04-13-2010, 05:25 PM
|
|
250 مريضًا في خطر الانقطاع الكهربي والموت يتسارعان في غزة [ 13/04/2010 - 03:21 م ] مرة بعد مرة تتكرر أزمة الكهرباء في قطاع غزة المحاصر لتتخذ شكلاً جديدًا وخطرًا مغايرًا يشتدُّ وقعُه في كل مرة عن سابقاتها، خاصةً أن الملاحظ اشتراك عدة جهات في افتعال هذه الأزمة؛ التي يبدو أن لها أبعادها السياسية؛ حيث تحرص بعض الجهات على إبقاء جذوة المعاناة مشتعلةً لدى سكان القطاع المنكوب.
ورغم ما ورد من معلومات حول تورط جهة فلسطينية في هذه الأزمة فإن المواطن الغزي هو من يدفع الثمن، وبالأخص مرضى القطاع الذين تعتمد حياتهم على أجهزة تدار بالكهرباء، بعد أن أغلقت في وجوهم المعابر وفقدوا فرصتهم في العلاج.
يحدثنا الدكتور نافذ نعيم مدير قسم الكلى في مستشفى "الشفاء" بمدينة غزة عن معاناة المرضى في هذا القسم، خاصةً بعد مرور ما يزيد على ألف يوم على الحصار، فيقول: "مدة الحصار لا تهم، فالحصار هو الحصار، سواءٌ كان يومًا أو ألف يوم، خاصةً أن مستلزمات غسيل الكلى تأتي عبر الحدود؛ أي "توريد خارجي"، فلا يوجد صناعات محلية تؤدي هذا الغرض وتسد حاجة المستشفيات.
ويوضح نعيم أن "المعاناة ستظل مستمرةً، طالما أن الأوضاع السياسية ستبقى كما هي، فلا يوجد احتياط إستراتيجي لدينا"، ويضيف: "انقطاع التيار الكهربائي له أثر كبير في سير العمل في القسم خاصة للمرضى الذين يحتاجون لعملية غسيل الكلى بشكل يومي, فانقطاع التيار الكهربائي عن حالة الغسيل يؤدي إلى تجلط الدم، رغم أن المدة المحصورة ما بين انقطاع التيار وتشغيل المولد الكهربي لا تتجاوز الدقيقة الواحدة إلا أنه يحدث هذا التجلط، وفي أحيان أخرى يحتاج المريض لإعادة عملية الغسيل مرةً أخرى، وهذا كله ينعكس بالسلب على صحة المرضى". تقليص في الخدمات
ويتابع نعيم: "بسبب الأوضاع الراهنة اضطررنا لتقليص ما نقدمه من خدمات لمرضى الفشل الكلوي؛ حيث أصبح لمريض يغسل مرتين أسبوعيًّا بدل ثلاث مرات كما هو الحال في باقي المستشفيات، كما أن كفاءة الجلسة غير متوفرة بسبب انقطاع التيار الكهربائي، ولذا ماكينة الغسيل تعمل أكثر من الطاقة المفترضة لها، حيث تشغل أكثر من العمر الزمني المفروض لها (حوالي15 ساعة من أصل 9 ساعات فقط)، وهذا التشغيل يؤثر على كفاءة الجهاز وتشغيله والذي يعتمد على الساعات المستنفذة في التشغيل، كما أن هناك نقصًا في الأجهزة بشكل عام، ففي هذا القسم (وحدة الغسيل الكلوي) أجهزة معطلة"، مشيرًا إلى أن بعض المرضى أُجبروا على توقيف علاجهم الدوري اليومي أو الأسبوعي بسبب تكرار انقطاع الكهرباء وصعوبة تشغيل المولدات لنفاد الوقود اللازم لتشغيلها.
