و عندما هبط الظلام ارتدوا السواد و تلثموا، ثم اندفعوا بكل قوتهم نحو أبواب القصر.. حاملين السيوف، و هناك شب قتال بين الحراس و هؤلاء الفرسان فتم النصر للأخيرين، ثم واصلوا مشوارهم داخلا غير أنهم لم يجدوا العائلة، فرجعوا خائبين.
أدركت هايين أن بينهم جاسوسا و إلا كيف عرفت العائلة بأمر هذا الهجوم، فأخبرت الزعيمة موي التي اتفقت معها على تزوير المعلومات حتى يقع الجاسوس في الفخ، و كان الجاسوس هو سامو الذي اعترف بعد كشفه قائلا:" إننا لا نساوي شئ بالنسبة لهم ".
ثم ضحك و أضاف:" أتؤمنون بالفوز؟ يا لكم من حالمين، ألا تفهمون؟ من نحن لنغير التاريخ؟ سنهزم.. لكني اتفقت معهم و وعدوني بالمقابل بالحماية لي و لعائلتي و مساعدتي، لما تحاولون التعلق بما لا تستطيعون انجازه؟ ".
عندها تقدمت منه هايين مجيبة:" من نحن؟ أنا بارك هايين.. تلميذة كاسومي أميرة الفرسان، قُتلت عائلتي و سُلب حقنا.. و تطلب مني التصالح معهم؟ أما زلت تؤمن بالعهود؟ أخبرني متى كان هذا الطاغية من الأوفياء.. في تصرفك هذا تقليل لمكانتك، و اسمعني.. لن اتخلى عن هدفي.. لن تهزني كلمات و لن تغيرني قوى ".
عاتبته موي بدورها:" أخجل أنك من قريتي.. الآن أحكم عليك بالموت، يونغ.. هات السيف ".
فتدخل جوان قائلا:" لا يقولوا أن موي تقتل أهلها، دعيه.. فالعيش في نبذ و عار أشد عليه من الموت، دعيه يمضي بعاره، لا توسخي سيفك بدمائه الفاسدة ".
ثم صرخ به يونغ:" اذهب، لم تعد منا.. لم تعد فارسا، لم أعد أراك شريفا، كلنا نحكم عليك بالنفي.. لا مكان لمنبوذ معنا ".
عندها رحل سامو لمنطقة مجهولة.. غابة.. و انطوى بنفسه، تدرب و بنى عضلات حتى أصبح قويا لا يشق له غبار.
ذهبت هايين مع الزعيمة لقرية يوياي، و هناك تجمع حولها الأطفال و ألحوا عليها أن تقص.. فروت:" كانت هناك فتاة صغيرة و جميلة.. مشاكسة جدا و في الخامسة من عمرها.. ترغب بمعرفة كل شيء و تحاول تعلم كل الحركات، كانت آملة لا تيأس أبدا.. طيبة لا تؤذي أحدا، و لكن القدر لم يكن يساندها أو يحن عليها.. فأحوى للنار بالتهام أهلها جميعا.
تشردت الفتاة و لم يبق لها أحد.. بل حتى سبب عيشها ( عائلتها ) مات مع الباقين، إلا أن الحقد أخذ طريقه إليها.. سببها الآخر للحياة و هو الانتقام.
و أثناء رحلتها صادفت فتاة تُلقب ب( أميرة الفرسان ) صاحبة شعر كستنائي و عينين سوداوان، فعلمتها الأخرى مفاتيح الحياة.. الطب و التاريخ و العلوم و الرياضيات.. بجانب الفنون القتالية و استخدام الأسلحة، كانت تضغط عليها مما جعل الفتاة تكرهها.. و لكن الله هداها و عرفت حكمة معلمتها و نصيحتها ( الحياة معركة.. و بالقتال نعيش.. به نحقق رغباتنا، و حين ندخل المعركة علينا إدراك أن لا قوانين فيها..لن نستطيع أن نضمن شيئا.. بالقوة و العقل.. لا غير.. يمكننا الفوز، و القلب ضعيف فتخلي عنه و عواطفه و مشاعره.. كوني كالآلة لا يؤثر عليها الكلام ).
و في عام 1814م كانتا أعظم مقاتلتان في عصرهما و ذاع صيتهما بين القبائل، و بعد موت المعلمة تولت الفتاة المهمة ".
قاطعتها فتاة ذات شعر بني و عينين سوداوان:" و كيف ماتت المدربة؟ ".
أدمعت عينا هايين ثم أجابت:" السيوف فعلت.. سيوف عائلتها ".
و تابعت مفسرة بعد أن مسحت دمع حزنها:" لأنها تحب الخير و مساعدة الفقراء أجمعون.. و بما أنها منحدرة من عائلة مميزة.. ثرية.. شريفة.. منعتها من تقديم المال لهم، فهربت و تعلمت القتال لانقاذ البشر.. أرادت أن تكون كما تقرأ في القصص.. عن فتاة تساعد الجميع.
عندها تبرأت منها العائلة و أمرت بقتلها، و رغم هذا لم تتخل كاسومي عن هدفها.. و دفعت حياتها ثمنا لذلك ".
ثم نهضت قائلة:" يكفي الآن.. سأروي لكم غدا الكثير من القصص ".
و عندما رأتهم حزينون رق قلبها و وعدتهم بتعليمهم بعض من طب الأعشاب، ثم ذهبت مع موي.