الحنيطي وبرهم , قصة أول عملية استشهادية .بقلم عبدالحي عداربه بسم الله الرحمن الرحيم وأول أعماله الخالدة , توحيد قيادات الجهاد ليلة سقوط حيفا 22-4-1948 " الوضع كان مُخيف , إطلاق النار مُرعب , حتى قررنا الذهاب إلى بيت عمتي بشارع السلط في حيفا. وانهالت على البيت الذي تركناه القنابل , وتطاير زجاج الشبابيك كُلها , وارتشم البيت بالزجاج ونجينا بإعجوبة" هذا ما قالته سيدة عاصرت الأحداث ******************************* ونتابع هذه الأحداث , وهي حلقة من مسلسل أحداث معارك القرن , في الجهاد المبارك , لنهاية وزوال دولة إسرئيل عن الوجود اتخذت اللجنة المحلية الحيفاوية في اجتماعها بتاريخ 27 كانون الأول 1947 م , قراراً بتقسيم حيفا إلى عشر مناطق دفاعية ، وقد حضر الاجتماع المذكور حامية حيفا القائد "محمد الحنيطي". وقد تولى القيادة في كل منطقة من هذه المناطق المذكورة قائد عربي، اشرف على عمليات المقاومة في حيّه. وانتخب "محمد الحنيطي" قائدا عام لحيفا , والذي اتخذ قيادته في منطقة تدعى حمام الباشا ، وهو مكان قريب من مستشفى الأمين وأول أعماله الخالدة , توحيد قيادة الجهاد تحت قيادته ***** وتتكون قيادة حيفا من 1) محمد الحمد الحنيطي قائد الحامية العام في حيفا 2) يونس نفاع - مساعد القائد العام 3) أمين عز الدين - مساعد القائد العام 4) أبو محمود سرور الصفوري -قائد المنطقة الشرقية 5) سرور برهم 6) محمد توفيق إبراهيم (أبو إبراهيم الصغير) 7) عبد الخطيب 8) حسن شبلاق 9) نمر المنصور 10) ياسين الطيب 11) أبو علي دلول 12) أبو ابراهيم عوده !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! والشهيد سرور برهم من مواليد 1903 , وقد انضم للفصائل المسلحة التي أقامها الشيخ عز الدين القسام , في مطلع الثلاثينات في منطقة حيفا والشمال، وفي أثناء ثورة 1936 – 1939 , كان مسؤولاً عن تزويد فصائل الثورة بالمؤن والذخيرة **************************************** أما الشهيد القائد العسكري ( محمد حمد الحنيطي ) فهو من شرق النهر من أردن الحشد والرباط , من عشائر الحنيطات أبو علنده شمال العاصمة عمان , من مواليد 1913 تطوع لنجدة الفلسطينيين عند بدء الصدامات , بين العرب والصهاينة على اثر قرار التقسيم عام 1947. 1948 , وقـــــد شهد له كل من عرفه , بالحمية الوطنية والقومية , وحسن الخلق والاستقامة , وقد جرح في ذراعه قبل سفره إلى دمشق , وعولج في مستشفى الأمين في حيفا. !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! القائد محمد الحمد الحنيطي , ومساعده سرور برهم , شهيدي معركة (موتسكين حاييم) حيفا: "هناك كثير من الأردنيين المدنيين والعسكريين , استشهدوا خارج الأردن منهم ( نجيب السعد البطاينة ) الذي يعرفونه في ليبيا الآن ( بنجيب الحوراني ) والذي قاتل ضد الايطاليين، واستشهد في اذار عام 1914م , وهناك الشهيد محمد الحمد الحنيطي وهو عسكري أردني ايضا , وتشابه قصته مع قصة البطاينة أيضاً , إذ ان كليهما يمتلكان خبرة عسكرية أكادمية , وذهبا للجهاد في سبيل الله ... وكثير من أفراد قبائل شرق النهر من أردن الحشد والرباط , جاهدوا في سبيل الله , منهم من قضى نحبه شهيدا في سبـيل الله , ولا نعرفهم وما يضرهم أننا لا نعرفهم وأن الله تعالى يعرفهم !