"صرخة حجر" .. لون جديد من المقاومة (تقرير) [ 31/03/2010 - 07:47 م ] الأتراك من المظاهرات المؤيدة لفلسطين إلى مظاهرة فنية لفضح الاحتلال (أرشيف) يُمثل مسلسل "صرخة حجر" التركي الذي تبثه قنوات فضائية عربية ويطرح معاناة الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال الصهيوني، لوناً جديداً من ألوان المقاومة في الوقت الذي مازال يعتبره الاحتلال الصهيوني تحريضاً بالغ الخطورة بغطاء رسمي. المسلسل الذي يعرض على قناة (ام بي سي) منذ عشرة أيام وبقى لنهايته ثلاث حلقات؛ يجسد الوضع الفلسطيني من قتل الأطفال والنساء ومعاناة الأسرى والأسيرات وتهجير المواطنين من منازلهم، وفي المقابل عمليات المقاومة. "المركز الفلسطيني للأعلام" رصد بعضا من ردود الفعل في الشارع الفلسطيني الرسمي والشعبي حول هذا المسلسل. بحاجة لمراجعة .. ولكنه جيد
الكاتب والشاعر الدكتور عبد الخالق العف، يري في المسلسل تجسيداً لمعاناة الشعب من حصار وفقر وظلم خاصة في ظل غياب الدراما الفلسطينية. لكنه يعتبر أنه بحاجة لمراجعة دقيقة وحضور قوي، حتى لا يكون هناك سم في الدسم، قائلاً "تفاجأت بوجود بعض الأمور البعيدة عن الواقع التي لا تمت للواقع الفلسطيني بصلة، مثل الحلقة التي نري فيها الجندي الصهيوني يرفع المصحف عن الأرض ويضعه على الرف، والحقيقية أن جنود الاحتلال عندما يقتحمون مكان ما يدنسون ويرمون المصاحف على الأرض". واستهجن العف إنتاج مسلسلين تركيين حتى الآن يجسدان معاناة الشعب (صرخة حجر ووادي الذئاب) في حين لم يتحرك العرب، داعياً إلى أهمية تحفز شركات الإنتاج العربية على نهج تركيا من خلال إصدار أفلام ومسلسلات تفضح جرائم الاحتلال ضد الفلسطينيين. دعوات للفنانين الفلسطينيين
ودعا الدكتور العف، الفنانين الفلسطينيين لإنتاج أفلام تجسد معاناة الشعب وواقعه وتكشف جرائم الكيان، لأن "أهل مكة أدري بشعابها"، كما يقول. واعتبر مؤخراً، أفيغدور ليبرمان وزير الخارجية ونائب رئيس الحكومة الصهيوني أن بث مثل هذه المواد يعتبر تحريضا بالغ الخطورة، زاعماً أن حيثيات المسلسل "لا يمت للواقع بصلة". أما داني أيالون نائب وزير الخارجية فقد نقل للسفير التركي احتجاج حكومة الكيان على "بث مسلسل تلفزيوني يصف الكيان الصهيوني واليهود بخاطفي أطفال ومجرمي حرب". إيجابيات وسلبيات
المواطن الفلسطيني صالح محمد الذي كان يتابع المسلسل قال "إن صرخة حجر يجسد نسبة كبيرة من معاناتنا في مختلف الأزمنة والأوقات". وقسم محمد محتوي المسلسل إلى قسمين إيجابي وسلبي، فالإيجابي يتمثل في عرضه لصورة المحتل بغطرسته واعتداءاته المتكررة، بالإضافة إلى تطرقه للمقاومة وتضحياتها ومراحل تطورها، وكيف أنها كانت تستهدف فقط جنود العدو الصهيوني. أما الجانب السلبي -حسب محمد- فتمثل في استخدام بعض المصطلحات الخاطئة مثل "حائط المبكي" (البراق)، إلى جانب تصويره الصهاينة في بعض المشاهد على أنهم يعاملون شعبنا معاملة حسنة. وتمني محمد، أن يكون هناك مسلسلات وأفلام فلسطينية من إنتاج الفنانين الفلسطينيين، فمهما أنتج غيرنا فلن يطرح قضيتنا ومعاناتنا بصورتها الكاملة والحقيقية. مسلسلات فضحت الاحتلال
من جهتها، اعتبرت وزارة الثقافة الفلسطينية، أن الفيلم يجسد معاناة الشعب الفلسطيني برؤية تركية غربية متعاطفة مع شعبنا. وقال مسؤول فيها لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام": "نحن بحاجة إلي أن يقوم الفنانون الأجانب بزيارة غزة ليتلمسوا واقعنا الحقيقي لينتجوا أفلاما ومسلسلات تجسدنا بشكل كبير". وتابعت: "مثل هذه الأفلام تشكل نقلة نوعية في عملية فضح جرائم الاحتلال وتبرز للعالم جزء مما يعانيه كل يوم". وبررت وزارة الثقافة عدم قدرة شركات الإنتاج الفلسطيني إنتاج أفلام درامية بالقول: "من المعروف للعالم أن إنتاج الأفلام والمسلسلات الدرامية يحتاج إلى دعم مالي وبشري كبير، وهذا ما لا تقدر عليه. وأضافت: "الشعب الفلسطيني مثل باقي الشعوب في العالم يحب الحياة، فهو يعيش في حزن وفرح، ولكنه صابر في أرضه رغم صعوبة التحديات التي يواجهها". وكان فنانون فلسطينيون قد تمكنواً مؤخراً من إنتاج فيلم وثائقي عن الشهيد القائد عماد عقل القيادي البارز في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس".