النكبة.. ذكرى حزينة تشحذ الإصرار على العودة
لاجئو بلاطة: المفاوضات لن تعيدنا إلى تل الربيع [ 07/05/2010 - 10:37 ص ] في الذكرى الثانية والستين للنكبة يلف الحزن أكبر مخيم للاجئين في الضفة؛ مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس؛ فالأرض الفلسطينية بقدسها وطهارة ترابها وبمجدها التليد يأبى الاحتلال إلا أن يدنسها بممارساته؛ ظنًّا منه أن الكبار يموتون والصغار ينسون كما قالت الصهيونية "غولدا مئير" ذات يوم. يوم النكبة له وقع خاص حسب اللاجئ محمود صبري "أبو محمد" من لاجئي مخيم بلاطة؛ حيث يقول: "الخامس عشر من أيار (مايو) من كل عام له وقع في النفس، وذكرى حزينة؛ حيث طردنا اليهود من تل الربيع أنا وعائلتي، وتركنا خلفنا -قهرًا وقسرًا- حقول الرمان والبرتقال". ويرى أبو محمد أنه لا يجب أن تتوقف الذكرى فقط في المسيرات والمعارض، ولكن يجب تطوير الأداء وعدم الاكتفاء بالروتين المعهود. وأضاف: "مخطئ من يظن أننا تركنا أراضينا بمحض إرادتنا؛ فقد جرت المجازر وقتل الأطفال واغتصبت النساء، وهب الأهالي للدفاع عن أرضهم وكرامتهم وتصدَّوا ببسالة لعصابات "الهاغاناه"، وسقط الشهداء دفاعًا عن الأرض المروية بدماء الأجداد ليخطوا الطريق لمن بعدهم". الطالبة سميرة عبد الله من المخيم تقول عن يوم النكبة: "في ذكرى النكبة يعم الحزن إرجاء المخيم، ولكنه في المقابل يشحن المخيم بالإصرار على مواصلة كفاحه وحق العودة إلى تل الربيع ويافا وعكا، حتى نيل حقوقنا العادلة من المشروع الصهيوني القائم على الاستيلاء على الأرض وتهويدها". وأضافت: "التشبث بالأرض وحق العودة يعني رفض التوطين ورفض تبادل الأراضي ورفض طريق المفاوضات الذي يشجع الاحتلال على الاستيلاء وسرقة المزيد منها ما دام لا يوجد من يجبره على دفع ثمن غال لاحتلاله". وأكدت أن طريق المفاوضات لن يعيد لها حقول العنب والرمان في تل الربيع؛ فما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة. من جهته الحاج عبد الله عصام من المخيم والقادم من أم الرشاش، والتي يطلق عليها الاحتلال "إيلات"؛ يقول: "في كل عام نحيي ذكرى النكبة وشعبنا لا يزال صامدًا على أرضه، متمسكًا بأهدافه وحقوقه الوطنية، ومصممًا على مواصلة الكفاح والتصدي لكافة عمليات مصادرة الأراضي وبناء و"المستوطنات" وتوسيعها وبناء جدار الفصل العنصري وتهويد للقدس، وفي مواجهة الحصار الظالم والعدوان والمجازر الوحشية المتمثلة في ارتكاب عمليات القتل والاغتيال وهدم البيوت وتشريد سكانها". وأضاف: "طردنا من أم الرشاش جاء بقوة السلاح والمجازر، وعودتنا إليها لن تأتي بالمفاوضات،/ بل بطريق المقاومة المسلحة فقط لا بالمسيرات الشعبية السلمية، ولا يضيع حق وراءه مطالب". وتأتي ذكرى النكبة الثانية والستون في ظل هجمة متوحشة على كل ما يمت إلى القضية الفلسطينية؛ حيث تتعرض لخطر شديد بسبب فشل نهج التفاوض طيلة 20 عامًا وفشله في تحرير ولو شبر من الأرض الفلسطينية؛ الفشل الذي تجلى في استمرار الحصار والعدوان و"الاستيطان" التوسعي وقانون الإبعاد الجديد الذي يمثل نكبة جديدة, بدوره يقول اللاجئ موسى سلامة: "تستحق هذه الذكرى أن نوحد صفنا وجهودنا في بوتقة مقاومة الاحتلال وإنهاء الانقسام؛ فعلينا أن نلبِّيَ نداء الأرض والشهداء والأسرى، وأن نعزز نهج المقاومة لا أن نلاحقها في الضفة خدمة للاحتلال". وأضاف: "نحن في المخيم نعاني كبقية المخيمات في الضفة وغزة والمهجر من البعد والفراق، والتهويد وسرقة الأرض الفلسطينية وحتى الإنسان الفلسطيني؛ حيث تتم سرقته بالمال السياسي وترويج مفاهيم وثقافات غريبة عن شعبنا، وكأن الوطن صار مختزلاً في الراتب والامتيازات، ويا لوقاحة الاحتلال الذي سن قانونًا من الاحتفال وتذكر مآسي النكبة!!". ويحيي أكثر من ستة ملايين لاجئ فلسطيني في الشتات وفي أراضي 48 والضفة والقدس وغزة من كل سنة ذكرى النكبة في (15-5)، والذي تعود أحداثه ومآسيه بقتل الفلسطينيين وذبحهم وطردهم وتهجيرهم في منافي الأرض؛ حيث أُعلن قيام "دولة" الاحتلال على حساب شعب بأكلمه وبدعم غربي لا محدود. ويعتبر مخيم بلاطة أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية؛ حيث يبلغ عدد اللاجئين المسجلين فيه 41 ألفًا 72 لاجئًا، وأنشئ المخيم عام 1950 على مساحة 252 دونمًا داخل حدود مدينة نابلس، ويتكون من عدة شرائح سكانية تعود لأصول مختلفة، ومن اشهر ما أنجب من قيادات إسلامية وفلسطينية فاعلة هو الشيخ جمال منصور؛ حيث استشهد خلال انتفاضة الأقصى بصاروخ صهيوني وهو في مكتبه .