التكملة
..حُب..بعد..ـفواتِ..الآوان..
"تــــــــــورا.. !خطبها ذلك الشاب....."
جمله أصبحت صــــدى في اذن جاك ،فبدأت صورة ذلك الشاب يمو امام عينيه..
((..
قالت تورا"هل أنت أخ بريس؟"
قال الشاب"نعم"
قالت تورا"أوصتني اختك بأن أقول لك هذا الكلام"
قال الشاب بأبتسامه ساحره"و ما هو؟"
قالت تورا بخجل"عليك أن تجد الفتاه المناسبه"
ما أن انتهت من جملتها حتى ذهبت مسرعه لداخل القصر مبتعده عنه..
أما جاك فبقي مواجهاً لشبيه المعلم جاي و ملامحه تدل على عدم الرضا بهذا الموقف فأدار ظهره له وقال بصوت خافت"هنيئاً لك" ثم ذهب ولكنه لم يدخل القصر بل خــــــــــرج من القصر..!
...))
قطعت تورا تفكير جاك بقولها"مالأمر الذي تريد الأخبار به؟"
علت الصدمه وجه جاك فأصبح ينظر في عيني تورا ثم ينظر للأسفل فقال بعد ان بلع ريقه دون ان ينظر اليها"نسيت"
شعرت تورا بالأستغراب فقالت"نسيت!لم أفهم"
قال جاك بغضب"نسيت..نسيت ، الأنسان لا ينسى!"
ثم قام غاضباً من مكانه وتوجه الى باب الفصل و خرج..
اعتلت الدهشه وجه تورا وهي تقول"لا...هذا ليس جاك!حقاً أمره غريب"
ركض جاك بين ممرات المدرسه بغضب شديد و توجه الى الساحة الخارجيه من المدرسه ثم توقف أمام سور صغير يؤدي الى الشارع المقابل للمدرسه ، فقال و الندم قد طغى على ملامحه"تأخرت..تأخرت يا جاك"
فتوجه مباشره الى السور راكضاً بقوه ثم قفز منه الى الشارع المقابل هارباً من المدرســــه...!
انتهت الحصة الأولى ، فدخل معلم الرياضيات الفصل و توجه راي مباشره الى مقعده فتفاجئ عندما لم يجد جاك و عندما حاول السؤال عنه لم يعطيه معلم الرياضيات فرصه لكونه شديد على الطلاب ، فقال معلم الرياضيات بعدما القى التحيه"هل هناك طالب غائب اليوم"
تطفل راي و قال "ليون غائب..و.."ثم نظر الى مقعد جاك و لم يعرف ماذا يقول..!
قال معلم الرياضيات"اصبح ليون كثير الغياب ، ولكن اين ذلك الجاك ألم يحضر؟"
شعر راي بالتردد فلم يعرف ماذا يقول كونه أيضاً لم يعرف أين هو؟
فقالت تورا"لقد..لقد شعر بالدوار ثم ذهب الى المرشد الطلابي"
هز المعلم رأسه مجيباً ثم قال"و أين لويس؟"
قالت هارو"لقد أخذت اجازه من المدرسه لظروف خاصه بها"
قال المعلم"لا بأس"
قالت تورا محدثه نفسها(الحمدالله يبدو أنه في مزاج هادئ ، ولكن اخشى أن يأتي جاك الآن ويخبره بغير ماقلته عنه..و في نفس الوقت انا متسائله ، مالذي حل به؟!)
..كان اليوم الدراسي غريب لدى البعض فـ راي و تورا متسائلين وراء اختفاء جاك المفاجئ و في تصرفاته الغريبه التي كانت في الآونه الأخيره فقد بحثوا عنه في المدرسه و لكنهم لم يجدوه فـ خمن راي بأنه خرج من المدرسه و لكنه كان غير متأكد من ذلك !
و في نهاية الدوام المدرسي حمل راي حقيبته و حقيبة جاك و تكفل بأعادتها الى منزله بعد أن يطمئن على جاك..
أما تورا فعندما ارادت الخروج من المدرسه و جدت كراد يقف امام سيارته منتظرهـــا و قد كانوا الفتيات ينظرون اليه بشغف و أعينهم كالقلوب..!
القى كراد التحية على تورا و اخذ منها حقيبتها كي يخفف الحمل عليها ثم فتح باب سيارته لها كي تركب فيها...
و في طريقهم الى منزل تورا...
