عرض مشاركة واحدة
  #486  
قديم 04-03-2010, 08:10 AM
 
الْوُضُوءِ:
تعريفه في اللغة :
بِضَمِّ الْوَاوِ : فِعْلُ الْمُتَوَضِّئِ مِنْ الْوَضَاءَةِ ، وَهِيَ النَّظَافَةُ وَالْحُسْنُ ؛ لِأَنَّهُ يُنَظِّفُ الْمُتَوَضِّئَ وَيُحَسِّنُهُ ، وَبِفَتْحِهَا : اسْمٌ لِمَا يُتَوَضَّأُ بِهِ .
شرعا :
اسْتِعْمَالُ مَاءٍ طَهُورٍ مُبَاحٍ فِي الْأَعْضَاءِ الْأَرْبَعَةِ : الْوَجْهِ وَالْيَدَيْنِ وَالرَّأْسِ وَالرِّجْلَيْنِ عَلَى صِفَةٍ مَخْصُوصَةٍ .
فقيوده :
1 – أن يكون ماء .
2 – أن يكون طهورا .
3 – أن يكون مباحا .
4 – أن يكون في الأعضاء الأربعة .
الحكمة من كون الوضوء مختصا بالأعضاء الأربعة :
وَاخْتُصَّتْ هَذِهِ الْأَعْضَاءُ بِهِ ؛ لِأَنَّهَا أَسْرَعُ مَا يَتَحَرَّكُ مِنْ الْبَدَنِ لِلْمُخَالَفَةِ .
وَرُتِّبَ غَسْلُهَا عَلَى تَرْتِيبِ سُرْعَةِ حَرَكَتِهَا فِي الْمُخَالَفَةِ ، تَنْبِيهًا بِغَسْلِهَا ظَاهِرًا عَلَى تَطْهِيرِهَا بَاطِنًا .
ثُمَّ أَرْشَدَ بَعْدَهَا إلَى تَجْدِيدِ الْإِيمَانِ بِالشَّهَادَتَيْنِ .
واجباته :
وَتَجِبُ التَّسْمِيَةُ أَيْ : قَوْلُ " بِسْمِ اللَّهِ " فِي الْوُضُوءِ .
لِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه - مَرْفُوعًا { لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا وُضُوءَ لَهُ ، وَلَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ } رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد وَابْنُ مَاجَهْ .
صفة التسمية :
وَصِفَتُهَا " بِسْمِ اللَّهِ " ( وَتَسْقُطُ سَهْوًا ) نَصًّا .- ( أي : نصّ عليها الإمام أحمد – رحمه الله تعالى - ) .
لِحَدِيثِ { عُفِيَ لِأُمَّتِي عَنْ الْخَطَأِ وَالنِّسْيَانِ } .
و إنْ ذَكَرَهَا ،أَيْ : التَّسْمِيَةَ ؟ ( فِي بَعْضِهِ ) أَيْ : الْوُضُوءِ مَنْ نَسِيَهَا فِي أَوَّلِهِ أتى بِهَا حِينَ ذَكَرَهَا ، وَيَبْنِي عَلَى وُضُوئِهِ ، قَطَعَ بِهِ الحجّاوي فِي : ( الْإِقْنَاعِ ) .
وَتَكْفِي إشَارَةُ أَخْرَسَ وَنَحْوِهِ كَمُعْتَقَلٍ لِسَانُهُ ( بِهَا ) أَيْ : بِالتَّسْمِيَةِ بِرَأْسِهِ ، أَوْ طَرْفِهِ أَوْ أُصْبُعِهِ ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ غَايَةُ مَا يُمْكِنُهُ .
فروض الوضوء : ستة :
أَحَدُهَا : ( غَسْلُ الْوَجْهِ ) لِقَوْلِهِ تَعَالَى : { إذَا قُمْتُمْ إلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ } ( وَمِنْهُ ) أَيْ : الْوَجْهِ ( فَمٌ وَأَنْفٌ ) لِدُخُولِهِمَا فِي حَدِّهِ .
