عرض مشاركة واحدة
  #235  
قديم 04-24-2010, 05:45 PM
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ 133
الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين 134َ








اليوم السادس و الثلاثين قبل لقاء رسول الله
"صلى الله عليه و سلم"


قبل أن تخرج من بيتك اليوم
اسأل نفسك هذا السؤال
ماذا تفعل عندما يتعرض لك متسول في الشارع؟؟
ما شعورك نحوه هل تحتقره .. تنزعج منه ... ؟؟
ماذا تقول لنفسك و له عندما يسألك؟؟
هل تقول له ابحث عن عمل أفضل لك ... هل تقول هذا مظهر غير حضاري ؟؟
حسنا دعونا نرتحل أولا إلى قصة حكاها رسول الله "صلى الله عليه و سلم"
ثم نعود لنتناقش في قضية التسول و المتسولين
يحكى أبو هريرة رضي الله عنه
و الرواية كاملة في البخاري باب الزكاة 718
أن رسول الله"صلى الله عليه و سلم"حكي
أن رجلا قال في يوم أنه سيتصدق فخرج بصدقته
فوضعها في يد رجل ثم عرف بعد ذلك أن الرجل سارق فقال الحمد لله سأتصدق غدا
و في اليوم التالي وضع صدقته في يد امرأة ثم عرف بعد ذلك أنها زانية فقال الحمد لله
و خرج اليوم الثالث و وضع صدقته في يد رجل ثم عرف بعد ذلك أنه غنى فقال الحمد لله
و كأنما ناجى ربه يا رب سارق و زانية و غنى اللهم لك الحمد
فجاءه الرد أما السارق فلعله يستعف عن السرقة و الزانية لعلها تستعف عن الزنا
و الغنى لعله يتذكر فينفق مما أعطاه الله
سبحان الله في هذه الرحمة و هذه الايجابية التي في الإسلام
تعالوا نرتحل في الإشارات الكريمة التي في القصة
الإشارة الأولى
الرجل خارج ليبحث عن من يعطيه الصدقة
هذا الشعور الذي يضعه فينا هذا الدين الرحيم لا تنتظر حتى يسألك الناس اذهب و ابحث
حتى لا يريق ماء وجه الفقير و يجعلك تشعر بمسئوليتك عنه و وجوب سعيك له
و لا تنظر إليه على أنك أفضل منه إذ أعطاك الله المال و حرمه
إنما أنت إذ أخذت المال فأنت في امتحان هل ستحسن كما أحسن الله إليك
أم تقول أنك أكرم على الله و انك أفضل لذلك أكرمك بيسر الرزق
و تسقط في امتحان شكر النعمة
الإشارة الثانية
لم يسأل بل أعطى من تعرض له و نيته أن يصل المال لمن يستحقه
أول يوم عرف أنه اخطأ "من وجهة نظره" و تصدق على سارق
لم يتراجع و لم يحزن بل قال الحمد لله
"إذن قدر الله و ما شاء فعل"
أعاود المحاولة غدا
لم يمسك المال و يخاف و يغضب لنفسه و يقول خدعني الرجل
قال الحمد لله
لماذا لأن المال مال الله و لا يخرج لأحد إلا بإذن الله و هو لم يستهتر بل خرج بنية طيبة
و عاود المحاولة مرة و الثانية و الموقف يتكرر و هو يحمد الله و لا يحزن و لا يتراجع
حتى كانت المرة الثالثة فماذا فعل
قال اللهم لك الحمد و كأن نفسه حدثته ما هذا الذي يحدث أعلى حق هو أم على باطل
خوفا من غضب الله لا غضبا لنفسه أو لأنه خدع
أو لأنه يرى هؤلاء المتسولين أحقر مما ينبغي و مظهر غير حضاري و لصوص
الإشارة الثالثة
لا تنظر إلى الأمور من ثقب الإبرة إذا حدث ما لم تفهم
هذا الذي تراه لصا أو حقيرا محترفا
هل تعرف من أين أتى و ما الظروف التي دفعته لهذا الحال
ربما صدقتك الحلال تجعله يستشعر رحمة ربه و قلبك الرحيم يجعله يطمئن لله
فيستعف عن السرقة أو الزنا أو أي ممارسة سيئة
هل فكرت للحظة قبل أن تنصب له المقصلة الإنسانية
أن تقول
"الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاه به"
