سركيسيان لا يتخلى عن السلام وأردوغان يؤكد الالتزام
قره باخ يجمد التطبيع بين أرمينيا وتركيا
المستقبل - الجمعة 23 نيسان 2010 - العدد 3632
قرر الائتلاف الحاكم في أرمينيا تجميد التصديق في البرلمان على اتفاقات تطبيع العلاقات بتركيا، معللا قراره بتصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي ربط التصديق على الاتفاقات في أنقره بالتوصل الى اتفاق سلام بشأن إقليم ناغورنو قرة باخ المتنازع عليه بين ارمينيا واذربيجان. واذ اكد الرئيس الارميني سيرج سركيسيان تجميد عملية التصديق على الاتفاقات مع تشديده على عدم التخلي عن عملية السلام، رد اردوغان على القرار الارميني بتأكيد التزام انقرة بروتوكولات السلام مع يريفان.
وتأخذ احزاب الغالبية في ارمينيا، على تركيا رغبتها في ربط جهود المصالحة بالنزاع بين ارمينيا واذربيجان المجاورة حول منطقة ناغورنو قره باخ الاذربيجانية التي تقطنها غالبية ارمينية وتسيطر عليها ارمينيا.
وقال رئيس ارمينيا سيرج سركيسيان ان بلاده علقت التصديق على الاتفاق لاصلاح العلاقات بتركيا لكنها لن تتخلى عن عملية السلام.
وأوضح في خطاب إلى الامة "سننظر في التحرك قدما عندما نقتنع بأن هناك اجواء ملائمة في تركيا وان هناك قيادة في انقرة مستعدة للمشاركة مجددا في عملية التطبيع".
من جهته، قال اردوغان في مؤتمر صحافي "عبّرنا كثيرا عن التزامنا البروتوكولات نصا وروحا وهدفنا للوفاء بها".
كما اعلنت وزارة الخارجية التركية ان تركيا تدرس الاجراءات التي يمكن اتخاذها بعد قرار احزاب الغالبية البرلمانية في ارمينيا. وقال الناطق باسم وزراة الخارجية براق ازوجرجين "نحن بصدد تقويم هذا البيان (الارميني) وما يعنيه". اضاف "في هذا السياق نحن ندرس ايضا الاجراءات التي يجري اتخاذها خلال الفترة المقبلة"، دون مزيد من التوضيح.
وكانت تركيا وأرمينيا المتنازعتان بشان قضية المذابح التي تعرض لها الارمن في عهد الامبراطورية العثمانية (1915 ـ 1917)، وقعتا بروتوكولي اتفاق تاريخيين في تشرين الاول (اكتوبر) نصا على اعادة العلاقات الديبلوماسية وفتح الحدود بين البلدين.
ويتعين ان يصادق برلمانا البلدين على البروتوكولين.
وفي وقت سابق امس، اعلن الائتلاف الحاكم في أرمينيا ، أنه قرر تجميد التصديق في البرلمان على اتفاقات التطبيع بتركيا.
وقال بيان الائتلاف الحاكم "رفض الجانب التركي تنفيذ مطلب التصديق على الاتفاق من دون شروط مسبقة في وقت معقول جعل استمرار عملية التصديق في البرلمان الوطني (في أرمينيا) عديمة الجدوى". أضاف "نحن نرى ضرورة تعليق هذه العملية إلى ان تكون تركيا مستعدة لمواصلة العملية من دون شروط مسبقة".
وأوضح بيان أرمينيا أن الائتلاف قرر تجميد التصديق على الاتفاقات بعدما قال اردوغان إن التصديق على الاتفاقية في أنقره سيتوقف على اتفاق سلام بشأن إقليم ناغورنو قرة باخ.
أضاف البيان "الغالبية السياسية في الجمعية الوطنية تعتبر التصريحات الصادرة عن الجانب التركي في الآونة الاخيرة غير مقبولة خصوصا تلك الصادرة عن رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الذي ربط مباشرة ومجددا بين تصديق البرلمان التركي على البروتوكولات الارمينية ـ التركية وبين التوصل إلى قرار بشأن ناغورنو قرة باخ".
وانتقد الرئيس الارميني سيرج سركيسيان تركيا لربطها التصديق على البروتوكولين بإحراز تقدم في النزاع حول ناغورنو قره باخ.
وطلبت تركيا إنسحاب القوات الارمينية من الخطوط الامامية لإقليم ناغورنو قرة باخ الجبلي المتنازع عليه كشرط للتصديق على اتفاق السلام. وأثار هذا المطلب رفضا شديدا في أرمينيا.
ويهدف الشرط التركي إلى استرضاء حليفتها وجارتها اذربيجان المصدرة للنفط والغاز والتى فقدت السيطرة على الاقليم عندما انفصل سكان من أصل أرميني تدعمهم أرمينيا إبان تفكك الاتحاد السوفياتي ثم ربطت قوات ارمينية مسلحة بين جيب قره باخ وحدود ارمينيا. وكان الرئيس الاميركي باراك أوباما حض كلا من أرمينيا وتركيا على "بذل كل الجهد" لاحراز تقدم في تطبيع العلاقات. ومن المنتظر أن يلقي أوباما كلمة حول القتل الجماعي للأرمن في 24 نيسان (ابريل) الجاري والذي يوافق ذكرى الاحداث.