قال كراد بابتسامة سعــاده"هل استطيع أنا أخذك بجوله حول المدينه؟"
ابتسمت تورا فقالت"اطلب ذلك من والدتي"
قال كراد"و من قال انني لم أفعل!"
قالت تورا باستغراب غير مباشر"ألهذه الدرجة أنت حريص!"
ضحك كراد ثم قال"نعم لقد طلبت موافقتها قبل أن أتي إليكِ"
قالت تورا بابتسامة"حسناً"
في هذه الأثناء بينما احتل الصمت عليهما لاحظت تورا أنها رأت جاك وعندما التفتت إليه لتتأكد أنه هوا
انتبه جاك الذي كان يمشي على الرصيف لها فرفع رأسه قليلاً و وضع عينه عليها ، فرأها راكبه مع كراد في سيارته..!
فتوقف عن المشي و شعر بآلـــم يعتصر قلبه ، آلــــم لم يجربه من قبل ، آلـــــم لم يتصور أن هُناك انسان سيتحمل مقدار هذا الآلــــم و الـجرح العمـــيق...فطغت على ملامحه الحزن الشديد و شعر أن دموعه على وشك الأنهمار و لكنه حاول أن يتحدى دموعهـ و أن لا يكون ضعيف أمامهـــا ...
اما تورا فقد لاحظها كراد ، فقال لها"هل هُنـــاك شئ؟"
قالت تورا وقد شعرت بالأرتباك"لا..لا يوجد شئ"
..في منزل جاك..
طرق راي الباب ، ففتحت له والدة جاك..
ابتسم راي بعدما القى التحية عليها قائلاً"كيف حالك يا خاله؟"
ابتسمت والدة جاك ابتسامه عريضه"بخير ، و أنت كيف حالك و حال والدتك"
قال راي"الحمدالله جميعنا بخير و لكن ياخاله خذي هذه حقيبة جاك"
قالت والدة جاك بأستغراب"لمـــاذا؟أين جاك"
قال راي"لقد ذهب مع مجموعة فتيان ليلعب كرة قدم معهم و سيعود ان شاءالله"
قالت والدة جاك بابتسامه"لابــأس ، شكــــــراً لك"
قال راي محدثاً نفسه(اتمنى ان اجد جاك و أن لا يحدث القلق)
كان جاك يمشي على الرصيق والحزن قد خيم على وجهه فأتـــى صوت شخص الى مسامعه"افضل فيلم رومانسيـــي و بالسعــر المعقول "
التفت جاك إليه ليجد محل اشرطة الفيديو و البائع يصرخ بمغريات لجذب الزبائن ، فتقدم جاك إليه بهدوء و قال "بكم سعره؟"
قال الرجل بابتسامه عريضه"عشرين ورقة فقط"
اخرج جاك النقود من جيبه فقدمها للبائع و ناوله شريط الفيديو...!
في منزل إيمو...
و ضعت ايمو حقيبتها على مكتبها ثم استلقت على سريرها ، فمر امام عينيها ذلك الموقف السئ الذي حصل امام عيني ليون ، فنهضت مسرعه من سريرها قائله"لابد أن اذهب الى منزل ليون كي أشرح له الموقف يــــارب ان يتفهمني و ترجع الأمور كما يجب..."
ثم وقفت و توجهت الى خزانة الملابس...
في منزل ستــــان...
بعد أن وضع ستان حقيبته بانتظام على مكتبه توجه الى خزانة الكتب فأخرج احدى الكتب منها و قد كان عنوانها(اسرار التفاح)ثم توجه الى الأريكه و جلس عليها و بدأ بقراءة هذا الكتاب ...
في هذه اللحظة رن الهاتف الذي كان بجانبه..فقام برفع السماعه و إذا بصوت شخص يقول"ستصلك المعونه غداً ، آسفين لتأخرها"ثم أغلق الخط فتجاوب ستان معه و اغلق السماعه
فقال بعد ذلك"كالعاده!" وبدأ بأكمال قراءة الكتاب و لكن ما أن بدأ فيه حتى سمع صوت طرق الباب
فقال بهدوء"من يأتي في مثل هذا الوقت!"فوضع الكتاب جانباً ثم توجه الى باب المنزل...
و عندما فتحه لم يتفاجأ بما رأى!