"الحمد لله الذي أذن لي بلقمة حلال و ماء وجه محفوظ و أولاد في نعمة و امن"
"الحمد لله الذي رزقني سقفا يؤويني و أهلي و مالا أنفق منه"
"اللهم اجعل صدقتي له رحمة و عفو و اعف عنه و يسر له رزقا حلالا طيبا"
هل فكرت للحظة قبل أن تقطب في وجهه أو تغلق نافذة سيارتك أو تجرى منه
أن تحسن إليه لتهديه إلى رحمة الوقوف على باب الله
و تقول لو لم يكن معك شيء يسير لتعطيه له
"ربنا يكرمك و يرزقك رزق يومك حلالا طيبا و يرضيك و الله لا استطيع أن أعطيك مالا
و لكنى سأدعو لك أن يرضيك الله و يرزقك و يرزقني"
هل فكرت أن تتصدق و لو بكلمة طيبة تنبع من قلب فيه رحمة و مودة
رحمة من عرف
أن الرزق من الله و انك و هذا المتسول رزقكم على الله
و أن المال لا ينقص من صدقة
و أن الدعاء من القلب تؤمن عليه الملائكة و يقال لك و لك مثل ما سألت له
و أن هذه الوقفة اللطيفة و لو لم تعطه إنما أوصلت له رسالة رحمة من الله
قد تجعله يقف على باب الله و يطلب الحلال الطيب و يستعفف فيعفه الله
الإشارة الرابعة
المال سيصل للكافر و المؤمن و اللص و الغنى و أيا من كتب الله له أن يصل له المال
و هذه مساحة و رؤية أكبر من قدرتك على الفهم و لا يتم فيها الحساب بنظرنا المحدود كبشر
فعلينا تحرى الدقة نعم و لكن إذا تعرض لك احد لا ترده تصدق و لو بكلمة طيبة
و قبل أن تخرج بصدقتك اسأل الله الهداية
و قل "يا مدبر دبر لي أمري فأنا لا أحسن التدبير
اللهم المال مالك و قد رزقتنيه حلالا طيبا فاللهم ألهمني بره و رشده
و اقبله منى و اجعله رحمة لمن سيأخذه بحولك و قوتك يا ارحم الراحمين"
اجعل عهدك مع الله من اليوم و حتى يأتي موعد لقاء حبيب الله
صلى الله عليه و سلم
قبل أن تخرج من بيتك كل يوم و في كل فرصة تتاح لك
أن تتذكر كلما رأيت متسولا أو فقيرا أو حتى من حاله دون حالك
أن تشكر الله
و أن تعلم أولادك و اهلك أن يشكروا الله
و أن تقول الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاه به
و أن تكون من أهل الكلمة الطيبة و الوجه البشوش و العطاء الرحيم
و إذا طلب منك احدهم أن تسعى له في عمل
أن تتحرك بقوة لتساعده و تشحذ الهمم كلها لتعين بالجهد و السعي
لعلك تعف مسلم بحلال طيب و ترفع عنه إراقة ماء الوجه بالسؤال
و أن تعلم أولادك كيف يدركون نعم الله عليهم
و كيف يتعرفون على قيمة ما عندهم
و أن تتذكر
أن تجعلهم يخشوشنوا من آن لآخر فإن النعمة لا تدوم
و أن تتذكر
أن قيد النعمة شكرها فلا تبخل بالمال و الجهد و الود و الرحمة
لتحافظ على نعمة الله عليك
أسأل الله الكريم الرحيم
أن يجعلك من الكرماء الرحماء الهينين اللينين
الذين تكون الدنيا في أيديهم لا في قلوبهم
و أن يجعلك من أهل العطاء و التراحم و قضاء الحوائج
و أسأل الله أن يفيض عليك من العطاء و الرزق الحلال
الذي يزيد من عطائك و رحمتك بخلقه
و يجعلك من المنفقين
و أن يحفظك من الشح و إتباع الهوى
و أن يحبب إليك الكرم و الجود
و أن يجعلك تلقى رسول الله "صلى الله عليه و سلم"على الحوض بأحب الصفات إليه
الكرم و الجود و الرحمة و الود
ربنا هب لنا من لدنك رحمة و هيئ لنا من أمرنا رشدا
ربنا أنت السلام و منك السلام أدخلنا ربنا الجنة بسلام
سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين
س.م.
1431




__________________
رد مع اقتباس