حق العودة غير قابل للنقاش والتفاوض
غضب فلسطيني عارم ضد تصريحات فياض [ 03/04/2010 - 02:42 م ] أثارت تصريحات رئيس "حكومة" رام الله غير الشرعية سلام فياض لصحيفة صهيونية، والتي عبَّر فيها عن استعداده للمشاركة في الاحتفال بقيام الكيان الصهيوني وتنكَّر خلالها لحق عودة اللاجئين؛ مشاعر الغضب في الأوساط الفلسطينية. من جانبه انتقد رئيس "المجلس التشريعي الفلسطيني" الدكتور عزيز الدويك تصريحات رئيس "حكومة" رام الله غير الشرعية سلام فياض حول قضية اللاجئين. وأوضح دويك -في تصريح لصحيفة "القدس العربي" اليوم السبت (3-4)- أن "دعوة فياض فيها مخالفةٌ لقرارات الشرعية الدولية التي تضمن حق الإنسان في العودة إلى وطنه الأصلي"، وأضاف: "أقواله تخالف قرارات الشرعية الدولية التي كفلت حقَّ عودة اللاجئين إلى وطنهم، وحق عودة اللاجئ لبيته ومزرعته". وقال دويك: "من حق كل فلسطيني أن يعيش على أرضه ووطنه والعودة إلى بيته ومزرعته التي شرِّد منها عام 1948 وتعويضه عن تلك السنوات التي شرد فيها". وشدَّد الدويك على أن "اللاجئ الفلسطيني لا يقبل بوطن بديل لوطنه حتى وإن كان داخل وطنه"؛ في إشارةٍ إلى إمكانية توطين اللاجئين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1967م حال قيام الدولة الفلسطينية على حدودها. من جهته قال خالد البطش أحد قادة "حركة الجهاد الإسلامي": "فياض لا يمتلك التوكيل عن الشعب الفلسطيني ليتحدث عن حق العودة"، مشددًا على أن حق العودة غير قابل للنقاش والتفاوض، وأضاف قائلاً: "نحن نطالب بالعودة لقرانا ومدننا التي هجِّرنا منها عام 1948م، والتعويض عن تلك السنوات التي شرِّدنا فيها من وطننا". وتابع البطش: "نحن ندين بشدة تصريحات فياض، ونطالبه بالتوقف عن مثل تلك التصريحات"، مضيفًا: "فياض ليس موكلاً لا هو ولا غيره بالتحدث باسم اللاجئين الفلسطينيين"، معتبرًا تصريحات فياض تأتي ضمن مقترحات تقدمها السلطة للكيان الصهيوني لحل قضية اللاجئين، من خلال شطب حق العودة للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م، قائلاً: "بلا شك هناك أطراف فلسطينية في السلطة تقدِّم صيغًا لحل قضية اللاجئين، وهذا كلام مرفوض، وهو التفاف على حق الشعب الفلسطيني بالعودة إلى أرضه التي هجِّر منها عام 1948م". وشدَّد البطش على أن أيَّ حلٍّ لا يضمن عودة اللاجئين إلى داخل الأراضي المحتلة عم 1948حلٌّ لا يمثل الشعب الفلسطيني وحلٌّ باطل ومرفوض.
واعتبر البطش أن فياض غير مخوَّل بالحديث عن حق اللاجئين أو تقديم مقترحات لحل تلك القضية، مشددًا على أن تصريحاته بأنه يعدُّ البنية التحتية في الأراضي المحتلة عام 1967م لاستيعاب اللاجئين؛ 'تضعه في دائرة الشبهة"، وقال: "فياض لا يمثل إلا نفسه، ويضع نفسه في دائرة الشبهة بتلك التصريحات". من جهتها اعتبرت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" -على لسان جميل المجدلاوي عضو المكتب السياسي للجبهة- أن تصريحات فياض لا تستحق الرد أو التعليق، وأن كل تلك البنية التحتية التي تعدُّ للاجئين في الأراضي المحتلة عام 1967م سيركلها أي طفل فلسطيني بقدمه. وقال مجدلاوي: "مثل هذا الكلام لا يستحق الحبر الذي دوِّن به، وأصغر طفل فلسطيني يستطيع أن يركل بقدمه أي بنية تحتية تخصص لمصادرة حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجِّروا منها". وشدَّد المجدلاوي على محاسبة فياض أو أي مسؤول فلسطيني تصدر عنه تصريحات تشير إلى إمكانية التنازل الفلسطيني عن حق العودة، مشددًا بأن أيَّ كلام في ذلك الاتجاه هو خروج عن الثوابت الوطنية الفلسطينية. وأضاف المجدلاوي: "لا نعتقد أن أي مسؤول فلسطيني يحترم نفسه ويلتزم بالثوابت الفلسطينية؛ يمكن أن يطرح مثل هذا الكلام، مطالبًا بمحاسبة كل شخص يخرج عن الثوابت الفلسطينية".