النّظرة الأولى
اللهُ... أَلْقى شُعاعِ الشّمْسِ مَجْـدولا
وَقَعْتَ يا خافِقي بِالنَّظْـرَةِ الأُولـى
أَطَلَّ مِنْ رَحِمِ الأَشْواقِ طِفْلُ هَوًى
مُنَـزَّلٌ, إِنَّ لِلْعُـشّـاقِ تَنْـزيـلا
شَقْراءُ فيها شَدَتْ عَشْتارُ راقِِصَـةً
وَشَهْـرَزادُ لَهـا غَنّـتْ مَواويـلا
ماذا دَهاكَ؟ أشَمْعًا صِرْتَ يا جَسَدي
وَلِمْ تَراني كَذا يا شَـوْقُ مَشْغـولا
أَبْحَرْتُ حَتّى انْقَضى بِالبَحْرِ لي أَمَلٌ
وَاليَوْمَ ألْهَمْتِنـي مَرْسًـى وَمِنْديـلا
***
جَنى حَياتـي جِراحـاتٌ مُبَرَّحَـةٌ
وَنَهْرُ حُزْنٍ بِقَلْبي لَيْـسَ مَحْمـولا
أَشْعَلْتِ قِنْديلَ حُـبٍّ فـي مُخَيِّلَتـي
وَأَطْفَأَ البُعْـدُ فـي عَيْنَـيّ قِنْديـلا
اليَوْمَ يَطْعَنُني سَيْفـي وَتَضْرِبُنـي
يَدي, فَيَغْدو جَميلُ الحُبِّ مَخْـذولا
وَاليَوْمَ يَقْتُلُني كَأْسي فَكَيْـفَ تُـرى
يَصيرُ سُمًّا شَرابٌ كـانَ مَعْسـولا
أَسيرَ وَجْدٍ أَسيرُ الجُـرْحُ زَنَّرَنـي
حَتّى غَدَوْتُ امْـرَأً حَيًّـا وَمَقْتـولا
ضَيَّعْتُ نَفْسي فَأَيّامـي بِـلا ثِقَـةٍ
ماذا يَحِلُّ بِمِصْـرٍ تَفْقُـدُ النّيـلا؟
مِنْ يَوْمِ أَنْ أَضْرَمَ العُزّالُ فِيَّ لَظًى
أَصْبَحْتُ عَنْ كُلِّ هذا الكَوْنِ مَعْزولا
فَقَدْ تَجَنّى غُـرابٌ هَـدَّ ضِحْكَتَنـا
وَمـا جَنَيْنـا لَنـا إِلاّ الأَقـاويـلا
خَسِرْتُ قَوْلَ "صباحَ الخَيْرِ" يُرْسِلُها
ثَغْرٌ يَهيـمُ عَلَيْـهِ الصُّبْـحُ تَقْبيـلا
فَقُلْ لِمَنْ قَتَـلَ البَسْمـاتِ يانِعَـةً:
حَرَقْتَ... مَزَّقْتَ قُرْآنًـا وَإنْجيـلا
***
يا أَعْـذَبَ الكَلِمـاتِ الآهُ تَذْبَحُنـي
حَتّى غَدا الجُرْحُ فَوْقَ الرَّأْسِ إِكْليلا
خَبَّأْتُ حُبَّكِ خَلْفَ الجَفْـنِ أَحْفَظُـهُ
لِلْحُلْمِ حَيْثُ يَصيرُ النَّـوْحُ تَرْتيـلا
وَلَمْ أَبُحْ بِحَنينِ الشَّوْقِ يـا قَمَـري
"فَأَرْوَعُ الحُبِّ حُبٌّ بَعْدُ مـا قيـلا"