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! { في عام 1999م صدرت مذكرات الحاج أمين الحسيني في دمشق , والمذكرات كتبت بخط يد الحاج أمين مفتي فلسطين الأكبر وهو من مواليد القدس , فيها نشأ وتعلم , وأكمل تعليمه في الأزهر , والجامعة المصرية ( القاهرة فيما بعد ) ، عمل ضابطاً في الجيش العثماني ثم عاد إلى فلسطين ليناضل ضد الانتداب البريطاني . الحاج أمين الحسيني :: انتخب في عام 1922 رئيساً للمجلس التشريعي الأعلى لإدارة شؤون الأوقاف والمحاكم الشرعية الإسلامية في فلسطين , وترأس اللجنة العربية العليا في ثورة فلسطين 1936 , ونفته بريطانيا خارج فلسطين , والتجأ إلى لبنان , ثم العراق وشارك في ثورة رشيد عالي الكيلاني , وذهب إلى ألمانيا , وفي عام 1946 ترأس الهيئة العربية العليا لفلسطين , وبعد قرار 1947 بتقسيم فلسطين بدأ يدير حركة الجهاد الفلسطيني , وشكل جيش الجهاد المقدس برئاسة عبد القادر الحسيني , واتصل ببعض الدول العربية لإمداد حركة الجهاد الفلسطيني ببعض الضباط والفنيين. } ا. د. سعد أبو ديه !!!!!!!!!!!!!!!!!!!! الملك عبدالله الأول المؤسس يسند إلى ضباط جيشه , تدريب جيش الجهاد المقدس الفلسطيني فنون القتال ومن هنا نتحدث عن مشاركة الشهيد محمد الحمد الحنيطي كما وردت على لسان الحاج أمين الحسيني نفسه ، هناك متطوعون آخرون تطوعوا للقتال في فلسطين مثل (علوش داغش أبو تايه) الذي قاتل الى جانب عبد القادر الحسيني في القدس. وقد التحق وصفي التل بجيش الجهاد المقدس بقيادة فوزي القاوقجي ، وحارب في فلسطين عام 1948 وقد اسند له الملك المؤسس التدريب في جيش الانقاذ مع خمسة من الضباط الاردنيين , والذين كانوا يقومون بتدريب الفلسطينيين :: وهم :: (1) الملازم الاول علوش داغش ابو تايه (2) والملازم الاول علي الهويري السرحان (3) والملازم الاول محمد حمد الحنيطي (4) والملازم الاول مسند حرب ابو تايه (5) والملازم الاول مهدي بخيت الدراوشة ومعهم عدد من ضباط الصف المتقاعدون منهم (1) الوكيل فارس الخريشة (2) والوكيل سالم ارشيد النمر الفايز وغيرهم لانعرفهم , الله تعالى يعرفهم , ولن يضيع أجرهم عند الله جل جلاله *********************** ثم أقام ( وصفي المصطفى التل ) في القدس ، وعمل مدربا مكلفا من ( الملك عبد الله الاول ) لجيش الجهاد المقدس بقيادة عبد القادر الحسيني في القدس !!!!!! ! !!! !!!!! القائد محمد حمد الحنيطي ومساعده سرور برهم إخوة العقيدة , و أصدقاء الجهاد !!! وتوأم أول عملية إستشهادية على أرض فلسطين !!! !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!!! أحداث سبقت سقوط حيفا وتهجير سكانها العرب وفي كتاب (صادق الشرع) اشار لاستقالة الحنيطي من الجيش بعلم القيادة , وكان يومها برتبة (ملازم) والتحق بالمناضلين ، وكانت اللجنة القومية ( للدفاع عن حيفا ) تبحث عن قائد للمناضلين ، فاختارت الملازم القائد محمد حمد الحنيطي لتلك الغاية ****************************************** وبحضور القائد "محمد الحمد الحنيطي". كانت هذه الحلقة المثيرة من المسلاسلات الخالدة في صفحة الجهاد والإستشهاد على ثرى فلسطين ************** ولخص الأستاذ الرائع والكاتب المبدع الفنان ( هزاع البراري ) ذلك المشهد المتحرك على قمم الجهاد والإستشهاد وفاء للمجاهد القائد محمد الحمد الحنيطي(1913 1948) {دخل مع جيش الإنقاذ إلى فلسطين ، عندما كانت المؤامرة ( الانجليزية- الصهيونية ) قد أخذت مداها في الاستييييييلاء على الأرض بالقوة ، من خلال العصابات المسلحة والتسهيلات الانجليزية وهنا صُدم محمد الحمد الحنيطي , بحجم المأساة ، وهو الحالم بالوطن الحر , ودحر الاستعمار ، وكان عندها قائداً لحامية حيفا ، وعلى إتصال وثيق مع المجاهدين , والمناضلين المحليين في المدينة ومحيطها ، وكان مقرباً من أعضاء اللجنة القومية لمدينة حيفا، خاصة المناضل رشيد الحاج والقائد سرور برهم **************** ولعل هذه الفترة الحاسمة بتعقيداتها وزخم أحداثها قد شكل فكره السياسي النضالي وهو الذي تمكن بحسّه العالي ، وتقييماته كعسكري محترف من إدراك سوء الحال الذي أحاط بواقع الجيوش العربية ، التي عانت من نقص الامدادات وفساد الاسلحة وقصور التنسيق والخطط العسكرية، خاصة مع تكرار الخسائر التي أطاحت بمعنويات الضباط والجنود ، وبدأت الجيوش تتراجع أمام ضغط القوات الصهيونية الكثيفة ، التي دُربت في الغرب ودُعمت بالمال والسلاح والغطاء السياسي الدولي . تحت ضغط تردي الحال العسكرية ، إستقال محمد حمد الحنيطي من الجيش ، والتحق بحركة المناضلين المحليين في مدينة حيفا ، وبقي قائداً لحامية المدينة ، وقد كان لخبرته العسكرية دور في تنظيما لمقاتلين الذين اختلفت تابعيتهم لأكثر منجهة ، فمنهم من تبع أبي ابراهيم الصغير ومجموعة أخرى تابعة الى اللجنة العربية ، وأخرى تابعة للجنة القومية في حيفا ، فبادر بتوحيد القيادة تحت إمرته ، وقام بتقسيم القوات إلى عدة قطاعات بحسب المناطق ، ووضع على رأس كل قطاع مساعد له ، من القادة والمجاهدين القادرين على القيادة والقتال ، وقام في الوقت نفسه تكوين مقر للقيادة في منطقة تدعى حمام الباشا ، وهو مكان قريب من مستشفى الأمين ، ولم يزد عدد المدافعين عن المدينة عن (400) مجاهد يستخدمون أسلحة في غاية البساطة والقدم ، مقارنة مع تجهيزات العدو ، وقد حاول تأمين بعض الاسلحة والذخائر عن طريق مهاجمة الصهاينة ، ومن خلال شراء ما تيسر من أسلحة البريطانيين المنسحبين ، لكن هذا لم يكن يفي بالحاجة مع اشتداد المعارك وازدياد الضغط على المدينة تمكن القائد محمد حمد الحنيطي ، من قيادة المجاهدين في عدة معارك حققوا خلالها النصر تلو النصر على العصابات الصهيونية ، ومن هذه المعارك معركة شارع (فيرجن) عندما كبّدو المهاجمين عشرات القتلى ، وكذلك معركة 14 آذار 1948 م حيث حوصر العدو وقتل عددكبير من جنوده ، كان من بينهم قائد قوات الأرغون ( نبحاس رام ) ، غير أن السلاح شح من أيديهم ، والذخائر شارفت على النفاد ، وصار لزاماً على القائد الحنيطي أن يتصرف } ******************************** لم يستسلم القائد محمد الحنيطي للواقع المرير وكان عليه كقائد منتخب أن يتصرف , ليضيف إلى سجل الخالدين صفحة مضيئة , جهاد حتى الإستشهاد , وبعنوان تحفظه الأجيل نحن قوم لم نستسلم , ننتصر أو نموت , ليكن في الخالدين من ضمن معركة القرن , وتستمر قرنٌ ويزيد حتى هذه اللحظة , وتضع إسرائيل وأحلام دولتهم الشريرة في الفصل الأخير أو الأخير قبل النهاية نهاية الشرير ببناء جدار الهزيمة (جدار الفصل العنصري) ثم النهاية والزوال عن الوجود !!!!!!!!!!!!! ذهب القائد محمد الحنيطي إلى بيروت ودمشق والتقى مع قيادة الجهاد المقدس , بقيادة الحاج أمين الحسيني وقدم التقرير العسكري كما أورده أ.