قال جاك"هل استطيع الدخول؟"
قال ستان بهدوء"بالتأكيد"
دخل جاك المنزل فتوجه الى الأريكه مباشره و جلس عليها ثم قال"هل لديك جهاز الفيديو؟"
قال ستان"نعم"
قال جاك"لقد اشتريت شريط فيديو و أريد رؤيته لديك"
قال ستان"لا بأس"
فجلس ستان معه و قام جاك بتشغيل شريط الفيديو ثم ذهب للجلوس..
قال جاك في نفسه(أروع ما فيه أنه غير فضولي و لا يسأل عن شئ)
بدأ عرض الفيديو فكان عنوان الفيلم..حب بعد فوات الآوان..
قال ستان بسخريه"هه حتى أنتم اصبحتم تصدقوا هذه التفاهات"
قال جاك"لم تجربه حتى تتكلم عن الحب بهذه الطريقه"
قال ستان"و من قال لك!"
قال جاك "ماذا تقصد؟"
قال ستان"لا شئ ، تابع الفيلم اخشى أن يفوتك شئ "
صمت جاك قليلاً ... فبدأ بتذكر تورا وكأنه حرم على نفسه من تذكرهاَ!
فقال جاك بهدوء"ستان ، ربما أنت الشخص الذي سأثق بأنني ارمي ماأقوله في بئر عميق و مجهول"
نظر نحوه ستان و لم يتحدث ، فقال جاك"لم أكن أعلم ان الحب هو شيئان ..ام جنة سعاده او نار مؤلمه لو تصورت ان مصيري في الحب النار المؤلمه لحرمت نفسي من الحب نهائياً"
كان ستان ينظر اليه بوجه خالي من التعبير ، فأكمل جاك حديثه"لكن بعد أن بدأ قلبي بالنبض امام محبوبتي بدأت اشعر بأنني وقعت في الحب ، لقد كان شعوراً لا يوصف و انت تجلس مع من تحب و تتحدث معه لد رجة انني تمنيت لو اصبح عمري كله في الجلوس و التحدث معها و اكتشفت أنه في كل يوم يزداد حبي لها و لكن... بعد أن وقفت مع نفسي و قررت اخبارها حدث مالم أتصوره..."
ابتسم ستان بسخريه قائلاً"هذا غير مناسب عليك"
قال جاك"كل أنسان لديه قلب و لا يوجد أنسان لم يشعر به"
قال ستان"أشعر به..و لكنه شعور مختلف عن الجميع"
قال جاك"انت شخص غريب عن الجميع ، لماذا؟"
قال ستان"جميل أن تقولها بجرأه ، و لكن الحياه هي التتي تتحكم بسلوك الأنسان"
قال جاك"أنت قلتها ، تتحكم بسلوكه و ليس مشاعره"
قال ستان"أنت تجهل اشياء كثيره عني لم تعرفها أو يعرفها احد قبلك لذلك لا تناقشني فيما لا تعرفه"
هز جاك رأسه مجيباً فبدأ بمتابعة الفيلم بعد أن فاته الكثير...
و قفت ايمو امام منزل ليون ، فقالت موجهه كلامها لـ الحارس الذي يقف خارج منزلهم
قالت ايمو"يا عم ، هل ليون موجود؟"
قال الحارس"لا ليس موجود الآن"
شعرت ايمو بأحباط شديد و قالت"و هل تعرف إلى أين ذهب؟"
قال الحارس"ليس ذلك من عادتي"
قالت ايمو"شكراً"
شعرت بالأســـى من ذلك فخطر في ذهنها بأن ليون ربما يكون هارباً منها و لا يريد مواجهتها ، فعادت محطمة و لكن هُناك نقطة أمـــل موجوده في قلبها فذهبت و قد اتضح الآســـى على ملامح و جهها الحزيــن
في منزل لويس...
كانت لويس تقوم بغسل الآواني وهي حزينه جداً قائله في نفسها(يارب ساعدني ، يارب أن لا يتم فصلي..لا يعقل ..لم يتبقى لي إلا سنة واحده و أتخرج ..لا أريد أن يذهب تعب السنين و أنا أدرس هباء..و أيضاً لا.....لا توجد غير طريقة واحده لرؤية ستان ..و هي المدرسه...يارب ساعدني..)
في هذه الأثناء أتى صوت عمة لويس وهي تصرخ قائله"لويس تعالي لجلب بعض الطلبات الخارجيه"
ابتسمت لويس قائله في نفسها(الحمدالله استطيع الخروج الآن...اتمنى أن يساعدوني صديقاتي)
في العلييه و تحديداً غرفة كارين...
