عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-09-2010, 01:46 PM
 
البدعة - تعريفها - تقييمها

البدعة ... في ضوء الاسلام

تعرف البدعة علي انها التزيد في الدين بقصد القربي الي الله .
ولقد حذر الرسول الكريم من الابتداع في الدين واعتبر ذلك مردود لصاحبه وهو ليس من الاسلام في شيء ففي حديث عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) .وفي رواية اخري ( من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد ) رواه مسلم .
وعن جابر رضي الله عنه قال: خطب رسول الله صلي الله عليه وسلم الناس فحمد الله واثني عليه ثم قال :(ان افضل الهدي هدي محمد صلي الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل بدعة ضلالة ). اخرجه ابو داوود وابن ماجة والدرامي والترمذي وقال حسن صحيح .
والاحاديث السابقة كلها تحذر من الابتداع في الدين او التغيير فيه يخرج الدين عن طريقه الذي رسمه لنا الله سبحانه وتعالي عن طريق النبي الكريم صلي الله عليه وسلم .
وروي البخاري ومسلم عن انس رضي الله عنه قال:(جاء ثلاثة رهط الي بيوت النبي صلي الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلي الله عليه وسلم فلما اخبروا -كأنهم تقالوها - فقالوا :واين نحن من النبي صلي الله عليه وسلم , قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .
قال احدهم : اما انا فاني اصلي الليل ابدا , وقال اخر :انا اصوم الدهر ولا افطر , وقال اخر : انا اعتزل النساء فلا اتزوج ابدا .
فجاء الرسول صلي الله عليه وسلم فقال : (انتم قلتم كذا وكذا ..اما والله اني لاخشاكم لله واتقاكم له ,لكني اصوم وافطر , واصلي وارقد واتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني ).
والمتأمل في الحديث السابق يجد ان الاسلام يرفض كل ما يخرج الانسان عن فطرته وطبيعته التي طبعه الله عليها ولابد وان يأخذ نصيبه من الدنيا لان الله خلقه لذلك, خلقه لاستعمار الارض واعمارها, وقد وضع الله لعباده في الارض منهاجا يسيرون عليه وفق ما هو متناسب مع طبيعة خلقهم واحتياجاتهم وذلك كان الخروج علي المنهج الالهي هو بمثابة الخروج عن القانون الذي يؤدي بدوره الي الفوضي واختلال الموازين في الكون وتحديدا بين البشر الذين هم مادة الاعمار الاولي للارض, ولذلك كان الاسلام يشجع كل امر فيه اجتماع للبشر مثال ذلك صلاة الجماعة في الاسلام حيث يحض الاسلام عليها وبشده وجعل ثواب صلاة الجماعة اضعاف مضاعفة لصلاة الفرد في بيته وعمل علي ذلك الاجتماع الاسبوعي وهو صلاة الجمعة في كل اسبوع , واجتماع اكبر وهو الحج لبيت الله الحرام .مصداقا لقوله تعاي (انا جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم )البقره
فالتعرف هو تبادل المنفعة والعلم والمعرفة والاختلاط ولما كان الاعتزال غير ذالك فقد رفضها الاسلام واعتبرها بدعة .
كما ان في الاسلام بدعة حسنة او كما تسمي سنة حسنة ومن ذلك اجنماع الناس في صلاة التراويح علي قاريء واحد وجمع القران الكريم في عهد ابي بكر الصديق رضي الله عنه او كالذي نقط القران الكريم والذي وضع القران الكريم مشكلا وعلي صورته تلك ليسهل علينا القراءة ,واصبح الحاج لبيت الله الحرام الان لايقوم بالذبح بل اصبح يدفع مبلغا من المال مقابل ذلك والامثلة علي ذلك كثيره من السنن الحسنة او البدعة الحسنة التي لا تغير في اصول الدين .
لقد رفض رسول الله صلي الله عليه وسلم كل تغير للدين مما يخرجه عن طبيعته التي تبني مجتمعات وتكون اسرة توحد الله وتعبد الله في الارض التي هي علة الخلق وكذلك نشر الدين بين الناس ليكون الناس علي كلمة (لا اله الا الله ) سال النبي صلي الله عليه وسلم رجل فقال (اي الرجل ) يانبي الله مررت بغار فيه شيء من ماء فحدثت نفسي بأنه اقيم فيه فيقوتني ما فيه من ماء واصيب ما حوله من البقل واتخلي عن الدنيا . فقال النبي صلي الله عليه وسلم :( انني لم ابعث باليهودية ولا النصرانية ولكن بعثت بالحنفية السمحة والذي نفسي بيده لغدوة احدكم او روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها , لمقام احدكم في الصف خير من صلاته ستين ستة ). رواه احمد .
وهكذا كان اعتراض الرسول الكريم علي كل ما يزغ الدين عن جوهره عن رسالته الحقيقية , ما يعارض سنة الله في خلقه عن الناموس الذي وضعه للبشر.
ولذلك كان الاعتراض علي الصحابي الذي اراد اعتزال الدنيا لان في ذلك خروج عن مهمة الانسان في الارض وهي عبادة الله , وللعبادة صور شتي وكثيرة ,ولقد ذكر السول الكريم صلي الله عليه وسلم صورتين هما ارقي الصور من العبادة والتي هي منوطة بالانسان اولها : الجهاد في سبيل الله وقد عبر الرسول صلي الله عليه وسلم بقوله (لغدوة او روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها )وكأن الجهاد في سبيل الله وازالة العوائق من امام كلمة التوحيد واقامة دين الله علي الارض هو احدي المهام للانسان في ارض الله , وثانيهما الصلاة في الصف في المسجد تحديدا وهو دلالة علي العبودية لله وحده , وان الصلاة مع الجماعة وهو اول الرواب بين البشر علي اساس العبودية لله وما ينشا عن ذلك من روابط متينة قويه يشدها الاخوة في الله .
قرات اغلب الاراء حول الاحتفال بمولد المصطفي صلي الله عليه وسلم ولم اجد من معترض سببا مقنع منهم فهو اما مستحسن او من باب اولي
الا يجوز لنا ابراز الفرحة بمولد سيد البشر في حدود الدين ردا علي يحدث حولنا والموضوع مطروح للنقاش ؟
نحن لانريد تشبها بالغرب المسيحي ولا بغيره , نريد فقط الفرحة بهذا اليوم الفضيل الذي استنارت البشرية بيوم مولده وتحطمت الاصنام وانطفأت نار المجوس وسقطت شرفات الروم وكان ولازال رحمة مهداة .
واتساءل الان وارجوان تردوا علي وتعينوني علي الاهتداء هل الاحتفال بمولد الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم بدعة ؟؟
هل اكل الحلويات في هذا اليوم الفاضل ونشر السرور بين الناس وفي الاسرة غير جائز في الوقت الذي يتعرض فيه الرسول الكريم للاذي وما حدث اخيرا في احد قنوات الصهاينة في فلسطين ليس ببعيد ابتداء من سلمان رشدي وانتهاءا بالرسوم المسيئة.
رد مع اقتباس