05-07-2010, 11:19 AM
|
|
كيف كان تغيير هؤلاء .... وهل أنت مثلهم ؟؟ قال تعالى في كتابه الكريم : (( ان الله لا يغِيِِر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)) .
ان اصلاح الجماعات والشعوب لا يجيء جزافا ولايتحقق عفواً .
ان الأمم لا تنهض من كبوة , ولا تقوى من ضعف , ولا ترتقي من هبوط الا بعد تربية أصيلة حقة , وان شئت فقل بعد تغيير نفسي عميق الجذور يحول الهمود فيها الى حركة , والغفوة الى صحوة , والفتور الى عزيمة .
ولكن هذا التغيير ليس بالهين اليسير , انه عبء ثقيل ,والانسان مخلوق معقد , ومن أصعب الصعب تغيير نفسه أو قلبه أو فكره .
ولكن الايمان وحده صانع العجائب , الايمان هو الذي يهييء النفوس لتقبل المبادئ الخيرة مهما يكمن وراءها من تكاليف وواجبات .
ولو عرفت شخصا واحدا في عهدين , عهد الكفر وعهد الايمان _لرأيت الثاني شخصا غير الأول تماما , لا يصل بينهما الا الاسم أو النسب أو الشكل .
وفي القصة التي رواها الامام مسلم في صحيحه برهان مبين على مبلغ أثر الايمان ,
(( ذلك أن رجلا كان ضيفا على النبي صلى الله عليه وسلم , فأمر له بشاة فحلبت , فشرب حلابها , ثم أمر له بثانية فشرب حلابها , ثم أمر بثالثة فرابعة .... حتى شرب حلاب سبع شياه , وبات الرجل , وتفتح قلبه للسلام , فاصبح مسلماً , معلنا ايمانه بالله ورسوله , وأمر الرسول له في الصباح بشاة فشرب حلابها ثم أخرى لم يستتمه , وهنا قال له الرسول صلى الله عليه وسلم كلمته المأثورة : (( ليشرب المؤمن في معي واحد والكافر ليشرب في سبعة أمعاء )) .
وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي رووا عن قساوة قلبه في الجاهلية وكيف أصبح رقيق القلب بعد أن أسلم, وبلغ من سمو عاطفته ورقة قلبه , وخشيته لله , ما ملأ صفحات التاريخ بآيات الرحمة الشاملة للمسلم وغير المسلم .
<<<<<لكن العارفين لا يدهشون , فالسر معروف , والسبب معلوم , طبعا هو الايمان >>>>> .
((( أرجو منكم أن تقولي لي ماذا فعل الايمان بكم ..... وماذا غير فيكم ...))))) .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ........ |