كانت كارين تجلس على الأريكه و هي تتصفح أحدى المجلات فأتى صوت طرق الباب فقالت"تفضل"
و عندما دخلت عرفت بأنها اختها الصغرى نيرا..
فقالت كارين"ماذا تريدين؟"
قالت نيرا"أريد أستشارتك في شئ.."
قالت كارين"إذاً اجلسي"
فجلست أمامها اختها نيرا و قالت بخجل"كارين ، في الحقيقه أنا..أنا احب فتى يدرس معي في نفس الصف"
قالت كارين "تحبينه!"
قالت نيرا"نعم كثيراً و هو ايضاً يحبني"
قالت كارين"و ما المشكله في ذلك"
شعرت اختها بالحزن و التردد ، فقالت كارين بغضب خفيف"قولي ما لديك أنا لست متفرغه لكِ"
قالت نيرا"أنه..أنه من عائله فقيره جداً جداً و يعيش هو مع أهله جميعهم في غرفه و احده"
قالت كارين"مـــــــــــاذا؟!!"
قالت نيرا"و لكنه يحبني و أحبه كثيراً"
قالت كارين بغضب"و هل تريدين أن تعيشي غداً معه في غرفة واحده مع أهله"
قالت نيرا"لا بالتأكيد ، سيتحسن مستواه المعيشي و سيصبح أفضل ، لقد وعدني بذلك"
قالت كارين بغضب"أنه يستغلك لأنك من مستوى أعلى منه ..ماذا لو وصل الخبر لأمي غداً و علمت انكِ تمشين مع شخص فقير..ربما ستقتلك لأنها أفسدتِ سمعتها"
قالت نيرا بحزن"و مــاذا أفعل؟"
قالت كارين بثقه"أتركيــه و ستجدين فتيان أروع و أفضل منه حتى في مستواهم المعيشي"
وقفت نيرا قائله بحزن و غضب"لا مستحيل أن أتركه أنا أحبـــه ، أتفهمين أحبه"
ثم خرجت من الغرفه راكضه ، فقالت كارين"فتاه غبيه ، لتتحمل نتيجة أخطائها وحدها"
و قفت كارين ثم توجهت إلى الباب و خرجت إلى الدور السفلي فجلست أمام التلفاز
و صرخت بصوت عـــالٍ"لويـــــس ، أحضري لي كوبـــاً من الشـــــــاي"
ردت و الدتها من بعيد"لقد أرسلت لويس إلى المتجر ، انتظريها حتى تعود"
اتسعت عيناي كارين ، فقالت لوالدتها"مـــــاذا؟..أرسلتيها إلى المتجر.."
ثم قامت و توجهت راكضه إلى باب المنزل ثم خرجت من المنزل مسرعه قائله في نفسها(بالتأكيد ستستغل الفرصه و تذهب لطلب المساعده من احدى صديقاتها الغبيات..)
ركضت كارين بأسرع مالديها و ماهي إلا ثوانِ حتى تباينت لويس أمام عينيها وهي تمشي على الرصيف متجهه إلى المتجر ، فصرخت كارين بصوت مرتفع"لــــــــــــويس...توقفــــــــــي"
شعرت لويس انها سمعت اسمها فتوقفت و نظرت للخلف فإذا بكارين تقف امامها وهي تتنفس بسرعه قائله"أعطيني و رقة الطلبات و انا التي سأذهب لأحضارها من المتجر"
قالت لويس"و لكن عمتي هي من طلبتها مني"
قالت كارين بغضب"لا شـــأن لكِ ..سأوصلكِ الآن الى المنزل و إذا سألتك و الدتي قولي بأنها ارادت ان تذهب الى المتجر لتحضر الطلبات بدلاً عني ..هيا بسرعه أمامي إلى المنزل.."
شعرت لويس بالحـــزن و اليأس لكل ما خططت له فرجعت الى المنزل مكسورة الخاطر...
في منزل ستان...
انتهى جاك من مشاهدة الفيلم و كان ستان يجلس معه و لكنه كان يقرأ كتابه اسرار التفاح و لم يهتم بمتابعة الفيلم!
قال جاك"رائع ان تكون نهاية الفيلم سعيده"
قال ستان"يبدو أنك كنت مندمج في المتابعه"
قال جاك "تخيلت انني البطل ، لذلك اشعر بالسعاده كونه التقى بحبيبته في النهايه"
حل الصمت بينهما قليلاً...
