المصالحة متوقفة بسبب الفيتو الأمريكي
الرشق يؤكد: الضغوط لن تدفع "حماس" للتنازل [ 22/04/2010 - 08:23 م ] أكد عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن سياسة الضغوط والابتزاز التي تمارس ضد قطاع غزة "لن تجدي نفعاً، ولن تدفع "حماس" للاعتراف بالكيان الصهيوني أو التنازل عن ثوابت الشعب الفلسطيني"، داعياً واشنطن إلى تغيير سياساتها تجاه الشرق الأوسط ووقف انحيازها للكيان الصهيوني. وحذّر الرشق، في تصريح لوكالة "قدس برس": من مغبة الاستمرار في السباحة ضد "تيار فلسطيني وعربي وإسلامي راغب في إنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة"، والارتهان إلى الإرادة الأمريكية ـ والصهيونية الرافضة التي تربط ذلك بثمن سياسي تقدمه "حماس". وأعاد تراجع الاهتمام بملف المصالحة لدى سلطة فتح في رام الله والأطراف العربية المعنية بها إلى "استمرار الفيتو الأمريكي" ضد "حماس"، وقال: "أعتقد أن ملف المصالحة يمر بحالة جمود حقيقية، وقد تراجعت أولويات هذا الملف لدى بعض الأطراف العربية وتراجع بشكل واضح لدى محمود عباس وفريقه، وهذا راجع بالأساس إلى استمرار الفيتو الأمريكي وتهديد واشنطن بوقف مساعداتها للسلطة البالغة 250 مليون دولار في حال أقدمت على المصالحة مع "حماس" دون أن تدفع "حماس"أثمانا سياسية لذلك". وكشف الرشق النقاب عن أن هذا الفيتو هو الذي يفسر تعنت بعض الأطراف العربية التي تقف خلف محمود عباس بوضعهم العقبات أمام المصالحة وإصرارهم على عدم إجراء تعديلات على الورقة المصرية، وقال: "هم يتخذون من الورقة المصرية سببا لإعاقة المصالحة وهم في الحقيقة يؤكدون رضوخهم للاشتراطات الأمريكية، ويعتقدون أن عدم إنجازهم للمصالحة سيحقق لهم مكاسب مع أمريكا و"إسرائيل"، وسيسهل عملية التسوية المتعثرة التي لا يزالون يراهنون عليها ويتشبثون بها ويحاولون بيع الوهم للشعب الفلسطيني وخداعه، وهم في الحقيقة لا يخدعون إلا أنفسهم، لأن شعبنا الفلسطيني غسل يديه بشكل كامل من التسوية ويعتبرها ماتت وشبعت موتا". وذكر الرشق أن قائمة الاشتراطات على المصالحة لم تعد متوقفة على الورقة المصرية بل أضيفت لها شروط سياسية جديدة تعني الاعتراف المباشر بالكيان الصهيوني، وقال: "لاحظنا في الآونة الأخيرة وفي سياق وضع المزيد من العراقيل أن هناك اشتراطات جديدة على "حماس"، وليس فقط توقيع الورقة المصرية، فقبل قمة سرت العربية كانت هناك جهود عربية رسمية وحراك لدى بعض الأطراف العربية، التي سعت بكل جدية لانجاز المصالحة، وقدمت أفكارا ومقترحات تجاوبت معها "حماس"، وكنا نعتقد أن المصالحة باتت وشيكة وأننا أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من إنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام، لكننا فوجئنا في "حماس" في اللحظات الأخيرة وقبل أيام قليلة من قمة سرت العربية بشروط جديدة قدمها لنا بعض المسؤولين العرب تتضمن القبول بشروط الرباعية والاعتراف بـ "إسرائيل" وبحل الدولتين، وقالوا لنا بأنه في حال وافقت "حماس" على هذه الشروط فإنهم على استعداد لقبول تعديلات "حماس" على الورقة المصرية في النص الأصلي وليس في ملحق إضافي". وأكد أن "حماس" مع تمسكها بالمصالحة وسعيها لها، إلا أنها رفضت هذه الشروط، وقال: "على الرغم من تجاوبنا مع الجهود العربية لإتمام المصالحة؛ فإننا أكدنا رفضنا لهذه الشروط جملة وتفصيلا، وقلنا لهم بأننا لن نعترف بإسرائيل ولن نخضع للضغوط ولن نذعن للابتزاز السياسي ولن تكون هناك أثمان سياسية مهما طال الزمن ومهما اشتد الحصار علينا في قطاع غزة، ومهما استمر تضييق الخناق على الحركة في الضفة". وأضاف الرشق "أؤكد أننا في "حماس" حريصون على إنجاز المصالحة وتوحيد الصف الفلسطيني، حتى نواجه تحديات الاحتلال التي تفرضها حكومة نتنياهو المتطرفة وإجراءاتها العدوانية المتواصلة ضد شعبنا وسرقة مقدساته. لقد قدمنا مرونة إضافية بين يدي الأطراف العربية التي تحركت قبل قمة سرت، لكن من الواضح أنه ليست هنالك جدية لدى محمود عباس وبعض الأطراف العربية لإنجاز المصالحة، وواضح أن الذي يحكم ذلك هو الفيتو الأمريكي وليس المصلحة الوطنية، نحن نريدها مصالحة فلسطينية ـ فلسطينية بشروط وطنية وليس بإملاءات أمريكية". وقلل الرشق من أهمية استمرار الضغوط على "حماس" من أجل تغيير موقفها، وقال: "بالتأكيد نحن غير مسرورين باستمرار الانقسام، لكن أقول لمن يراهنون على أن "حماس" سوف تذعن للضغوط وللحصار لابتزاز مواقف سياسية، إن هذا لن يتم، لن يتم ابتزاز مواقف سياسية من "حماس" تحت الضغط، فـ "حماس" تمثل إرادة غالبية أبناء الشعب الفلسطيني الذي انتخبها وفق برنامج سياسي لن تتنازل عنه، وهم الذين سيظلون يغردون خارج السرب ويسيرون ضد التيار الفلسطيني والعربي والإسلامي، وعلى الرغم من أننا نواجه صعوبات بسبب الحصار وملاحقة أبناء الحركة في الضفة الغربية، لكن مأزق الآخرين أكبر من مأزقنا، لأن كل خياراتهم وصلت إلى طريق مسدود، وواضح أن برنامج "حماس" ورؤيتها السياسية تثبت يوما بعد يوم مصداقيتها على حساب رؤاهم وأفكارهم الفاشلة". ودعا الرشق الإدارة الأمريكية إلى تصحيح سياساتها تجاه القضية الفلسطينية، وقال: "الإدارة الأمريكية بمواصلة سياساتها الحالية في الشرق الأوسط لن تحقق نتائج، وإنما ستكرر نفسها ولن تحصد إلا إضاعة الوقت والجهد، وإذا أرادت أمريكا أن تؤثر يجب أن تعيد النظر في سياساتها تجاه القضية الفلسطينية وتجاه الكيان الصهيوني، وأن تتجه إلى العناوين الصحيحة، ويجب عليها أن تضغط على "إسرائيل" لوقف سياساتها المتغطرسة ووقف عدوانها، وأن تتوقف عن الضغط على الجانب الفلسطيني، فهذا لن يولد سلاما ولن ينشئ استقرارا".