د. سعد أبو ديه (مقالة رآئعة تستحق البحث عنه) نقتطف منها التالي " عرض الحاج أمين الحسيني مقتطفات كبيرة من تقرير الحنيطي السري الذي رفعه اليه وعلى أية حال فان ما نشر من التقرير اعطى انطباعاً ممتازاً عن شخصية الحنيطي وحسن تصوره للموقف. *********************************** امتدح الحاج امين الشهيد الحنيطي وذكر انه يتحلى بروح الفداء والإخلاص , وانه تولى القيادة العسكرية لحركة الجهاد الفلسطيني في حيفا , بالتعاون مع اللجنة القومية فيها ، وكانت منطقة حيفا أخطر المناطق في فلسطين , اذ كانت المستعمرات اليهودية المحصنة والمسلحة , تحيط بها وتهدد طرق مواصلاتها . تقرير الحنيطي للحسيني يوم 16/3/1948: وقبل استشهاد الحنيطي بيوم واحد فقط كتب تقريراً سرياً مفصلاً للحاج أمين الحسيني وسلم التقرير في بيروت حيث كان يتزود بالسلاح من هناك " ******************* {يقول الزعيم الحيفاوي ( رشيد الحاج إبراهيم ) في مذكراته (ص 89 ): " في يوم 11/03/1948وبناء على مخابرات سابقة وتعيين موعد لقاء مع اللجنة العسكرية ( للدفاع عن فلسطين ) (ذهب) إلى دمشق قائد حاميتنا العسكرية محمد حمد الحنيطي وكان يرافقه أربعة من الحرس في سيارة خاصة ، كان سفرهم عن طريق الناقورة – بيروت , ولدى وصوله وإطلاعه المسؤولين في اللجنة على حقيقة الوضع وما تحتاجه الحامية من أنواع الأسلحة لدرء الأخطار, فزودته بكميات لا بأسبها من السلاح , تم شحنها في سيارتي كميون , ومجموع حمولتهما 12 وكانت تحتوي على السلاح والذخائر والألغام ومن مدافع وقنابل الهاون والهوشكس. ********************* أحمد محمود عمورة من طابور المجاهدين في هذا المسلسل ********************************* وفي صباح يوم 17/03/1948 واصلت هذه القافلة مسيرها من بيروت إلى حيفا مارة بمدينة صيدا، وكانت مكونة من سيارتي كميون وسيارة خاصة تقلالقائد الحنيطي , ومساعده سرور برهم , ورفاقه الأربعة ، وفي صيدا انضم إليها أربعة من العرب كان منهم الشاب الوطني المجاهد ( أحمد محمود عمورة ) وثلاثة آخرون (يعرفهم الله جل جلاله) ومعهم خمس سيرات وخمسة سائقين". قطعت القافلة الحدود اللبنانية , وكان قد انضم لها اثنا عشر مقاتلاً من حامية حيفا ، بحيث أصبح عدد جميع أفرادها 24 شخصاً , في صباح اليوم ذاته , مرت القافلة من عكا وإنضم إلى القافلة سبعة مجاهدين ليصبح عددهم 31 مجاهدا , ولم تتوقف هناك . ********************************* أصرار القائد محمد حمد الحنيطي , ومساعده سرور برهم , على مرافقة القافلة رغم تحذيرات الأصدقاء حفاظاً على سلامتهم ، وعند وصول القافلة الى عكا , فضلوا مواصلة السير إلى حيفا دون تأخير ، حيث رفض فكرة نقل السلاح بالبحر من عكا الى حيفا , خوفاً من قرصنة اليهود. ********************************** سير أحداث معركة ( موتسكين حاييم ) يقول الشيخ ( محمد نمر الخطيب ) : " وقبل وصول (القافلة) ب (7) كيلو مترا , شاهد أحد رجال القافلة أن صهيونيا كان يراقب وصول القافلة ، فلما رآها امتطى دراجته النارية وعدا أمامهم " ***************** فكانت المواجهة التي لا بد منها وفصل من فصول الجهاد المقدس , وحلقة من معركة القرن الكامل في مواجهة الطغاة المحتلين , أعتى حملة إستعمارية غربية على الشرق متمثلة في أحلام دولة إسرائلية , من النيل إلى الفورات , وتحكم العالم .. ومسلسل