
د . عائض القرني
نعرف بتشديد الراء ( إلى الله ) أي : تحبب وتقرب إليه بطاعته
والشكر له على سابغ نعمته , والصبر تحت مر أقضيته , وصدق الاتجاء
الخالص قبل نزول بليته . ( في الرخاء ) أي : في الدعة والأمن والنعمة
وسعة العمر وصحة البدن , فالزم الطاعات والإنفاق في القربات , حتى
تكون متصفاً عنده بذلك , معروفاً به . ( يعرفك في الشدة )
بتفريجها عنك , وجعله لك من كل ضيق مخرجاً , ومن كل هم فرجاً
بما سلف من ذلك التعرف .
ينبغي أن يكون بين العبد وبين ربه معرفة خالصة بقلبه , بحيث
يجده قريباً للاستغناء له منه , فيأنس به في خلوته ويجد حلاوة ذكره
ودعائه ومناجاته وطاعته , ولا يزال العبد يقع في الشدائد وكرب الدنيا
والبرزخ والموقف , فإذا كان بينه وبين ربه معرفة خالصة كفاه
ذلك كله .