تحركات بإيطاليا وفيينا وتحضير لحدث كبير ببرلين
فعاليات جماهيرية بأوروبا لنصرة قضية الأسرى [ 09/04/2010 - 08:15 ص ] إحدى الفعاليات الجماهيرية الأوروبية نصرة للأسرى الفلسطينيين تشهد عددٌ من البلدان الأوروبية سلسلة فعاليات لإحياء "عام الأسرى" القابعين في سجون الاحتلال الصهيوني، بمشاركة جماهيرية كبيرة، واهتمام من جانب مؤسسات حقوقية وأطر المجتمع المدني، وبشكل متزامن مع بدء أولئك الأسرى إضرابًا عن الطعام كخطواتٍ احتجاجيةٍ ضد ممارسات السجان الصهيوني. وكانت مؤسسات وتجمُّعات فلسطينية في أوروبا قد أعلنت في العام الماضي عن تخصيص العام 2010م للتركيز على الدفاع عن قضية الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، وذلك بعد أن كانت القدس محورًا لفعاليات فلسطينيي أوروبا خلال عام 2009م، ويشمل هذا الاهتمام إطلاق سلسلة من النشاطات والفعاليات الكبرى، والقيام بتحرُّكات حقوقية ومدنية. وفي أحدث التطوُّرات التي شهدتها القارة الأوروبية على هذا الصعيد؛ تمَّ في عدد من المدن الإيطالية تنظيمُ سلسلة مهرجانات جماهيرية، خُصِّصت فعالياتها لإبراز قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني. وأقيمت على مدى عدة أيام من نيسان (أبريل) الجاري مهرجاناتٌ حضرها آلاف الأشخاص في إيطاليا، في كلٍّ من ميلانو وتورينو وبريشيا، اكتظَّت بهم قاعاتٌ ضخمةٌ وملاعب رياضية، بدعوة من التجمُّع الفلسطيني في إيطاليا. وعلى صعيد آخر، تُقام في السابع عشر من نيسان (أبريل) الجاري، ندوةٌ موسعةٌ في العاصمة النمساوية فيينا؛ بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، تنظمها مؤسسة أصدقاء الإنسان الدولية، ومؤسسة دار الجنوب، تحت عنوان "سجناء بدون حقوق". ومن بين المتحدثين -في الندوة التي تنعقد في فيينا- سيكون الدكتور عبد الله الأشعل أستاذ القانون الدولي ونائب وزير الخارجية المصري الأسبق، والنائب الألمانية في البرلمان الأوروبي ألكسندرا تاين، علاوةً على فقرات عدَّة، من بينها عرض فيلم وثائقي، يتناول الظروف الاعتقالية للأسرى الفلسطينيين؛ ويقدِّم الفنان والموسيقار الإيطالي غوسيبي جوي فاليسي أعمالاً تمجِّد قيمة الحرية بالنسبة للأسرى في سجون الاحتلال. من جانبه أكد الناشط الحقوقي غسان عبيد، من جمعية "أصدقاء الإنسان الدولية"، أهمية الحدث بقوله: "أدركت الأصوات المدافعة عن الحقوق والعدالة في ساحة العمل الجماهيري والمجتمع المدني في أوروبا أهمية تفعيل قضية الأسرى في السجون "الإسرائيلية"، وكسر حاجز الصمت الذي يلفُّ قضيتهم بفعل سياسات التعتيم والتضليل التي تمارسها سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" وآلتها الدعائية". وأضاف: "تركِّز هذه الفعالية على تناول أبعاد الانتهاك المركَّب للقانون الدولي وحقوق الإنسان في حالة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال "الإسرائيلي"، ومن الأهمية بمكان أن تخرج هذه القضية إلى فضاءات الرأي العام في أوروبا والعالم؛ ليقف الجميع عند التزاماته الأدبية والأخلاقية في لجم الانتهاكات المنهجية والوقوف التضامني، إلى جانب الضحايا المحرومين من الحرية والحقوق". وقد أصدرت مؤسسة "أصدقاء الإنسان الدولية" حديثًا تقريرًا شاملاً يكشف النقاب عن أوضاع الأسرى في السجون ومراكز الاعتقال الصهيونية، تحت عنوان "وراء الشمس"، ويتضمن حقائق وتفاصيل رصدتها المؤسسة على امتداد سنة 2009م. كما من المقرَّر أن تكون قضية الأسرى محورًا لأعمال مؤتمر فلسطينيي أوروبا الثامن، الذي يلتئم في العاصمة الألمانية برلين يوم الثامن من أيار (مايو) المقبل، ويستضيف المؤتمر شخصيات ومتحدثين مختصين بقضية الأسرى، وذلك تحت شعار "عودتنا حتمية.. ولأسرانا الحرية". وأوضح ماجد الزير، رئيس مؤتمر فلسطينيي أوروبا والمدير العام لمركز العودة الفلسطيني، أن المؤتمر سيكون "مناسبةً لإيلاء قضية الأسرى جانبًا مما تستحقه من اهتمام وتفاعل، مع بلورة خيارات عملية للتفاعل مع القضية والتضامن الأخوي مع أبناء شعبنا وبناته المحرومين من الحرية". وتابع الزير قوله: "ستتواصل المشروعات والبرامج والحملات المخصصة لقضية الأسرى، الذين في إضرابهم الجديد يؤكدون أنَّ إرادتهم تستعلي على أسوار السجون وأشواكه". ومن المتوقع أن يحضر مؤتمر برلين وفود فلسطينية، تضمُّ آلاف المشاركين والمشاركات من عموم القارة الأوروبية، بعد النجاح الكبير الذي حققته مؤتمرات فلسطينيي أوروبا، التي التأمت في سبع دول حتى الآن، وآخرها في مدينة ميلانو الإيطالية في أيار(مايو) 2009م، وكان قد أُعلن في مؤتمر ميلانو أن قضية الأسرى ستتبوَّأ مركز الاهتمام في المؤتمر التالي، وهو ما يجري الاستعداد له بالفعل. وتعكف مؤسسات وتجمُّعات فلسطينية في أوروبا حاليًّا على إطلاق مشروعات وبرامج مخصصة لقضية الأسرى، علاوةً على فعاليات جماهيرية ومهرجانات لهذا الغرض، من المنتظر أن تتواصل على مدار العام 2010م، كما تجري الاستعدادات لعقد مؤتمر تخصصي هو الأول من نوعه تقريبًا، يُعنى بقضية الأسرى، ويتوقع أن يحظى بمشاركة واسعة من قوى المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية والتجمُّعات الجماهيرية على امتداد أوروبا. وقد تزايد الاهتمام في الرأي العام الأوروبي بهذه القضية عبر الحديث المتزايد عن إمكانية تبادل أسرى بين المقاومة الفلسطينية وسلطات الاحتلال الصهيوني، لكنَّ الدعاية الصهيونية عمدت في غضون السنوات الأخيرة إلى إبراز أسر جندي الاحتلال غلعاد شاليط، متجاهلةً معاناة آلاف الأسرى والأسيرات في السجون الصهيونية، ومن بينهم قاصرون دون الثامنة عشرة من العمر، وعلى إثر ذلك رأت مؤسسات وتجمُّعات وروابط فلسطينية في أوروبا أن مسؤولياتها نحو الأسرى في سجون الاحتلال من الفلسطينيين والعرب؛ باتت مضاعفةً إزاء ذلك.