بسم الإله الرب الصمد السلام عليكم و رحمة الله و بركاته إني لطالب ما زلت أدرس .. و اهوى القراءة بكثرة قراءة كتب الفقه و السيرة و التفسير ... بدأت حياتي الدينية منذ سنتين تقريبا ... و في البداية كنت اسمع المعلومة من هنا .. و من هنا و من هنا ... حتى بعد فترة صرت شغوفا بالقراءة أكثر .. فأكثر و كانت اي معلومة اتلقاها ... فورا استشعر كأنها شئ كبير "لأني جاهل كبير" ... و اغتر بها فأقولها لهذا و هذا على اساس انها معلومة حصرية لا توجد إلا عندي !! و في الحقيقة إن هذه المعلومة كبيرة في حقيقتها ... لكن الذي ليس كبيرا هو الإغترار بها ... بل إن هذا هو عين الجهل ! و شوية شوية ... شغفت بالعلم أكثر ... حتى أني من جهلي صرت أعادي اي إمام او داعية او شيخ يقول كلمة لا تتفق مع عقلي !!! من جهلي .... صرت أصدق بأشياء مكذوبة على الشيعة من جهلي صرت اعارض كلام كبار الأئمة كالألباني و الشعراوي و عبد الحميد كشك و ابن باز و ابن عثيمين ...إلخ من جهلي بدأت اتكلم فيما لا اعرفه من الدين و افتى به بإجتهاد مني بغير علم !! من جهلي صدقت أشياء مكذوبة على الوهابية السلفية !! .....إلخ لكني .... عرفت ما معنى العلم ... معنى العلم جمعه الإمام الشافعي في هاتين البيتين : أخي لـن تـنال العـلم إلا بـسـتٍ *** سـأنـبـئك عـن تـفصيلها ببيان ذكاء و حرص و إجتهاد و بُلغة*** و صحبة أستاذ و طول زمان و كان أول شئ ساعدني على اخذ العلم ... الصبر لأن الصبر من اهم الأدوات و اهم الاشياء التي امرنا ص الله عليه و سلم بها لما فيها من مصلحة للعباد و لذلك قيل (الصبر مفتاح الفرج) ثم بعد زمن ... ازددت علما و لله الحمد غير سابقا .... فلمت نفسي على ما فعلته سابقا من التسرع في الفتوى و قبول الأحكام و الإستحسان !! عرفت فيما بعد ان كلام هؤلاء الأئمة الذين كنت اعارضهم هم اعلم مني فعلا .... عرفت الحقيقة بالعلم عرفت بعد العلم ... أن لولا الصبر و التثبت في الشئ قبل فعله ... هو اهم شئ في الحياة عرفت بالعلم أنني مهما بلغت من العلم فإني لن ألأصل لنهايته فــ "العلم لا سن له" و ان العلم الذي أود بكل قلبي تحصيله هذا لن أناله إلا بالصبر فطول زمانٍ... و أني لن انال حلاوة العلم إلا بالتواضع لأن من تواضع لله بشئ رفعه .... و اعلموا اني لففت كل المذاهب ... و جربت كل الأديان و الطوائف ... جربت التشيع و جربت التفلسف .. و جربت النصرانية و جربت اليهودية ..... فكرت في كل منهم ... فكرت في عقيدة كل منهم .... لكني لم اجد في النهاية إلا ان ارجع لعقيدة اهل السنة و الجماعة ... وجدت انها الأم و أليق و اوسط شئ يدخل دماغي ... وجدت انهم يعتمدون احاديث صحيحة في مذهبهم ...إلخ فتدبر أخي ..... أنظر في كم شئ انا "تُهت" وسطها .... و وجدت حل كل منها بشئ واحد فقط ... هو العلم و العلم له ضوابط و احكام و نصيحتي لكل شاب مثلي شغوف بالقراءة و التثقف ... لا تتسرع "لا تحرك به لسانك لتعجل به إنا علينا جمعه و قرآنه" لا تتسرع فالعلم جبل يجب ان تتسلقه بأبطأ و أهدأء تؤدة .... فإذا تسرعت في تسلق هذا الجبل وقعت منه و اصبت و ربما هلكت !! قال الشافعي : كلما أدبني الدهر أراني نقص عقلي و كلما أزددت علما زادني علما بجهلي و قد اخذ طاووس اليماني العلم عن
50صحابيا .
يقول
((ما من شئ يتكلم به ابن ادم الا احصي عليه حتى انينه في مرضه)) الحلية4/4 .
