فضيحة جديدة من دهاليز سفارة السلطة بموسكو
هل يملي سفير عباس على روسيا سياستها؟! [ 04/04/2010 - 01:17 م ] فايد مصطفى يؤدي اليمين امام عباس لدى توليه منصب السفير (أرشيف) لم يقدِّر سفير عباس في روسيا فائد مصطفى أن "المراهقة السياسية" التي مارسها قبيل زيارة وفد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى موسكو وخلالها، ستصل إلى وسائل الإعلام، وأن تقريره الحافل "بإنجازاته البطولية" في مناكفة الوفد الحمساوي ومحاولة إفشال برنامج زيارته سيظهر للعلن.
"أمام تعليمات سيادتكم (أبو مازن) والوزير د. رياض المالكي حددنا الأهداف التي نريد تحقيقها"، هكذا بدأ سفير عباس في موسكو تقريره عن الممارسات التي قام بها "أمام وفد ثقيل الظل أصبحت زيارته قدرًا لا مفر منه"، في محاولة لتبرير فشله في ثني الروس عن استقبال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في شهر "شباط" الماضي، مفصلاً ممارساته في تقرير مطوَّل وجَّهه إلى رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس تحت عنوان "كيف تصرفنا خلال هذه الزيارة؟". اعتمد فائد مصطفى أسلوب الكذب والتضليل منذ اللحظة الأولى؛ حيث شدد في تعميمه على طاقم السفارة كما كتب في تقريره "أن تكون الإجابة لكل من يسأل من الصحفيين أو الدبلوماسيين الآخرين أو أي كان عن زيارة الوفد أن الجانب الروسي استدعاهم من أجل الضغط عليهم للتوقيع على الوثيقة المصرية، وأن روسيا ستطلب منها (حماس) التوقف عن العبث والمراوغة في موضوع المصالحة". إلى ذلك؛ يكشف فائد مصطفى في تقريره المرفوع إلى عباس –والذي تمكن "المركز الفلسطيني للإعلام" من الحصول على نسخة منه- عن اجتماع استبق زيارة الوفد لروسيا بثلاثة أيام، جرى في الخارجية الروسية بينه وبين السيد "سيرجي فيرشينن" مدير إدارة الشرق الأوسط، يوم الجمعة الموافق (5-2-2010م)، وفي هذا الاجتماع عدد سفير عباس "إملاءاته" على السيد "فيرشينن" والخارجية الروسية، حسبما ذكر في التقرير المشار إليه. وفي التفاصيل ذكر مصطفى في التقرير المشار إليه ما نصه: "قلت له (أي للسيد "فيرشينن") أنني أتمنى عليهم ألا يعطوا الوفد مكانة أكبر من التي يستحقها، وأن يكون الحديث معهم باتجاه دفعهم لتوقيع الوثيقة المصرية، وأن تفهموهم أن استمرار العلاقة معهم مرتبط باستجابتهم لذلك". وفي ذات السياق ادعى مصطفى -حسب نص تقريره- أن "فيرشينن" "استجاب لهذه المطالب"؛ وأن المسؤولين الروس "سيبلغون "حماس" رسالة واضحة بهذا الشأن". وفي موضع آخر من التقرير يتحدث مصطفى عن لقاءٍ ثانٍ جمعه والسيد "سيرجي فيرشينن"، يوم (11-2-2010م) في مبنى الخارجية الروسية، وأن "فيرشينن" "نقل" له تفاصيل ما دار في لقاء مشعل مع الخارجية! حسب ادعاء التقرير. وزعم مصطفى على لسان "فيرشينن" أن المسؤولين في روسيا"كانوا معنيين أن يكون الشكل العام للزيارة باردًا، وعلى هذا الأساس كان الاستقبال من جانب الوزير لافروف جافًّا"، على حد زعمه. إلى ذلك؛ تقمَّص مصطفى –حسب التقرير– دور المعلِّم المُمْلي على صبيه قائلاً لـ"فيرشينن" ما نصه: "الزيارة سببت لكم (لروسيا) بعض الانتقادات الدولية، وأمام ذلك يجب أن تفكروا بمستقبل هذه العلاقة التي لا طائل لكم من ورائها". كما تحدث السفير مصطفى في تقريره عن محاولاته لإفشال لقاء مشعل مع السفراء العرب؛ حيث ذكر في التقرير: "يوم الخميس 4\2\2010 قام رئيس بعثة جامعة الدول العربية السفير جمعة الفرجاني وهو من ليبيا، بتوزيع مذكرة على السفراء العرب يدعوهم لاجتماع مع خالد مشعل في مقر بعثة الجامعة في الساعة الخامسة والنصف مساء يوم 10\2\2010". وتابع مصطفى في التقرير: "اتصلت معه على الفور موضحًا له أن هذا لا يجوز (...) وهذه الصيغة غير مقبولة"، فيما كانت نتيجة هذه الاتصالات أزمة بين سفير السلطة ورئيس بعثة جامعة الدول العربية السيد جمعة الفرجاني الذي أكد لمصطفى -حسب التقرير- أنه"لا يستطيع أن يمنع أحدًا من القدوم إلى مقر الجامعة العربية". ويذكر مصطفى في تقريره أنه تواصل مع السفيراللبناني السيد عاصم جابر بوصفه عميد السلك الديبلوماسي العربي محاولاً ثني السفراء عن الحضور، دون أن تكلل جهوده بالنجاح؛ إذ تم اللقاء حسب ما هو مقرر، ولكن مصطفى قلل من شأن من حضر من السفراء، خاصة سفراء كل من: ليبيا وقطر والسودان وعمان ولبنان وسوريا والبحرين والإمارات والجزائر، معللاً لعباس حضورهم بـ"تلقيهم تعليمات بهذا الشأن من دولهم". تقرير مصطفى عن ممارساته خلال زيارة الوفد الحمساوي إلى روسيا، يطرح العديد من الأسئلة عن طبيعة الدور الذي يقوم به سفير عباس في موسكو، وعن علاقاته (غير الطبيعية) مع كبار موظفي الخارجية، هذه العلاقة التي تزوده بالجرأة والوقاحة لمحاولة إملاء "أوامره" على دولة عظمى كروسيا، بل على وزير خارجيتها نفسه، كما أورد فائد مصطفى في تقريره لعباس.