رد: من عــلـّمكِ ذبح الكلمات ... اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الرمال
سيدي الرجل .. انهض .. انتفض .. حقاً أدركنا .. ولّي عصر العاطفة .. وانقضى زمن الحب .. فلست بقادر على منح الحب .. قم من غفلتك .. واحمل بندقية الواقع وناضل برشاش العمل .. الأنثى .. التي عاشت من أجلك حلما كذوب .. أدركت مرارة واقعها معك .. لست رجل يبني الحياة يجعل العمر وردة .. والدقائق عملاً وكفاحاً لا ينتهي وتواصلاً نحو المجد لا يمل .. قم .. وانفض عنك غبار الكسل .. والوعود المزخرفة .. الانثى اليوم سلم يباهي المجد .. تخترق سحب الوعي وتهطل عطاء .. وصدقاً .. بلا رجل يحرس حلمها .. يصل معها نحو ديار الحب الذي يبني الحياة ... الأنثى .. ما عادت ترى فيك قبطان العمر الذي يقود سفينة الحياة نحو الشاطئ الأمان . سيدي الرجل .. من علمك الخديعة ؟ ... من علمك الانتصاف .. من علمك الزيف والتلون .. وكذب المشاعر ؟ يا ... قصيدة في فمي يمجها قلبي وتغنيها بأسى حنجرتي حروفها نار .. معانيها ورد وفل . سيدي الرجل .. كلما لبست معي الأحلام طرحة العرس نكست الأماني رأسها في وحل الواقع وارتدت عيون الحياة رؤية السواد .. وقدمت ساعات الانتظار لعزاء قد يطول فيك .. كلما كتبتك ابتداء .. كتبتني انتهاء .. كلما سألت دفاتر قلبي عنك اصابتني الرماح التي سددتها لا مبالياً تشعل نيرانك وتنبئك عن أوجاعي دخانها منك يتطاير من أضلاعي . سيدي الرجل .. أينك فارساً حدثونا عنه طويلاً وحسبنا أننا نحن النساء عمياوات لا نبصر قدومك .. فما أنت بقادم ولا نحن يئسنا .. أينك أباً توسمناه حناناً ودفئاً .. أخاً نستند عليه .. زوجاً نباهي به الدنى .. ننازل به صوادف الزمان .. حبيباً يسكن العيون يقيم بالقلب يحمينا من وجع العمر .. قالوا عنك النهر تسقينا كؤوس العطاء .. قالوا أنك موجة قادمة من محيط العشق .. قالوا أنك الغروب القادم والإشراق المبهر .. قالوا أنك حقل قمح .. ونبت تين .. وأشجار برتقال وأنك البيدر المشتاق .. وأنك الشاعر .. وأنك الكلمات والألحان .. فما كنت إلا أرضاً بور وعتمة .. وأنك تستحم بدم خديعتنا .. وأنك من ذبح الشعر ووأد المعاني .. وأزهق طلع الخضرة . سيدي الرجل .. اجبني بصدق الرجل الشرقي الذي غاب عنك .. أين الرجل المعطاء .. بذلاً وتضحية وصدقاً .. أين الرجل العربي الشهم الذي يعجن بروحه أنثاه .. يهبها الأمان . . وأشياء أخرى .. أينه في زمن شحيح ورجال قل عطاؤهم .. وتبخرت وعودهم وضاع معهم الحلم البهي .. أين من يتكلم وكلماته نصل حاد يخترق إرادة المستحيل .. أين من يعد ويفي يغيب ويحفظ الغياب .. يعاهد ويصون عهده بدماء قلبه.. أين من يجعل أنثاه حلماً يسكن عيونه دوماً ... انهض من كبوتك أيها الحصان العربي الذي لقنتنا أمهاتنا كثيراً من صولاته .. كثيراً من عذوبة صهيله .. ما عدنا نرى فيك شهامة العربي .. نضال عنترة .. وعشق قيس .. وعدل عمر .. ورأفة أبي بكر .. أين قوامتك الحقة التي أمرك الله بها .. أم تراها تبخرت في ضباب هذا الزمان الحزين | .. .. لقد قلتها يوماً عندما تختلطُ الأوراق تتبعثرُ الأمكنه وتنتفي الحاجةُ الى التركيز سيدتي هيَ وليسَ غيرها أما إنتفاضة البياض على رقة السطور فلها إحترام المجد لسلّم الأبداع .. .. |