و من عوامل حب العلم و اخذه ... ان نترك المعاصي ... فإنها منسية للعلم و لذكر الله : قال الشافعي : شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي ***و قال لي بأن العلم نورُ و نور الله لا يُهدى لعاصي و في التواضع : و قال
: انا لسنا بالفقهاء و لكنا سمعنا الحديث فرويناه و لكن الفقيه من اذا علم عمل
حلية الاولياء ج4
أقوال في طلب العلم : و جاء في الحلية لابي نعيم جــ
2 ،أن محمد بن سيرين كان دائما يقول ((إن هذا العلم دين فأنظروا عمن تأخذون دينكم)) .
قال الامام احمد بن حنبل
:
العلم خزائن يقسمه الله تعالى لمن احب، لو كان يخص بالعلم احدا لكان بيت النبي ص اولى
.
عن يحيى بن مُعاذ
(لا تطلب العلم رياءاً و لا تتركه حياءاً))
عن سعيد بن المسيب
:
((من أستغنى بالله أفتقر الناس إليه ،الدنيا نذلة-حقيرة- و هي إلى كل نذل أميل ،و أنذلُ منها من أخذها من غير وجهها ووضعها في غير سبيلها)) .
و قال
:
((إنه ليس من شريف و لا عالم و لا ذي فضل إلا و فيه عيب، و لكن من الناس من لا ينبغي ان تذكر عيوبه .من كان فضله اكثر من نقصه وهب نقصه لفضله)) .
و قيل عنه
:
((والله ما أراه مرّ على أذنه شئ قط ..إلا وعاه قلبه)) قاله عمران بن عبد الله الخزاعي في شأن سعيد رحمه الله .
و روى الطبراني في معجمه الاوسط عن ابن عباس ان النبي ص قال
:
((علماء هذه الامة رجلان رجل آتاه الله علما فبذله للناس و لم ياخذ عليه طعما و لم يشتر به ثمنا قليلا فلذلك يصلي عليه طير السماء و حيتان الماء و دواب الارض و الكرام الكاتبون يقدم على الله سيدا شريفا حتى يرافق المرسلين و رجل آتاه الله علما في الدنيا فضنّ-أي بخل- به على عباد الله و اخذ عليه طعما و اشترى به ثمنا قليلا فذاك ياتي يوم القيامة ملجما بلجام من نار و ينادي مناد على رؤوس الاشهاد هذا فلان بن فلان آتاه الله علما في الدنيا فضن به على عباد الله و اخذ عليه طعما و اشترى به ثمنا قليلا ثم يعذب حتى يفرغ من الحساب)) . الترغيب و الترهيب1/100 ،مجمع الزوائد1/124 .
و قال ابراهيم بن يعقوب الجوزجاني حدثنا الحجاج بن نصر ثنا هلال بن عبدالرحمن الحنفي عن عطاء بن ابي ميمونة عن ابي سلمة قال قال ابي هريرة و ابوذر باب من العلم نتعلمه احب الينا من الف ركعة تطوعا و باب نعلمه عملنا به او لم نعمل به احب الينا من مائة ركعة تطوعا
و قالا سمعنا رسول الله يقول
اذا جاء طالب العلم الموت و هو على هذه الحال مات و هو شهيد
و عن علي (رضي الله عنه) : من طلب العلم كانت الجنة في طلبه .
و عن علي بن ابي طالب (رضي الله تعالى) عنه انه قال : *الناس رجلان عالم رباني و متعلم على سبيل النجاة و سائرهم همج رعاع اتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح و العلماء باقون ما بقى الدهر و اعيانهم مفقودة و امثالهم في القلوب موجودة* و لان منفعة العمل لنفسه خاصة و منفعة العلم ترجع الى نفسه و الى الناس عامة فصار هذا افضل لإن النبي (ص) قال: خير الناس من ينفع الناس
و عن عبد الله بن عباس (رضي الله تعالى عنهما) قال: (تذاكر العلم ساعة من الليلة احب الى الله من احيائها)
و عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه انه قال :
(عليكم بالعلم قبل ان يقبض _و قبضه ان يذهب اصحابه_ و عليكم بالعلم فان احدكم لا يدري متى يفتقر اليه) .
و قال الزهري : إنما يُذهب العلم ترك المذاكرة ،و ما أستودعت قلبي علما فنسيه ،و ما عبد الله بشئ أفضل من العلم .
و قال :كنا ناتي العالم فما نتعلم من ادبه احب الينا من علمه .
و قال: ((العلم واد ..فاذا هبطت واديا فعليك بالتؤدة حتى تخرج منه فانك لا تقطع حتى يقطع بك)) .
و قال (حضور المجلس بلا نسخة-علم-ذلٌ)) .
و يروي ابن ابي الزناد عن ابيه انه قال: ((كنا نكتب الحلال و الحرام و كان ابن شهاب الزهري يكتب كل ما سمع فلما احتيج له علمت انه اعلم الناس)) .