الجهاد المستمر , وعلى مدى قرن كامل 100 سنة أو يزيد , النتيجة , نحاصرهم على 14% من أرض فلسطين , وسجنوا أنفسهم بجدار , 5 % من المحتلين الصهاينة , يتضاغطون في مدينة واحدة هي تل أبيب وهجرة 800 الف صهيوني خارج فلسطين في سنة واحدة , من أصحاف العقول والإبداع ويبقى منهم الآن فقط , أصحاب العقول الضعيفة والمشردين حسب آخر أخطر تقاريرهم أنفسهم *********** نعم :: العصابات الصهيونية رصدت خط سير القافلة ويشير ( صادق الشرع ) , وهو عسكري حديث كتب عن هذه الأحداث , معلومة هامة ساهمت في نصب الكمين للقافلة , والتي كانت محملة بالسلاح وعائدة من لبنان باتجاه حيفا إن القافلة رفعت أعلاماً فلسطينية وهي تسير في الأراضي اللبنانية وعلى الحدود في الناقورة كان الإنجليز يسيطرون هناك , وكان هذا دليلاً عند الصهاينة والبريطانيين أن القافلة مرتبطة بالعمل الجهادي الوطني في فلسطين, وأعدت كمين على مقربة من مستعمرتي ( موتسكين وحاييم )حيث اعترضت دبابة عسكرية يهودية القافلة فأوقفتها، وأنهالوا عليها بالرصاص من كل جهة ورد الحنيطي ومن معه على النار بمثلها ، فاشتعلت معركة حامية وانضم سرور برهم للمقاتلين ، لكن الصهاينة تمكنوا من الوصول الى شاحنة الأسلحة ، عندها أدرك القائد محمد حمد الحنيطي ومساعده سرور برهم خطر وقوع الأسلحة بأيدي اليهود وقدّر أن حياته وحياة رفاقه في الجهاد , لا تساوي شيئاً أمام الدفاع عن الحق المبين ، فأُلقيت قنبلة إلى داخل الشاحنة ، لتنفجر انفجاراً مدوياً ، كان من القوة أن هز مدن شمال فلسطين وجنوب لبنان , وصيدا ، واستشهد البطل القائد محمد الحمد الحنيطي , ورفيق الجهاد , سرور برهم , و رفاقهم جميعاً باستثناء مقاتل (سائق القائد محمد الحمد الحنيطي) نجا بأعجوبة عندما قذفه الإنفجار الكبير بعيداً عن الموقع ، حدث ذلك يوم الاربعاء 17 /3 /1948 ، وقد اعترف اليهود بمقتل عشرة من عناصره وجرح قرابة الثلاثين ، ويقال أن الانفجار دمر الكثير من البيوت والمنشآت الصهيونية في المستعمرة منها :: مختبراً ومصنعاً يهودياً للأسلحة , كانوا يعولون عليه الكثير , وبعض الروايات تقول , أن عدد القتلى الصهاينة في هذه المواجهة والإنفجار المرعب وصل إلى 350 بين قتيل وجريح ********** وكان باستطاعة سرور برهم أن يفلت إذ كانت سيارته بالمؤخرة , ولكن عز عليه أن يرى صحبه في المعركة ويتأخر عنهم ، فما كان منه إلا أن فتح باب السيارة وخلع سترته وطربوشه وسلمها لزوجته أم محمود قائلا لها : " اشهدي لي، اشهدي لي يا أم محمود" ، وتناول سرور بندقيته ، وأخذ يزحف على الأرض حتى وصل إلى قرب القائد الحنيطي , وصحبه المنبثين في ميدان القتال , ونظرا إلى شاحنة الأسلحة فوجدا الصهاينة قد صعدوا فوقها للاستيلاء عليها ، فعز عليهم ذلك وألقيت القنبلة على السيارة . ********************** واختلفت الروايات من الذي قام بتفجير الشاحنة كلاً من الشهيد سرور برهم , أو القائد الشهيد محمد الحنيطي , أو كليهما معا , وكل بخبراته وإقدامه وعشقه للشهادة في سبيل الله القائد محمد حمد الحنيطي , ومساعده سرور برهم أصدقاء الجهاد , وتوأم أول عملية إستشهادية على أرض فلسطين ************************************************** *** ولم ينجُ من المجاهدين في هذه المعركة إلا مجاهداً واحداً في قصة عجيبة بل معجزة , فقد كان مستلقيا على ظهره , وإذا بالهواء الشديد من شدة الانفجار يرفعه إلى مئات الأمتار , ويلقي به فوق إحدى عربات القطار المتجهة إلى عكا , وهذا الرجل معروف باسم ( أبي طوق ) وكان سائقا للقائد محمد الحنيطي وكان مجموع الشهداء العرب 14 شهيدا صُلي عليهم جميعا في الجامع الكبير ودفنوا في مقبرة الياجور بحيفا ************************ اللجنة القومية في حيفا تنعى الشهيد الحنيطي: نعت اللجنة القومية في حيفا الشهيد الحنيطي في بيان طويل جاء في جزء منه ما يلي :: تنعى الى الامة الكريمة زمرة من خيرة ابنائها ورهط من أعزّ جنودها :: هم :: قائد حامية حيفا الباسل محمد بك الحمد الحنيطي :: واخوانه المجاهدين الأبرار :: :: محمد سرور برهم :: :: فخري عبد الواحد البرد :: عمر الخطيب :: احمد خضر :: :: موسى :: احمد وجيه رحال :: يوسف الطويل :: علي كسار :: :: حسن سلامة :: عطا الله سلامة :: محمد ناظم طرطوسي :: :: محمد مصطفى خليل :: وعلي سجاع :: وكان تاريخ استشهادهم الساعة الثالثة من ظهر يوم الأربعاء 17/3/1948م رحمهم الله. **************************** إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى قال الله تعالى في علاه { إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14) } { وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) } **** وفي الحديث الصحيح قال رسول الله , صلى الله عليه وسلم { يشفع الشهيد , في سبعين من أهل بيته } ***** لقد دوت أصداء هذا الحدث في فلسطين والبلاد العربية وودعت مدينة حيفا قافلة الشهداء من المسجد الكبير (جامع الاستقلال) ، حيث نقل الشهداء محاطين بالمجاهدين إلى مقبرة الروضة ، أما نعش الشهيد المناضل محمد حمد الحنيطي فقد لف بالعلم الاردني ونقل الى مدينة جنين ، حيث كان مجموعة من أقاربه قد قدموا لنقله إلى شرقي النهر ، ليورى الثرى الطاهر بين ذويه وأقاربه , في بلدة أبوعلندا شمال العاصمة عمان قرب مقبرة الفتية الذين آمنوا بربهم وزادهم الله تعالى هدى ( أهل الكهف ) ************* خير مثال لرجال الاردن الاغيار يعد هذا البطل أسطورة حقيقية في التضحية والفداء ، وهو خير مثال لرجال الاردن الاغيار الذين رووا بدمائهم الزكية مدن وقرى فلسطين كما في اللطرون , وباب الواد , وعلى أسوار القدس ومعركة الكرامة , وحرب رمضان في الجولان السوري (حيث وقفت الدبابات الأردنية حينها على ضفاف بحيرة طبريا سنة 1973) , لتبقى قدسية تضحياتهم إكليل فخار على جبين مرحلة لن تنسى أبدا من التاريخ . ********************* واليوم يقف نشامى الأردن على أسوار القدس إستعدادا ليوم التحرير العظيم والقريب بإذن الله تعالى ((((((((((((())))))))))) المصادر والمراجع مقالة 1) بقلم: خليل الصمادي, شبكة فلسطين للحوار 2) حيفاويات ... حمعية التطوير الإجنماعي حيفا 3) ابو إسلام , أول إستشهادي فلسطيني ... رحاب الإسلام 4) إبن فلسطين , سرور برهم ... مخيم البداوي 5) الفوريكي الأسود , سرور برهم ... صوت فتح 6) رابطة أدباء الشام , الشهيد سرور برهم 7) د . محمد المناصير , صفحة من تاريخ الأردن ... عمون 8)عرب 48 , من دفاتر النكبة 9)ا.د. سعد ابو ديه , من مآثر الأردنيين في الخارج ... عمون 10) هزاع البراري , أسطورة الفداء الخالد ... سحاب
__________________ لا إله إلا الله , عليها نحيى وعليها نموت , وعليها نلقى الله |