الثَّانِي: ( غَسْلُ الْيَدَيْنِ مَعَ الْمِرْفَقَيْنِ ) لِقَوْلِهِ تَعَالَى : { وَأَيْدِيَكُمْ إلَى الْمَرَافِقِ } وَكَلِمَةُ " إلَى " تُسْتَعْمَلُ بِمَعْنَى " مَعَ " كَقَوْلِهِ تَعَالَى : { وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إلَى أَمْوَالِكُمْ } وَفِعْلُهُ أَيْضًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَيِّنُهُ .
وَقَدْ رَوَى الدَّارَقُطْنِيُّ عَنْ جَابِرٍ قَالَ : { كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا تَوَضَّأَ أَدَارَ الْمَاءَ عَلَى مِرْفَقَيْهِ } .
الثَّالِثُ : ( مَسْحُ الرَّأْسِ كُلِّهِ ) لِقَوْلِهِ تَعَالَى : { وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ } وَالْبَاءُ فِيهِ لِلْإِلْصَاقِ فَكَأَنَّهُ قَالَ : امْسَحُوا رُءُوسَكُمْ .
وَمِنْهُ ) أَيْ : الرَّأْسِ ( الْأُذُنَانِ ) لِحَدِيثِ ابْنِ مَاجَهْ وَغَيْرِهِ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ مَرْفُوعًا { الْأُذُنَانِ مِنْ الرَّأْسِ } ، فَيَجِبُ مَسْحُهُمَا .
فتمسح الأذنان داخلهما ، والبياض الذي بين الشعر والأذنين .
الرَّابِعُ : ( غَسْلُ الرِّجْلَيْنِ مَعَ الْكَعْبَيْنِ ) لِقَوْلِهِ تَعَالَى : { وَأَرْجُلَكُمْ إلَى الْكَعْبَيْنِ } .
الْخَامِسُ : ( التَّرْتِيبُ ) بَيْنَ الْأَعْضَاءِ .
كَمَا ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى ؛ لِأَنَّهُ أَدْخَلَ مَمْسُوحًا- أي : الرأس - بَيْنَ مَغْسُولَيْنِ - أي : اليدين والرجلين - ، وَهَذَا قَرِينَةُ إرَادَةِ التَّرْتِيبِ .
وَتَوَضَّأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرَتِّبًا وَقَالَ : { هَذَا وُضُوءٌ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ الصَّلَاةَ إلَّا بِهِ } أَيْ بِمِثْلِهِ .
السَّادِسُ : ( الْمُوَالَاةُ ) لِحَدِيثِ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { رَأَى رَجُلًا يُصَلِّي ، وَفِي ظَهْرِ قَدَمِهِ لُمْعَةٌ قَدْرُ الدِّرْهَمِ لَمْ يُصِبْهَا الْمَاءُ ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُعِيدَ الْوُضُوءَ } رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد ، وَزَادَ " وَالصَّلَاةُ " . وَلَوْ لَمْ تَجِبْ الْمُوَالَاةُ لَأَمَرَهُ بِغَسْلِ اللُّمْعَةِ فَقَطْ .
وَلِأَنَّ الْوُضُوءَ عِبَادَةٌ يُفْسِدُهَا الْحَدَثُ . فَاشْتُرِطَتْ لَهَا الْمُوَالَاةُ كَالصَّلَاةِ وَلَمْ يُنْقَلُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ تَوَضَّأَ إلَّا مُتَوَالِيًا .
ضابط الْمُوَالَاةُ :
( أَنْ لَا يُؤَخِّرَ غَسْلَ عُضْوٍ حَتَّى يَجِفَّ مَا ) أَيْ : الْعُضْوُ ( قَبْلَهُ ) أَوْ بَقِيَّةُ عُضْوٍ حَتَّى يَجِفَّ أَوَّلُهُ ( بِزَمَنٍ مُعْتَدِلٍ أَوْ قَدْرَهُ ) أَيْ : قَدْرَ الزَّمَنِ الْمُعْتَدِلِ ( مِنْ غَيْرِهِ ) أَيْ : غَيْرِ الْمُعْتَدِلِ ، بِأَنْ كَانَ حَارًّا أَوْ بَارِدًا .
__________________
رد مع اقتباس