ً ثم قال جاك"ستان ، هل هذا منزلك"
قال ستان "سؤال غريب و اجابته نعم"
قال جاك"و هل تعمل و تأخذ أجراً على ذلك؟"
قال ستان"لا"
قال جاك"و كيف تستطيع الأنفاق على نفسك"
قال ستان"هُناك من ينفق علي شهرياً"
قال جاك"من؟"
قال ستان"لا أعرف"
قال جاك"كيف ذلك؟"
قال ستان"شخص مجهول"
شعر جاك بالأستغراب و لم يتحدث اكثر فقام و أخرج شريط الفيديو ثم قال"اشكرك على ضيافتي"
لم يرد عليه ستان ، فتوجه جاك الى باب الخروج و قال بحزن هادئ"اليوم هو أسوأ يوم مر علي في حياتي"
ثم خرج و أغلق الباب خلفه ...
قال ستان محدثاً نفسه(لقد تغير بمجرد الحب..لا يجب ان أهتم به)
الساعه8:00 مســــاء
في منزل تورا...
قالت والدة تورا"هذه قائمة الطلبات اذهبي و احضريها من السوبر"
قالت تورا بكسل"أمـــي لا أستطيع اطلبي ذلك من أخي الأكبر"
قالت والدتها"اخاكِ غير موجود و وهاتفه النقال مغلق "
قالت تورا"حسنـــاً"
اخذت تورا القائمه من و الدتها و خرجت لجلب ماتريد منها و الدتها..
و في طريقها إلى السوبر اختصرت تورا على نفسها فذهبت من طريق آخر مخيف قليلاً لكنه مختصر و ستصل مبكراً الى السوبر ..
و لكنها شعرت أنها لمحت جاك..فاقتربت أكثر من الشارع الآخـــر و بدأت تقترب أكثر فأكثر إلى أن تأكدت أن الشخص الذي يعطيها ظهره هو جاك ، فصرخت بصوت عالٍ"جــــــــــــــــــــــاك"
سمع صوتها جاك فالتفت لها و تفاجئ بأنها تورا..فشعرت تورا بسعاده وهي تقترب منه قائله
"جاك ، أخيـــراً وجدتك"
قال جاك محاولاً اخفاء الحزن الشديد الذي في قلبه"و هل بحثتم عني؟"
قالت تورا"في كل مكان ..انا و راي بحثنا عنك كثيراً "
قال جاك"ألم تريني مع خطيبك!"
شعرت تورا بالتردد و قالت"و...وجـ ـ ـدتك و لكن لم أستطع أنـ ـ .."
قاطعها جاك قائلاً"لا بأس"
قالت تورا"جاك لقد هربت من المدرسه و هذا خطر عليك ، مالذي حل بك ؟ ما سر هروبك من المدرسه ؟أشعر انك اصبحت غريب جداً"
نظر جاك للأسفل قائلاً"لا شــــــئ"
قالت تورا بغضب"كيف لا شــــــئ؟ !"
قال جاك بحدة غضب"لا شـــئ يعني لا شــــئ"
شعرت تورا بالخوف قليلاً من غضب جاك فقالت بهدوء"و منذ متى و انت تغضب بجديه"
قال جاك"منذ اليوم"
قالت تورا"لمـــاذا؟"
قال جاك بغضب"لا تتدخلي فيما لا يعنيكِ ، اذهبي لخطيبك أفضل من التحدث معي في اشياء تافهه"
قالت تورا بحزن"أتقول هذا الكلام لـــي!"
ادار جاك ظهره لها و قال"منذ اليوم لاتتدخلي في شوؤني و لا اريد أن أراكِ"
قالت تورا بصوت غاضب ممزوج بحزن"و مالذي فعلته بك حتى تتحدث معي بهذه الطريقه"
صمت جاك و لم يرد عليها و قد ظهرت عليه ملامح الحزن الشديد ، فقالت تورا "أحمق ، انا أثق في أنني لم أفعل شيئاً يستحق هذه المعامله معي ، أنت الذي أخطأت و ليس أنا ، أنك شخص لا تستحق مجرد التفكير فيه ، احمـــــــــــــــــــــــق"
قال جاك بهدوء"و منذ متى و أنتِ تفكرين بي؟!"
نظرت تورا للأسفل و قالت"أقسم انك لست جاك..."
