"انتصر على جيش بأكمله رغم استشهاده"
السويطي بين وحشية الاحتلال وغدر المتآمرين [ 29/04/2010 - 11:00 ص ] جثمان الشهيد السويطي لم يفاجأ مواطنو الضفة الغربية بحادثة استشهاد القائد القسامي علي السويطي؛ حيث إن "كتائب الشهيد عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" عوَّدت شعبها على مقارعة الاحتلال مقبلين لا مدبرين، إلا أن ما فاجأهم وأدهشهم هو مواصلة التنسيق الأمني من قِبَل سلطة رام الله مع الاحتلال، وملاحقة ميليشيا عباس للشهيد، والمضي في غيهم رغم أنه كان مطلوبًا للاحتلال. وكانت قوة من جيش الاحتلال تُعَد بالمئات قد تسلَّلت في الساعة الرابعة من فجر الإثنين (26-4) إلى بلدة بيت عوا جنوب غرب الخليل، وطوَّقت منزل الأسير القسامي محمود السويطي، الذي يمضي حكمًا مؤبدًا أربع مرات في سجون الاحتلال، ثم قامت بالاشتباك مع الشهيد علي السويطي عدة ساعات، والذي استشهد بعد معركة حامية الوطيس. الشهيد السويطي عاش شامخًا مرفوع الرأس، واستشهد وهو أيضًا مرفوع الرأس ومنتصرًا على جيش بأكمله رغم استشهاده. عن ذلك يقول المواطن محمد غالب من مدينة الخليل: "ما جرى من حادثة استشهاد السويطي يدل على وحشية الاحتلال وجبنه في نفس الوقت؛ فالوحشية هي بسحب الشهيد بعد أن تأكد لهم استشهاده، والجبن يتمثل في هذا الكم الهائل من الجنود الذين حاصروا منزله وقتلوه"، مضيفًا أن: "الشهيد انتصر عليهم بنيله وفوزه بالشهادة، بينما جنودهم الذين قتلهم قبل استشهاده نالوا جهنم". ويرى محمود النتشة، من الخليل، أن "من يبني قبره بيديه هو الجدير بالحياة الآخرة والفوز بالجنة مع الصديقين والشهداء"، وقال: "المعركة بين عنصر واحد من "القسام" وجيش بأكمله تدل على مدى جاهزية أفراد عناصر "القسام" وقوتهم إيمانهم، في الوقت الذي ارتضى فيه البعض ترك السلاح والمقاومة بطريقة الصراخ و(المسخن)". أما المواطن أحمد السويطي، من بلدة بيت عوا مسقط رأس الشهيد، فقد بيَّن أن عشرات الآلاف شاركوا في مسيرة الشهيد، وأن جنازته كانت أكبر جنازة في البلدة، وأضاف: "كل من عرف الشهيد وخالطه أحبَّه لدماثة أخلاقة وحلمه وسعة صدره، وقد كان مخلصًا وقائدًا طلب الشهادة بحق فنالها بجدارة واستحقاق". وقد قام العشرات من الشبان والفتية في بلدة بيت عوا بالاشتباك ورشق جنود الاحتلال الموجودين خلال عملية الاغتيال، وكذلك الاشتباك لاحقًا مع جنود الاحتلال على مشارف القرية بالحجارة والزجاجات الفارغة فرد الجنود بإطلاق العيارات المطاطية وقنابل الغاز المسيل للدموع. وعن مدى التنسيق الأمني في عملية اغتيال الشهيد السويطي يقول إبراهيم ماهر، من رام الله: "الشهيد كان مطلوبًا من أجهزة عباس تمامًا كما كان مطلوبًا من قِبَل الاحتلال، وبذلك كان مطاردًا من جهتين، وهو ما عجَّل اكتشاف مكانه؛ حيث إن أجهزة عباس تعتبر مراقبة عناصر المقاومة وملاحقتهم "واجبًا وطنيًّا" ليثبتوا صحة مقولة أن (الخيانة وجهة نظر)". وتابع: "لولا التنسيق الأمني والتعاون من قِبَل أجهزة عباس لم يكن العدو ليصل ببساطة إلى الشهيد السويطي". وكانت بلدة بيت عوا مسقط رأس الشهيد قد تعرضت للتدمير الكامل في عام 1948م وأعيد بناؤها مرة أخرى. وفي عام 1967م تم تدمير البلدة تدميرًا كاملاً وأعيد بناؤها؛ علمًا أنها قد تعرَّضت لاعتداءات كثيرة ومتعددة في عامي 1954م 956م، وبفضل صمود البلدة تمكنت من النهوض من جديد، وبقيت شامخة ومتقدمة علميًّا واقتصاديًّا بفضل شبابها الواعي المثقف، وفي الانتفاضة الثانية تعرضت للظلم والاضطهاد؛ حيث حرم الاحتلال أهلها من الوصول إلى المزارع والحقول والعمل.