بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
حَدِيثُ الْيَوْم / الاثـنـيـن + الحكمة من خلق البشر
رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا
اللهمَّ ارْزُقْنِي الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ
-------------------------------------------
-------------------------------------------
من أعظم الأوامر التي خلق الله البشر من أجلها - وهو من أعظم الابتلاءات - : " الأمر بتوحيده عز وجل وعبادته وحده لا شريك له "
وقد نص الله سبحانه وتعالى على هذه الحكمة في خلق البشر. قال تعالى: ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ )
-------------------------------------------
( قال ابن كثير – رحمه الله )
أي : إنما خلقتهم لآمرهم بعبادتي، لا لاحتياجي إليهم. وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : إلا ليعبدون، أي : إلا ليقروا بعبادتي طوعاً أو كرهاً، وهذا اختيار ابن جرير. وقال ابن جريج : إلا ليعرفون. وقال الربيع بن أنس : إلا ليعبدون، أي : إلا للعبادة. انتهى. -------------------------------------------
( قال الشيخ/ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله )
فالله تعالى خلق الخلق لعبادته، ومعرفته بأسمائه وصفاته، وأمرهم بذلك. * فمن انقاد، وأدى ما أمر به، فهو من المفلحين. * ومن أعرض عن ذلك، فأولئك هم الخاسرون. ولا بد أن يجمعهم في دار، يجازيهم فيها على ما أمرهم به ونهاهم، ولهذا ذكر الله تكذيب المشركين بالجزاء. فقال: (وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ). أي: ولئن قلتَ لهؤلاء، وأخبرتهم بالبعث بعد الموت، لم يصدقوك، بل كذبوك أشد التكذيب، وقدحوا فيما جئت به، وقالوا : (إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ) ألا وهو الحق المبين. انتهى