ليبرمان يشبهه بالقذافي وشافيز...أردوغان: لا أحد يتحدث عن البلد النووي «إسرائيل» في المنطقة 2010-04-07 |
بدأ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان زيارته الباريسية مساء أمس بحضور عرض فني في قصر فيرساي، في ختام فعاليات موسم «تركيا في فرنسا». واستبق محادثاته مع الرئيس نيكولا ساركوزي اليوم بتأكيد بعض المواقف في السياسة الخارجية لا تنسجم بالضرورة مع مواقف باريس، ولاسيما بشأن انضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي والملف النووي الإيراني.
وتوجه أردوغان إلى ساركوزي المعارض لانضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي بدعوته إلى زيارة «تركيا اليوم» ليلاحظ بنفسه بأنها «تضاهي عدد من دول الاتحاد الأوروبي في أكثر من مجال»، معتبراً أن انضمام تركيا يساعد أوروبا.
ودعا رئيس الحكومة التركية في حديث لصحيفة «لوفيغارو» إلى حل الملف النووي الإيراني بالطرق الدبلوماسية، مبديا استغرابه من عدم الاهتمام بدولة تملك السلاح النووي في المنطقة، في إشارة إلى إسرائيل. وذكر بأنه «في كل لقاء مع صديقي العزيز (محمود) أحمدي نجاد نكرر ونشدد على أننا لا نريد سلاحاً نووياً في المنطقة». ونوه أردوغان بأن الإيرانيين يقولون إنهم لا يريدون سلاحاً نووياً وبأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تثبت وجود سلاح نووي في إيران، وأضاف: من جهة أخرى هناك بلد في المنطقة يملك سلاحاً نووياً (إسرائيل) فلا أدري لماذا لا أحد يتوقف عند هذه الحالة، إنها مقاربة غير منصفة.
في هذه الأثناء، نقلت صحيفة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية عن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، قوله «إن أردوغان يتحول شيئاً فشيئاً إلى (الزعيم الليبي) معمر القذافي أو (الرئيس الفنزويلي) هوغو شافيز، وهذا اختياره إلا أننا نعتقد إن المشكلة ليست في تركيا إنما في أردوغان نفسه». وذلك تعقيباً على تصريحات رئيس الوزراء التركي حول إسرائيل وسلاحها النووي وممارساتها العدوانية بحق الفلسطينيين.
وكرر أردوغان في حديثه لصحيفة «لوفيغارو» معارضة بلاده، العضو غير الدائم في مجلس الأمن، فرض عقوبات جديدة على طهران، وقال: «يجب أن تحل هذه المسألة عبر الطرق الدبلوماسية (...) العقوبات مطروحة ولكن لا اعتقد بإمكانية أن تؤدي العقوبات التي يتم الحديث عنها إلى نتائج، فالعقوبات تقررت مرتين، والذين اتخذوا القرار لتطبيقها كانوا أول من انتهكها، فهناك الفرنسيون والألمان والإنكليز والأميركيون والصينيون، كلهم كانوا ضالعين في العقوبات وتوصلوا أيضاً عبر طرق غير مباشرة إلى إدخال سلعهم إلى إيران، لا يمكن إهمال هذه الحقيقة».
وذكر بأن إيران هي ثاني أكبر مزود لتركيا بالغاز الطبيعي وأن التبادل التجاري يضاهي 10 مليارات دولار بين البلدين، وقال: لدينا حدود مشتركة، ومنذ عام 1639 وقعنا اتفاقاً، والسلام دائم فيما بيننا، ومن المستحيل ألا نأخذ كل هذا بعين الاعتبار.
من جهتها كررت باريس على لسان المتحدث باسم الخارجية برنار فاليرو موقفها من النووي الإيراني، وأبدت معارضتها لمشروع طهران تنظيم مؤتمر حول النووي، إذ اعتبر فاليرو أنه: «كان الأولى بإيران أن تقدم ردوداً ملموسة للأسرة الدولية القلقة جداً من أنشطة إيران النووية بدلا من تنظيم مؤتمر»، وذكر بأن بلاده تنسق مع الدول الأوروبية بشأن هذا المؤتمر.
وفيما يتعلق بعلاقة بلاده بإسرائيل ذكر أردوغان بأن العلاقات لم تنقطع مع إسرائيل، وقال: «لكن عندما يتم ارتكاب أخطاء في المنطقة فليس من العدل أن نغلق العيون»، مذكراً بأن إسرائيل «لا تدعم السلام في الشرق الأوسط حالياً»، وأضاف: «لنأخذ مثلاً البناء في الضفة الغربية، العالم كله يطالب بوقف البناء، وتحدث باراك أوباما بوضوح عن الموضوع ونعرف أيضاً موقف الدول الأوروبية، فهل إسرائيل تتوقف (عن الاستيطان) رغم ذلك؟ لا، فالإدارة الإسرائيلية عليها المساهمة بالسلام، لكنها مكونة من ثلاثة رؤوس، فلمن يجب الإصغاء؟ ومن يجب أن نصدق؟».