مشى جاك بضع خطوات ثم توقف قائلاً"صحيح ، مبارك عليك ذلك الوسيم"ثم أكمل طريقه..
قالت تورا بحزن"جاك ..جاك توقف..انت لا تهتم لقلقي و لكن أهتم لقلق و الدتك المسكينه"
توقف جاك و قال"انا ذاهبُ إلى المنزل"
صمتت تورا و بدأت تراقبه من بعيد و هو يتلاشى مع الظلام تدريجياُ قائله في نفسها(هذا ليس معقول ، أيعقل أنه اصبح بهذا الشكل في أقل من يوم ، لم يكن بهذا الشكل صباح اليوم..لقد اراد اخباري شيئاً ولكن...بعدها ..بـ ـعـ ـدها ..لا...أيعقل انه بعد ان سمع خبر خطوبتي..لا..)ضحكت تورا قليلاً ثم بدأ وجهها يميل إلى الحزن تدريجياً قائله(لا يمكن أن يكون جاك....لا مستحيل )حدقت تورا بعينيها قليلاً و استرجعت الموقف الذي حصل في الصباح و هروبه المفاجئ بعد أن علم بخبر خطوبتها ...فقالت"جاك ، أيعقل أنك تعاني مثلما كنت أعاني أنا..!!"
بدأت عيناها تدمعان و شعرت برغبه غريبه في البكاء لا تعلم سببها و لكن ربما لأنها تستطيع فهم معاناة جاك الذي يمر بها و هو فقدان الحبيب..!نزلت دمعه على خد تورا ، فقالت بنبرة حزن شديده"مسكين جاك.."
في هذه الأثنـــاء ، أتــــى شخص مجهول و وضع يده على فم تورا و سحبها معه بقوه!!!
كان جاك يمشي بين الأرصفه ، قائلاً في نفسه(أقدر حجم المعاناه التي مرت بها تورا مع المعلم جاي ، لم أتصوره بهذا الآلـــــــم...و لكن..لماذا كنت قاسياً معها؟...أحمق !..أنا استحق وصفي بهذا ..)
في هذه اللحظه أتت إلى مسامـــع جاك صوت صـــــــــراخ فتاه!
فتوقف عن المشي و قال"صوت صراخ....فتاه!....تورا"
ثم انتظر حتى يتكرر الصوت ليتأكد مما سمع و لكن ظن في نفسه أنه يتوهم..فرجع و أكمل طريقه
..ثم توقف مرة أخـــرى ..و نظر للخلف قائلاً"لم أبعد كثيراً عن المكـــان"
فرجع راكضــــــــاً بســــرعه..
و ما أن وصل إلى مكانه هو و تورا...لم يجد أحداً هناك..
فقال"يبدو انها ذهبت من طريق آخـــر"
ثم ادار ظهره ليرجع إلى ماكان إليه و لكنه.. شعر بوجود شخص خلفه فالتفت بسرعه فلم يجد أحداُ فتقدم قليلاً إلى احدى الممرات الضيقه التي تؤدي إلى الشارع الآخـــر و ما أن وجه نظره إليه
إذا بشخص مجهول يسحب جاك بقوه و يضع المسدس على عنقه..
صرخ جاك "أتركنــــي ياأحمق أتركنـــــــي"
قال الرجل الذي يضع المسدس على رقبة جاك و قد كان يرتدي قناع على وجهه"إذا لم تصمت سنقتل الفتاه"
نظر جاك أمـــامه فتفاجئ عندما رأى تورا و هي تبكي خائفه و يضع رجل آخر مقنع المسدس على رأسها
فشعر بالخوف الشديد عليها خصوصاً بعد قولها له و هي تبكي"جاك ، ارجوك ساعدني"
فـ رق قلبه لها كثيراً و قال"ماذا تريد مني؟"
قال الرجل المقنع"اريد المـــــــال و هل يوجد شئ أروع من المـــــال"
قال جاك"ليس لـــدي شيئ الآن"
قال الرجل بسخريه"بالتأكيد فتى أبله لا يملك ورقه و احده"
قال جاك"إذاً كيف تريده مني و أنا لا أملك شيئاً"
قال الرجل"والدتك ، بالتأكيد تملك المجوهرات"
قال جاك"انا من عائله فقيره لا أملك شيئاً"
قال الرجل بحده"كـــــــــاذب، و لا تكلمني بهذه الطريقه ايها الغبي و ستذهب رغماً عنك و تسرق مجوهرات و الدتك و ستكون تحت رعايتنا إلى أن تسلم لنا المجوهرات و المال و إذا رفضت و أخطأت و لو القليل فالفتاه التي أمامك ستكون على قبرها"
قال جاك"حسناً ، سأفعل ما تريدونه ولكن تعهدوني بأنكم لا تأذون تورا"
قال الرجل و هو يضحك بسخريه"و لد مطيــــع و مخلص لـ حبيبته!"