وأضاف أن الحصار المشدد في الأسبوعين الأخيرين أعاق علاج 600 مريض بالكلى من بينهم نحو 400 مريض موجودون في القسم بالمستشفى 00 مريض في العيادة الخارجية. مرضى الكلى علي الشامي (65 عامًا) يعاني من الفشل الكلوي منذ سنوات، ويواجه صعوبات في استمرار العلاج ويحتاج لجلسات دورية منتظمة لغسيل الكلى، ولكن بسبب الحصار وقلة المواد التي يحتاجها الغسيل وتكرار عملية انقطاع التيار الكهربي في الجلسة الواحدة، اضطره ذلك لتقليص عدد جلسات الغسيل إلى جلستين غسيل أسبوعيًّا؛ ما أدى إلى تدهور حالته الصحية. أما السيدة إلهام حمش (45 عامًا) المريضة بالكلى فتوضح أن معاناتها تفاقمت بسبب أن الأجهزة اللازمة لعملية الغسيل كثيرًا ما تتوقف، ومنها ما يتعطل أثناء الجلسة بسبب ضعف التيار الكهربي وتكرر انقطاعه وتشغيل المولدات. وتضيف: "الأجهزة تعمل أكثر من طاقتها بعد عطل مجموعة منها، ورغم أنني أحتاج إلى 3 جلسات غسيل أسبوعيًّا إلى أنني اضطررت بسبب الوضع الحالي لتقليص ذلك؛ ما أثر سلبًا في صحتي التي تتدهور يومًا بعد يوم" داعية المؤسسات المعنية في العالم إلى أن تقف بجانب الشعب الفلسطيني المحاصر وتنظر للوضع الصحي الذي تدهور بسبب انقطاع الكهرباء المتكرر في قطاع غزة. مرضى القلب وضع قسم القلب لم يكن بالأفضل حالاً من سابقه، لا سيما أنهما (الكلى والقلب) القسمان الأهم في أي مستشفى، والأكثر خطورة وحساسية كذلك، ويكلفان المستشفيات الكثير من الجهد لتحسين الخدمة المقدمة للمرضى باستمرار وهذا ما يثقل كاهل المسؤولين. ويعاني هذا القسم كثيرًا من حصار مفروض عليه منذ سنوات أربع، ناهيك عن أزمات متكررة تتمثل في انقطاع التيار الكهربي اللازم لتشغيل الأجهزة، وما بين انقطاع التيار وإعادة وصله عن طريق تيار مولد كهربي تمر الدقائق مؤلمة وحاسمة في حياة المريض الفلسطيني، فجهاز رسم القلب يحتاج إلى ورق خاص غير متوفر والقسم كله متوقف على عمل هذا الجهاز وكذلك جهاز قسطرة القلب الذي لا يوجد غيره في قطاع غزة.
الدكتور حسين عاشور، مدير مستشفى الشفاء -وهو المستشفى الرئيسي بمدينة غزة- اشتكى من افتقار المستشفى للمعدات الطبية ومستلزمات طب الأطفال، كما اشتكى من الضغط الهائل على الأجهزة المتبقية لديهم بسبب تعطل الكثير منها بسبب انقطاع التيار الكهربي في قطاع غزة في الأيام الماضية. وقد حذَّرت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة من كارثة صحية محتملة نتيجة الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي بعد منع الاحتلال تزويد محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة بكميات جديدة من الوقود الصناعي اللازم في تشغيلها. وقال مدير الإسعاف والطوارئ في الوزارة معاوية حسنين: "لدينا بعض الوقود في المستشفيات الكبرى في قطاع غزة ولكن هذه الكميات لا تكفي لتشغيل مولدات الطاقة بالمستشفيات على مدار الساعة في حال انقطاع التيار الكهربائي المستمر منذ أيام". وأضاف: "في حال استمر انقطاع التيار الكهربائي فإن الأيام القادمة ستشهد سقوط 250 ضحية توجد على أسرَّة العناية المركزة ووحدة القلب، في أقل من ساعة". وبين حسنين أن انقطاع التيار الكهربائي سيؤدي إلى تعطيل العمل داخل بنوك الدم المختبرات وعدم الحفاظ على التطعيمات في ثلاجات المستودعات المركزية.
هذه المخاطر أدت بالمدير التنفيذي لشركة كهرباء فلسطين ورئيس مجلس إدارة محطة توليد كهرباء غزة إلى أن يناشد جميع الأطراف العربية والدولية والفلسطينية إلى المسارعة في إيجاد حل جذري لمشكله انقطاع التيار الكهربائي في قطاع غزة بسبب توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة بقطاع غزة عن العمل بشكل كامل قبل أيام بسبب نفاذ كميات الوقود اللازم لتشغيلها. وطالب صايل المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسسات حقوق الإنسان بضرورة التدخل الفوري والعاجل والضغط على الاتحاد الأوروبي لعدم تكرار حدوث هذه الأزمة التي تسبب الكثير من المعاناة لمرضى قطاع غزة.
__________________ |