كان مالك بن دينار يقول :"مارأيت أحداً أبلغ من الحجاج ، كان يرتقى المنبر فيذكر إحسانه إلى أهل العراق . وصفحه عنهم ، واساءتهم إليه ، حتى أقول فى نفسى ؛ أحسبه صادقاً ، وإنى لأظنهم ظالمين له." !!
إلى هذه الدرجة يتميز البُلغاء والفُصحاء فى توصيل المعلومة وطنس الحقيقة وحتى تلبيس الحق بالباطل ، ويميزهم جرأتهم ومنطقهم الملوى لحجب الحقائق يخدمهم فى التشكيك فى كثير من الأمور بالإضافة إلى حلو كلامهم ، لكى يستدرجوا الكثيرين من ضعاف الإيمان إلى طريقهم.
وهذا هو منهج العلمانيين :
حيث يعتمدون فى أحاديثهم وكتبهم على أن يذكروا جمال العلمانية ونجاحها فى دول كثيرة ويعددون مناقب تلك الشعوب الآخذة بذلك المنهج وكيف أن إبتعادهم عن الكنيسة وشرائعهم التى تقيد فكرهم وتطورهم وتشدهم إلى الوراء قد ساهم بشكل عظيم فى رُقيهم بالإضافة إلى مقارنتهم ذلك بنموذج اسلامى علمانى كتركيا ونجاحها اللافت للنظر على المستوى الدولى وأيضاً ماايزيا. ويقارنون ذلك مثلاً بنظام طالبان فى أفغانستان والنظام السودانى وماسببه فى دولته وبقية الدول العربية الساقطة مجتمعيا واقتصاديا ، مع تأكيدهم أن هذا السقوط والفساد يرجع إلى إعتماد تلك الدول على الدين الإسلامى كموجه اول وربما وحيد !!
ولكى يتم تغليف هذا الحديث المنافى لأبسط قواعد الإيمان بغلاف جميل وزاهى ألوانه يسر الناظرين يقولون : "ولكن الدين الإسلامى براء من السقوط ولكن عصر إستخدامه قد إنتهى فقد كانت أموره خاصة بعصر معين أيام البداوة والصحراء منذ خمسة عشر قرناً ولكن الآن مع المدنية وتطور المجتمعات يجب الأخذ بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن (أنتم أعلم بأمور دنياكم) والرسول برىء من أقوالهم قبل أفعالهم ، فالشرائع والقوانين بها من الحواسم ماهو قاطع الدلالة على الإتيان به وتعطيلها هو حرب لله ورسوله فى أى مكان أو زمان .
والنقطة التى أتعجب منها هى إستدلالهم بفشل النطام الإسلامى فى أفغانستان ممثلاً فى طالبان ولكن السؤال الحقيقى ... هل فشل النظام الإسلامى فى هذه الدول لنواقص فيه ؟؟؟ أم إنه شابه تقصير من الحكام ، واختلط الإسلام لديهم بميول شخصية وسوء فهم وترجمة لنصوص مع عدم وجود علماء حقيقين يستطيعون توجيه الشعب ومن قبله حكامه إلى صحيح الأمور.
ومن هنا فانا أعتبر هؤلاء الداعين إلى العلمانية مثل الدجال بالضبط ... فهو يأتى ومعه ناره وجنته وجنوده من الجان .. فهى إذن فتنة عظيمة يبتلى بها الله عباده ، فمن يصدق الدجال ويتجه إلى جنته يسقط فى نار الله ومن يصدق الله ورسوله ويتجه إلى نار الدجال ينعم فى جنة الله.
ولا ينقصنى فى نهاية المقال إلا سؤال الله بالهداية ، فهو الهادى لاإله إلا هو.