عرض مشاركة واحدة
  #653  
قديم 04-15-2010, 07:05 PM
 
رَبِّنا اغْفِرْ لِنا وَ لِوَالِدَيَّنا رَبِّنا و ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِا ِصَغِارَا
اللهمَّ ارْزُقْنِا الْفِرْدَوْسَ الأعلى من الجنة
مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ و لا حِسَابٍ و لا عَذَابْ

( دنو الشمس من العباد يوم القيامة )
حَدَّثَنَا ‏ ‏سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏ابْنُ الْمُبَارَكِ ‏
‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ‏ ‏حَدَّثَنِي ‏ ‏سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ ‏ ‏

حَدَّثَنَا ‏ ‏الْمِقْدَادُ ‏ ‏صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ ‏

‏قَالَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ‏يَقُولُ

‏ ‏إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أُدْنِيَتْ الشَّمْسُ مِنْ الْعِبَادِ

حَتَّى تَكُونَ ‏ ‏قِيدَ ‏ ‏مِيلٍ أَوْ اثْنَيْنِ ‏ ‏

قَالَ ‏ ‏سُلَيْمٌ ‏ ‏لَا أَدْرِي أَيَّ الْمِيلَيْنِ عَنَى

أَمَسَافَةُ الْأَرْضِ أَمْ الْمِيلُ الَّذِي تُكْتَحَلُ بِهِ الْعَيْنُ

‏ ‏قَالَ ‏ ‏فَتَصْهَرُهُمْ الشَّمْسُ فَيَكُونُونَ فِي الْعَرَقِ بِقَدْرِ أَعْمَالِهِمْ

فَمِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إِلَى ‏ ‏عَقِبَيْهِ ‏ ‏وَ مِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ

وَ مِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إِلَى ‏ ‏حِقْوَيْهِ ‏ ‏وَ مِنْهُمْ مَنْ ‏ ‏يُلْجِمُهُ ‏ ‏إِلْجَامًا

‏فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ‏ ‏يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى ‏ ‏فِيهِ

أَيْ ‏ ‏يُلْجِمُهُ ‏ ‏إِلْجَامًا
‏قَالَ ‏ ‏أَبُو عِيسَى ‏ ‏هَذَا ‏ ‏حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ‏ ‏


وَ فِي ‏ ‏الْبَاب ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي سَعِيدٍ ‏ ‏وَابْنِ عُمَرَ

وصدق سيدنا رسول الله
و أرضى اللهم عن سادتنا أصحابه أجمعين
جاء فى تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي

قَوْلُهُ : ( حَدَّثَنِي سُلَيْمُ ) بِالتَّصْغِيرِ‏( بْنُ عَامِرٍ )
‏الْكَلَاعِيُّ وَ يُقَالُ الْخَبَائِرِيُّ بِخَاءٍ مُعْجَمَةٍ وَ مُوَحَّدَةٍ أَبُو يَحْيَى الْحِمْصِيُّ ,


ثِقَةٌ مِنْ الثَّالِثَةِ غَلِطَ مَنْ قَالَ إِنَّهُ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
‏( أَخْبَرَنَا الْمِقْدَادُ ) ‏
‏بْنُ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ الْبَهْرَانِيُّ ثُمَّ الْكِنْدِيُّ ثُمَّ الزُّهْرِيُّ صَحَابِيٌّ مَشْهُورٌ مِنْ السَّابِقِينَ .
‏قَوْلُهُ : ( أُدْنِيَتْ ) ‏
‏بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ مِنْ الْإِدْنَاءِ أَيْ قُرِّبَتْ
‏( الشَّمْسُ ) ‏
‏أَيْ جُرْمُهَا
‏( حَتَّى يَكُونَ ) ‏
‏وَ فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ حَتَّى تَكُونَ بِالتَّأْنِيثِ وَ هُوَ الظَّاهِرُ
‏( قِيدَ مِيلٍ ) ‏
‏بِكَسْرِ الْقَافِ أَيْ قَدْرَ مِيلٍ . وَ فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ كَمِقْدَارِ مِيلٍ
‏( أَوْ اِثْنَتَيْنِ ) ‏
‏الظَّاهِرُ أَنَّهُ شَكٌّ مِنْ الرَّاوِي أَيْ أَوْ مِيلَيْنِ
‏( لَا أَدْرِي أَيُّ الْمِيلَيْنِ عَنِّي ) ‏
‏أَيْ أَرَادَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ .


قَالَ الشَّيْخُ عَبْدُ الْحَقِّ فِي اللَّمَعَاتِ :

الظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ مِيلُ الْفَرْسَخِ وَكَفَى ذَلِكَ فِي تَعْذِيبِهِمْ وَ إِيذَائِهِمْ .

وَ أَمَّا اِحْتِمَالُ إِرَادَةِ مِيلِ الْمُكْحُلَةِ فَبَعِيدٌ
‏( فَتَصْهَرُهُمْ الشَّمْسُ ) ‏
‏أَيْ تُذِيبُهُمْ مِنْ الصَّهْرِ وَ هُوَ الْإِذَابَةُ , مِنْ فَتَحَ يَفْتَحُ
‏( وَ مِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إِلَى حَقْوَيْهِ ) ‏
‏الْحَقْوُ الْخَصْرُ وَ مِشَدُّ الْإِزَارِ
‏( وَ مِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ إِلْجَامًا ) ‏
‏الْإِلْجَامُ :


إِدْخَالُ اللِّجَامِ فِي الْفَمِ . وَ الْمَعْنَى يَصِلُ الْعَرَقُ إِلَى فَمِهِ فَيَمْنَعُهُ مِنْ الْكَلَامِ

كَاللِّجَامِ كَذَا فِي الْمَجْمَعِ .

قَالَ اِبْنُ الْمَلَكِ : إِنْ قُلْت إِذَا كَانَ الْعَرَقُ كَالْبَحْرِ يُلْجِمُ الْبَعْضَ

فَكَيْفَ يَصِلُ إِلَى كَعْبِ الْآخَرِ ؟

قُلْنَا : يَجُوزُ أَنْ يَخْلُقَ اللَّهُ تَعَالَى اِرْتِفَاعًا فِي الْأَرْضِ تَحْتَ أَقْدَامِ الْبَعْضِ ,

أَوْ يُقَالُ يُمْسِكُ اللَّهُ تَعَالَى عَرَقَ كُلِّ إِنْسَانٍ

بِحَسَبِ عَمَلِهِ فَلَا يَصِلُ إِلَى غَيْرِهِ مِنْهُ شَيْءٌ

كَمَا أَمْسَكَ جِرْيَةَ الْبَحْرِ لِمُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ .

قَالَ الْقَارِي :

الْمُعْتَمَدُ هُوَ الْقَوْلُ الْأَخِيرُ فَإِنَّ أَمْرَ الْآخِرَةِ كُلَّهُ عَلَى وَفْقِ خَرْقِ الْعَادَةِ .

أَمَا تَرَى أَنَّ شَخْصَيْنِ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ يُعَذَّبُ أَحَدُهُمَا وَ يُنَعَّمُ الْآخَرُ

وَ لَا يَدْرِي أَحَدُهُمَا عَنْ غَيْرِهِ اِنْتَهَى .

وَ قَالَ الْقَاضِي :

يُحْتَمَلُ أَنَّ الْمُرَادَ عَرَقُ نَفْسِهِ وَ عَرَقُ غَيْرِهِ , وَ يُحْتَمَلُ عَرَقُ نَفْسِهِ خَاصَّةً .

وَ سَبَبُ كَثْرَةِ الْعَرَقِ تَرَاكُمُ الْأَهْوَالِ وَ دُنُوُّ الشَّمْسِ مِنْ رُءُوسِهِمْ

وَ زَحْمَةُ بَعْضِهِمْ بَعْضًا .
‏قَوْلُهُ : ( وَ فِي الْبَابِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَ بْنِ عُمَرَ ) ‏
‏أَمَّا حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ , فَلْيُنْظَرْ مَنْ أَخْرَجَهُ .


وَ أَمَّا حَدِيثُ اِبْنِ عُمَرَ فَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ . قَوْلُهُ :
‏( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ) ‏
‏وَ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَ مُسْلِمٌ .



وَ اللَّهُ سبحانه و تعالى أعلى و أَعْلَم و أعظم و أجل .
__________________
رد مع اقتباس