في هذه اللحظه أتت إلى مسامع الرجلان المقنعان صوت دوي الشرطه فشعرا بالخوف
و قال الرجل الذي يمسك بـ تورا"دعنا نهرب سيدي ، ربما الشرطه تبحث عنـــا"
قال الرجل الذي يمسك بـ جاك"هيا بسرعه قبل أن يتم اكتشافنا"
فترك الرجل جاك و رمى الرجل الآخر بتورا أرضاً فهرب الأول و عندما أراد أن يلحق به الثاني للهروب سقط قناعه فأتضحت ملامحه و رأها جاك و تورا ، فنظر نحوهم الرجل و قال بغضب"عرفوا شكلي!"
ثم قام بتوجيه المسدس ناحيتهما و كانت تورا أقرب له ، فأخذها جاك و دفعها بعيداً و أطلق الرجل طلقتان
فصرخت تورا بصوت مرتفع جداً جداً عندما رأت الرصاصاتان تخترق قلب جاك ..!
و هرب الرجل مباشره و بسرعه خوفاً من ان تقبض عليه الشرطه بعدما استطاعوا تحديد المكان و ذلك بصراخ تورا و صوت الطلقتان..
كانت تورا تجلس أمام جاك الملئ بالدمــــاء ..فاقتربت منه قليلاً وهي تنظر إليه و قد كانت مصدومه بشده و غير مصدقه مما تراه أمام عينيها و هو ساقط على الأرض والدم يخرج بغزاره من قلبه فهزت تورا رأسها نافيه لما حصل و اقتربت كثيراً من جاك فقالت بنبرة بكاء قويه"جاك!..أنت..بخير"
لم يرد عليها جاك..فرفعت رأسه و قربته كثيراً من وجهها فوضعت عيناها بعيني جاك و قالت بنبرة بكاء"جاك ..أنت...بخير"
استطاع جاك أن يحرك شفته بصعوبه "تـ ـ ـ ـورا...أنــ ـ ـا...."
كانت هُناك بقع دم على وجه جاك ، فأكمل قائلاً بصعوبه بالغه"احبـك"
سقطت دمعه...لا.. بل دمعات من عيني تورا على وجه جاك فهزت رأسها نافيه قائله وهي تبكي "لا...لا..."
قال جاك و هو يبتسم ابتسامة الوداع لـ تورا و بصعوبه"رائـ ـ ـع أن أمـ ـ ـ ــوت فيـ ـ حضـ ـنكـ.."
قاطعته تورا بغضب وهي تبكي"لن تموت...لن تموت ..جاك أنت بخير صحيح أنت بخير لا تقول كلام لا جدوى منه.."
قال جاك و قد سقطت دمعه منه"هنيئاً لخطيبك بك..أتمنــ ـ ـــى لك حياه سعيـ ـ ــده معـ ـه ، إنه محظوظ بكِ كثيـ ــراً"
صرخت تورا في وجه جاك و هي تبكي "لا..أنــا..أنا ايضاً احبك ياجاك أرجـــ ـ ــوك لا تتركني جاك لا تتركنـ ـ ـــي أرجـــــ ـــوك سأكون وحيده بدونك"
صرخت تورا بصـــوت مرتفع "أرجــــــــــــوكم نحتـــــــــــــاج إلى المساعده فليساعدنا أحـــــد"
بدأ تنفس جاك يزداد صعوبه فحرك شفتيه و كأنه أراد أن يقول كلمة أخيــره لـ تورا ، فأستجابت تورا له و بدأت منتظره لما سيقوله و..لكن ..يبدو أن القدر كـــان أســــرع من ذلك...!
هزت تورا رأسهــــا نافيه ، غير مصدقه.. فقالت بهدوء"جاك..لا...تموت..لاتموت"
فضمت جاك بقـــوه إلى صدرها وهي تصرخ باكيــــــه بكـــاءً مريـــر
"جــــــــــــــــــــــــاك... "