العرب حتى الآن لم يدخلوا معركة الدفاع عن المقدسات
خاطر: عودة المفاوضات طعنة في خاصرة القدس [ 04/05/2010 - 01:27 م ] أدان الدكتور حسن خاطر الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية بالقدس، استئناف عمليات التفاوض مع العدو الصهيوني تحت غطاءٍ عربيٍّ، معتبرًا أن الإقدام على تلك المفاوضات غير المباشرة ما هي إلا طعنة للفلسطينيين وطعنة في خاصرة القدس التي تعاني من عمليات تهويد و"استيطان" بحجمٍ جنونيٍّ. وقال خاطر في حوارٍ خاصٍّ لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" إن إقدام العرب على التصديق على تلك المفاوضات يعتبر انتكاسة سياسية خطيرة في تاريخ العرب كي يمرروا الأوامر التي يطلقونها من البيت الأبيض لإرضاء الطفل المدلل لواشنطن. واعتبر خاطر الخوض في تلك المفاوضات ما هو إلا "شرعنة" لجرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن خطورة المفاوضات تكمن في إعطاء الكيان الصهيوني وهمًا بأن "استيطانه" في ظل المفاوضات جزءٌ طبيعيٌّ وحقٌّ من حقوقه الطبيعية. وشدد على أن "القدس لا تزال أعمق نقطة في الصراع بيننا وبين الكيان الصهيوني"، مشيرًا إلى أنها عقيدة ودين وكرامة أمة محفورة بقلب كل عربي ومسلم، وأنها في أمسِّ الحاجة الآن إلى من يشاركها معركة مصيرها. وأشار إلى أنه لم يسلم من انتهاكات جنود الاحتلال شيوخٌ وصلت أعمارهم إلى 70 0 عامًا، مؤكدًا أن اليهود يحاولون إيصال فكرة ألا فائدة من محاولة الوصول إلى الأقصى؛ لزرع اليأس داخل قلوب العرب والمسلمين والفلسطينيين، تحت وهم أن المسجد الأقصى ضاع للأبد. وحول ما يعيشه سكان القدس من معاناة اقتصادية، أكد خاطر أن الأسواق التي كانوا يتجوَّلون فيها منذ الصغر وطالما رأوها كـ"خلية نحل"، أصبحت موصدة ومغلقة؛ بسبب ممارسات الاحتلال وفرضه 14 نوعًا من الضرائب وعشرات المخالفات على التجار المقدسيين، فضلاً عما يسمى "الاستيطان" الجاثم على قلب كل فلسطيني؛ ففي كل أسبوع يعلن الكيان عن مناقصاتٍ لبناء "مستوطنات"؛ فلم يتبقَّ من أراضي القدس -بعيدًا عن مطامع الصهاينة في التهويد- سوى 13%، وتمَّت مصادرة باقي الأراضي، في تهميشٍ للوجود العربي بها، وفي المقابل تزداد أعداد اليهود يومًا بعد يوم، خاصةً بعد بناء الكيان 218 كنيسًا يهوديًّا؛ 70 منها في البلدة القديمة وحدها. وشدد خاطر على أن العرب حتى الآن لم يدخلوا معركة الدفاع عن المقدسات كما يجب؛ فالأمة عجزت حتى عن تعزيز صمود المقدسيين، مشيرًا إلى أنه يخشى أن تأتي يومًا إلى القدس لجنة مشكلة من مهندسين عرب ومسلمين وأجانب لتقرر أن القدس أصبحت غير صالحة للسكن تحت بند السلامة العامة؛ نظرًا للحفريات الشديدة وعمليات التهويد التي تشهدها القدس. وكشف خاطر النقاب عن وجود ثلاثة مخططات صهيونية جديدة تمَّت المصادقة عليها من قبل بلدية الاحتلال لبناء 321 وحدة "استيطانية"، إضافة إلى مدرسة دينية بحي الشيخ جراح شمال القدس، وقال: "إن الوثائق الموجودة بين أيدينا تؤكد وجود المخططات المشار إليها، والتي سيتم بناؤها على مساحة 18 دونمًا من أراضي الحي"، مؤكدًا أن اثنين من المشاريع الثلاثة يقف وراءها المليونير اليهودي "موسكوفيتش" وأولاده. وأضاف أن هذا المشروع في حال تنفيذه سيكون بمثابة طعنة خطيرة في خاصرة القدس الشمالية، وسيُستخدم كحزامٍ "استيطانيٍّ" لعزل المدينة عن امتدادها العربي في هذا الاتجاه، كما أنه سيُحكم الحصار حول البلدة القديمة من الجهة الشمالية، وهو ما يعتبره الاحتلال من الأهداف الكبرى في تهويد القدس. وشدد على أن ما يجري في حي الشيخ جراح ليس خاصًّا بالمقدسيين فحسب، بل هو معركة الشعب الفلسطيني والأمة العربية بأكملها؛ لأن ضياع الشيخ جراح ضياع للبلدة القديمة، وضياع للأقصى وكنيسة القيامة. وطالب الأمين العام للهيئة القيادة الفلسطينية وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بسرعة التحرك لقطع الطريق على تنفيذ هذه المخططات في الوقت المناسب، محذرًا من أن هناك شخصيات سياسية كبيرة هي التي تتبنى متابعة هذه المخططات، مثل عضو الكنيست ووزير السياحة السابق "بيني أيلون"، إضافة إلى شخصيات سياسية أخرى ومؤسسات تمويل ورجال أعمال.