عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-03-2010, 02:56 AM
 
قطرة مميزة....بقلمي

مرحبا بالجميع!

انا عضوة جديدة و هذا اول موضوع لي

اتمنى ان ينال اعجابكم

اخليكم ويا اول قصة كتبتها


كانت الأمطار تهطل بغزارة، و كأن صنبور الماء مفتوحاً لكي ينظف كل ما في المغسلة من حقد و كراهية، و يمسح بمياهه الطاهرة على الجروح فيشفيها. سارة فتاة لم تلق حباً أو حناناً من أحد، فهي الابنة الوحيدة لمالك شركة كبيرة. انتظر الوالد لولد يورثه، فلم تستطع زوجته أن تنجب له ما يريد، بل أنجبت طفلة لا تصلح أجمل وردة في هذا العالم لتنافسها في الجمال، و لهذا السبب سميت سارة. سارة فتاة ذات جروح نفسية عميقة، فقد حرمت من حضن أمها فور ولادتها، و والدها لا يرضى بأن تكون لديه ابنه.



صحيح أنها كانت كانت تعيش مع والدها في منزل ضخم و أموال طائلة، إلا أنها لم تجد ما هو أهم منهما و ما لا يقدر بثمن: الحب و الحنان. كانتت زوجة أبيها قاسية معها أيضاً، فلم تعرف سارة طعم الطمأنينة و راحة البال حين تواجدها بالقرب منها لأن معظم شجارات سارة مع أبيها كانت بسببها. تعلمت سارة كيف تعتني بنفسها و كيف تعيش من دون أن تعتمد على غيرها، و لكنها لم تتعلم كيف تعامل الآخرين،فقد كانت تعاملهم بازدراء و كأنهم ليسوا بشراً. كانت تضرب من يثير غضبها و تتسبب بمشاكل كثيرة للأشخاص الذين لا يعجبونها من أول نظرة. لم تكن ترتب مظهرها على الإطلاق، فام ترتد الفساتين الجميلة، و لم تدع كحلة تمس عينيها. كما أنها كانت تقصر شعرها كلما لاحظت أنه بدأ يطول، فشعرها لم ينزل تحت أذنيها قط. كانت كثيرة الهروب من المنزل و خاصة كلما دخلت في شجار مع أبيها و زوجته. و مع كل هذا، لم يكترث والدها بشيء..



أما في الطرف الآخر من عالمها، كانت هناك فتاة أخرى تدعى هناء. هناء فتاة ذات شعر طويل و جميل، و قلب كالثلج، و براءة كالأطفال، و أخلاق مميزة، فهي لم تقم بإيذاء أحد في حياتها. كانت هناء كثيرة الاستحياء، و كانت تحب نشر السعادة من حولها. فلم تكن تكترث بنفسها، بل تضع الناس من حولها أولاً في كل شيء. كان تصغي إلى جميع مشكلاتهم و تساعدهم في حلها بأي طريقة ممكنة. مع كل هذا، كانت هناء يتيمة الأبوين و كان لديها أخ أكبر اسمه سامي. كان أخوها يفعل كل ما بوسعه حتى يوفر الحياة السعيدة لأخته الوحيدة التي لم يتبق له سواها في هذا العالم القاسي.


صحيح أن هناء و سارة كانتا في نفس المدرسة الثانوية، إلا أنهما لم تريا بعضهما على الإطلاق، فقد كانت هناء فتاة صامتة لا يلاحظ وجودها أحد، أما سارة، فقليلاً ما كانت تداوم في المدرسة. و في يوم من الأيام، نفد الحليب من المنزل، و لم ترد هناء أن تتعب أخيها بعد عودته من العمل. فقررت أن تذهب لشرائه بنفسها. و في الطريق، بدأت السماء تمطر، و لم تتوقع هناء ذلك فلم تأخذ معها مظلة. و بينما كانت تحتمي في أحد المتاجر، لاحظت فتاة في عمرها لا تغطي رأسها، بل كانت واقفة في وسط الطريق و هي تدع ماء المطر ينسكب عليها لكي لا يلاحظ أحد أنها تبكي. ذهبت إليها هناء، أمسكت بيدها، سحبتها، و أخذتها إلى الداخل حتى لا تمرض. نظرت سارة إلى الأعلى لكي ترى أول شخص يهتم لأمرها، فرأت فتاة ذات ابتسامة نابعة من القلب، تكفي لملء الدنيا و ما فيها دفئاً و حناناً. كانت ابسامتها السبب في ظهور أول شعاع من ضوء الشمس. و منذ تلك اللحظة، تغير كل ما في قلب سارة و لم تعد تلك الفتاة القاسية المسببة للمتاعب، بل بدأت تتغير شيئاً فشيئاً كلما أخذت دواء هناء جرعةً فجرعة.

اشكركم جميعا
و انتظر الردود بفارغ الصبر
تحياتي