04-19-2010, 04:07 AM
|
|
بائعة الفيشار. عندما طلبت تلك الإيطاليةالحسناء أن تستأجر تلك المساحة على الجانب الأيسر من صدرى ، لم أتردد لحظة أن أؤجرها إياها إيجاراً دائماً. وبدون أى شروط !! وعندما أحضرت عربة الفيشار خاصتها لتضعها فى ذلك المكان المُستأجر فوق صدرى لأسمع طقطقة الفيشار المتناغمة وأتنفس رائحته الشهية ، لم أمانع .. فقط سألتها عبوة من الفيشار مجانية كل يوم . ولخفة دمها ورونق روحها وجمال ضحكتها أحبها كبار السن وصغاره قبل الشباب ، أحبها الكبار لرؤيتهم فيها سحر شبابهم المفقود وأحب فيها الأطفال الأخت اللطيفة ذات الضحكة المميزة والتربيتة الخفيفة وأما الشباب فأحبوا سحر الجمال وفتنته ، وكان الكل يتسابق على فيشارها ذو المذاقات المتعددة ، ولكن بعد مرور ألف ألف عام وإقفرار شوارع صدرى وإحدوداب ظهر حسنائى الإيطالية وإهتزاز يديها أثناء تقليب الفيشار ، نسيها المعجبون وتغير عليها المرتادون . لم يتبقى لها سوى عربتها ومكانها المُستأجر ، ولذلك عندما كلَّت عن العمل ، لم يبحثوا كثيراً .... حفروا أسفل عربتها ودفنوها هناك فى سويداء قلبى ومازال فيشارها يقف شاهداً على حكايتها وانتظارى عبوة أخرى من يديها. |